مسيحيو الشرق قرابين لسياسة الغرب/جمال حسين مسلم
Thu, 2 Jan 2014 الساعة : 22:55

لايخفى على أي متعلم الوجود التاريخي الضارب بالقدم للمسيحين في الشرق عموما والشرق الاوسط خصوصا , واقصد بهم المسيحين العرب ,الذين سكنوا هذه البقعة الجغرافية منذ العصور القديمة الى مابعد قيام الدول الاسلامية والى عصرنا هذا...واثروا وتأثروا في مختلف الثقافات وساهموا في الارث الحضاري المهم لهذه الشعوب ,وهذا وحده لايسطر في عدد معين من الجمل ولكن يحتاج الى بحوث ومؤلفات كثيرة فضلا عما كتب به سابقا... ومعتنقي الديانة المسيحية في الدول العربية يشاركون جزءا كبيرا من العالم الديانة نفسها ,على الرغم من الاختلاف في المسميات أو ما يشبه المذاهب..
والعرب المسيحين في الشرق والشرق الاوسط ,عاشوا حياة كريمة لفترات عديدة في العصر الحديث على أرضهم وبين أخوانهم .على الرغم من ان ظني المتواضع..بأنهم يعانون من في كثير من الاحيان من حصار اجتماعي جعلهم يلجأون الى سكن موحد ومتقارب لهم ولعوائلهم..وكانوا عنصرا مهما في بناء المجتمع والمتعدد الاعراق والمشارب ,ربطتهم روابط حقيقية بابناء اوطانهم ؛وذلك منسجم مع طبيعة التسامح التي تعم تعاملاتهم في الحياة اليومية,فكتب التاريخ لهم ذلك ودون ما استطاع الناس ان يدونوه. ولكن حال العرب المسيحين تغيرت كثيرا بعد احداث سقوط الاقنعة عن دكتاتوريات حكمت المنطقة لعقود من الزمن وخلفت لنا في حكمها ورحيلها من المشاكل مالايعد ولايحصى ,فكانت التيارات الاسلامية السياسية وغير السياسية من أول المستفيدين من المتغيرات في المنطقة العربية ,فقد ظهر دورها في أيام الاحداث الى حد ما وما بعد الاحداث تصدت للقيام بدور رئيس للعملية السياسية بشكل مباشر..في كثير من الدول العربية .
وهنا بدأ فصل جديد في تاريخ المكون المسيحي العربي ,فصل قاتم اللون أحاطت به النوائب من كل الجهات تقريبا ,وكان ذاك حين ظهرت مشاهد الاعتداءات الارهابية على المسيحين العرب ,الآمنين في بيوتهم أو المصلين في كنائسهم ,والدوافع التكفيرية لضرب هذا المكون العربي ,هي دوافع لاتحتاج الى اعادة قول او تكراره وولاسيما ان اصحابها لايخفون ما يفعلون ولايخجلون منه بل يتقربوا به الى الله {خالقنا وخالق المسيحين ايضا } لعلهم يدخلون الجنة بافعالهم ,ولم لا وهم يسبتبيحون دماء الملل والنحل من المسلمين اولا قبل غيرهم !!! وحثلوا على الوكالات مقدما ومؤخرا
تلك هي جيوش الخفافيش ومصاصي الجماء من القتلة المتوحشين ,لم ينزلوا علينا من كوكب اخر..ولم يكونوا من ابتكار التكنلوجيا الحديثة ابدا...ولكن هم صناعة عالمية ,انتجت في افخر دول العالم المتقدم ,وفي بعض الاحيان في دول العالم غير المتقدم ,من الذين يتوسدون على آبار النفط ,لكن حصلوا على امتياو بهذه الصناعه من الدول المتقدمة ,فكانت المصانع تنتج العدد الذي يلبي الطلب والنوعية التي تخدم الهدف , وكانت ساحات اخرى تمثل الملاذ الامن والمخزن المثالي لمعسكراتهم وونصيب شعوب اخرى ان تتعامل مع هذا المنتج الخبيث وتنال حصتها من القتل والذبح والتفخيخ ... فكانت مصيبة عظيمة ومازالت هي كذلك ..لان الجميع يعلم بالصناعة والاعداد والتخزين والتصدير
