عندما ترى سيدة تعطي كل ما تملك وبدون مقابل فقط ان ترى الرضى والسعاده في عيون الاخرين هي سيده تستحق الشكر والثناء
اثناء جولتنا على المواكب الخدميه في ناحية الفجر والمنتشرة على طول الطريق عماره البدير والتي تقدم اجل خدماتها لزوار الامام الحسين عليه السلام في اربعينيته
جذبت انتباهي سيده تحمل فوق راسها خبزاً وفي يدها بصلاً
وليس هذا فقط ما جذب انتباهي لها بل الابتسامه والسعاده الواضحتين على وجهها الجميل الذي يعطي صوراً مشرقه صوراً تحمل كل معاني الحب والعطاء صورةً تعطي المعنى الحقيقي لطيبة الام العراقيه
وعندما اقتربت منها وهي منهمكه في عملها في الموكب بادرتني بكلمة هلا يمه كواك الله اتفضل اصبلك غداء
فقلت لها اشكرك يا امي وبارك الله فيك وفي عملك لا اريد الغداء وانما اريد ان اعرف سر الابتسامه والسعاده المرسومتين على وجهك المبارك رغم التعب والبرد والمطر
فاجابتني بابتسامه عريضه ويالها من ابتسامه تكفي لاسعاد اهل الارض جميعاً
وقالت يمه كل عمل يكون خاالص لوجه الله واهل بيت رسوله المصطفى محمد صل الله عليه واله وسلم تكون السعاده والابتسامه والرضى نتيجته
وسالتها ايضا وقلت ياامي كل عمل له هدف فما هدفك من هذا كله
قالت هدفي هو مواساة سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام بمصاب ولدها الامام الحسين عليه السلام
ومواساة السيده زينب ام المصائب واخذت تذكر جميع نساء وبنات الامام الحسين واحده واحده وكانهم طبعو على قلبها عليهم السلام وقبل ان اسلها لماذا واسيتي النساء فقط وكانها قرأت السؤال في عيني قالت والدموع في عينيها نحن النساء نواسي النساء والرجال يواسون الرجال
ماهو عملك في الموكب قالت عملي هو اعداد الطعام لزوار الامام الحسين وفي المساء استضيف الزوار في بيتي واقدم لهم المبيت والعشاء واقوم بغسل ملابسهم وفي الصباح ايضا نقدم وجبة افطار
وهل هناك من يساعدك في هذا قالت نعم اولادي وكم يوم تقومين بهذه الخدمة قالت عشرة ايام
قلت هذا عمل شاق ومتعب كيف تتحملين طوال عشرة ايام خدمة مستمره
قالت ليس هناك اي تعب بل اشعر انني مقصره في تقديم الاكثر
يا امي انا اشكرك والله يوفقك لكل خير ويبارك بيك
نعم هو هذا الحب والعشق الحسيني الذي يجعل الانسان اكثر رقياً وترفعاً انه النبل والفضيله

محمد الحنتوشي