الغرب ولمصلحته الشخصية ساهم علنا في صناعة وتكوين التيارات الاسلامية المتشددة , والتكفيرية في مقدمتها ,وذاك حين احتلال الاتحاد السوفيتي في وقته لافغانستان في ثمانينات القرن الماضي , ومن هنا وجد الغرب في بعض الدول العربية مادة دينية مهمة جدا لصناعته الجديدة بل خامتها الاولية . وهنا برز محور الشر الشيطاني الذي يصنع الاباطرة والملوك ويرى بعين واحدة للامور.وذاك هو دور فقهاء الضلالة ووعاظ السلاطين ..فتنامى خطر المجموعات التكفيرية وتصاعد لعدة عوامل ,معروفة عند القاصي والداني
وكانت الانعطافة التاريخية الكبيرة في احداث الشرق الاوسط حين طاحت العروش العسكرية وصارت في مهب الريح..منذ 2003م في العراق والى يومنا هذا .....وفي النتيجة اصبحت الحركات التكفيرية المتشددو الاسلامية امرا واقعل على الارض وليس محض خيال, وباعتراف الجميع..ولما كان الامر متعلق عند التكفيريين بالكافر الاصلي والمشرك والمرتدد } بحسب اوصافهم } سالت الدماء بين الملسمين ,مابين اغتيال وذبح لوجه الله تعالى وتفخيخ واحتلال ابنيه واختطاف على الهوية واعتداء على جميع الناس مالم يبياعوا..وكان للفعل الشنيع هذا ردة فعل من مجموعات اخرى من المسلمين كما هو كائن بين السنة والشيعه وغيرهم...وهنا سال لعاب الغرب لهذه الوليمة التاريخية ,والتي من الصعب ان تتكرر في التاريخ ,حيث الاجواء مهيأة لتنفيذ كل الاجندات الغربية وبيسر كبير ,ومن ثم ان الوضع هذا له نتاج على صعيد المستقبل القريب والبعيد ,سيجعل المنطقة برمتها ,احا مخططات الغرب ومصالحه المعروفة . هنا وقع العرب السيحيون تحت المطرقة ,أيمطرقة الانظمة والبلدان الفاشلة ,التي لاتستطيع ان تحمي نفسها ولا تحمي مواطنينها ومطرقة الارهاب ,لانه يصفهم باسؤ الاصاف ,فكانوا لقمة سائغة ودفعوا من دمائهم وابنائهم ما لايعد ولايحصى ,فقل عدديهم وكثبر مهاجريهم ,كان الجميع ينظر للغرب على انه مسيحي الصبغة و يستطيع ان يضع حدا لهذه المجازر ؛كيف لا وهو صاحب اليد الطولى في معرفة الارهاب وصناعته وحواضنه واهله ..والغرب الذي يتعهد بحماية مصالحه في الخليج العربي واباره النفطية ولمصلحته العليا باستمرار الفوضى والانهيار في المنطقة ‘ثر على نفسه الاستمرار في مخططاته التخريبية وإنْ مان مسيحي العرب هم القربان ,وهنا كان مسيحيو الشرق فصلا عن باقي الديانات والمذاهب مما لايمتون بصلة للارهاب التكفيري بصلة..هم قرابين لسياسات مكشوفة ولاتمت بصلة لا لدين او خلق .ذهب ضحيتها ماذهب , الامر على سيرته الاولى مادام اصحاب الحل والعقد من الدول العظمى ماضين في الامر...والشعوب ماضية الى مصيرها لامحال...