هل كان لخيم الأعتصام ضرورة/طاهر مسلم البكاء
Thu, 2 Jan 2014 الساعة : 0:05

في بلد يموت ابناءه يوميا بالعشرات في حرب غير واضحة المعالم أدت الى نتائج خطيرة على الواقع الأمني وعلى استقراره واضعاف نسيج وحدته التي نسجت خلال تاريخ امتد لألاف السنين ،كما أدت الى ايقاف عجلة البناء فيها في وقت هو احوج ما يكون الى البناء بسبب الدمار الذي لحق به طيلة الحكم الديكتاتوري العبثي ، هل من الضرورة ان نؤخذ البلاد الى خنادق جانبية أصبحت بمرور الزمن مأوى للمتصيدين والباحثين عن الفتنة وذوي الأجندات الخارجية الذين لايريدون للعراق ان يقف ثانية ويعود معافى في الساحة الدولية ؟
الديمقراطية والفوضى :
ان الديمقراطية المطبقة في العراق اليوم هي الديمقراطية البرلمانية ،ولسنا هنا بصدد ان كانت صالحة للوضع العراقي الحالي ام لا ولكن على أي حال فأن من انتخبهم الشعب وهم البرلمانيون اصبحوا ممثلوه في برلمان رسمي يعبر عن ضمير وحاجة ومتطلبات هذا الشعب وبالتالي فأي اعتراض أو احتجاج شعبي يجب ان يمر من خلال ممثلي الشعب وبالقنوات الرسمية المعترف بها من جميع الأطراف ،شعب وأحزاب وحكومة ولن يكون هناك أي ضرورة لمثل هذه التجمعات التي استمرت لوقت طويل رغم تجاوب الدولة مع الكثير من المطالب ،وبالتالي خلقت وضعا ً غير مستقرا ً في تلك المناطق وأوجدت أماكن تهاجم الدولة فيها بصورة مستمرة وبسبب وبدون سبب وأصبحت ملجأ لكل من يريد إيذاء العراق وشاهدنا ان بعض البرلمانيين والمسؤوليين المحسوبين على هذه المناطق يؤيدون هذه الأعتصامات وبصور متفاوته فبعضهم يعبر عن تأييده على استحياء وبعضهم يعلن على الملأ ويحضر هذه الأعتصامات ،وهي تصرفات غير معقولة ، فأما أن نكون جزء من الدولة وبالتالي لنا القدرة على نيل مطالب ممثلينا من خلال القنوات الرسمية أو نكون خارج الدولة في صيغة معارضة ايجابية لاتؤذي أمن البلاد ووحدته ،ولاتهيأ للمتعصبين والجهلة وذوي الأجندات المشبوهه غطاء وفرصة للعمل بحرية ضد مصلحة البلاد .
متفقون على ان العراق مستهدف :
ان ابناء العراق متفقون جميعا ً على ان العراق مستهدف اليوم أكثر من أي وقت مضى ولأسباب عديدة من أهمها :
- كثرة موارده وخيراته التي يسيل لها لعاب الدول الكبرى والدول المجاوره ، ورغم ان أبناءه لم يحصدوا خيرا ً منها فقد نالوا الحروب والقتل والدمار والتآمر من خلال سعي هذه الجهات للسيطرة على موارده .
- انتشار أجهزة الأستخبارات الأجنبية في الداخل العراقي وعملها بحرية بعد عام 2003 وأستماتتها لأثارة النعرات المذهبية والطائفية والعمل على تجزئة العراق الى دويلات صغيرة تتقاتل مع بعضها بحيث لاتقوم للعراق قائمة كبلد موحد .
- امتلاكه لأكبر احتياطي نفطي عالمي ، وإدراك الجهات الدولية المتنفذه بأن آخر برميل نفط سوف يخرج من العراق ،زاد التكالب والتآمر لأجل السيطرة على نفطه .
- هناك دول نفطية كالسعودية تعتبر العراق المنافس الرئيس لها عالميا ً في الأحتياطات البترولية ،وبالتالي فمن مصلحتها ابقاء العراق مجزءا ً غير مستقرا ً ومتخلفا ً لكي تستمر في تسيد السوق النفطي العالمي الى أطول فترة ممكنة ،وهي مع الدعم الذي تقدمه لعناصر الأرهاب فقد انطلق منها فكر تكفيري تخريبي طال المنطقة بأكملها وسط صمت امريكي غربي وغظ الطرف عن كل ذلك .
- الفكر الصهيوني السلبي الذي يحاول الأستفادة ما امكنه الظرف من الوضع الحالي في تدمير دول العرب وخاصة الدول المهمة منها وهي مصر والعراق وسوريا ،وقد برز المنادون من بين الصهاينة بأن يتركوا العرب يقتلون بعضهم وعليهم تغذية هذا التقاتل الى مالانهاية .
لقد قصرت الدولة وأجهزتها في ترك الحبل على الغارب ووصول الأمور الى هذا الحد وعدم حسمها وفرز المواطن البسيط عن صاحب المئارب الخبيثة ،والسماح بوصول الدعم والأمدادات الى هذه المناطق وبالتالي نمو الأفكار المشبوهة المختفية تحت طلبات عامة .
المطلوب وقفة عالمية لمن يملك ضمير :
ان الذي لايحمي نفسه وشعبه لا أحد يحميه ،وان الضعيف دائما ًمستهدف ،و ما يحصل في العراق هو حالة خاصة أشترك في مسبباتها كل من جيّش الجيوش على العراق ونال من جيشه ومؤسساته الأمنية وبناه التحتية ،وأن المطلوب الأن وقفة ضمير شعبية ورسمية عالمية لمساندة شعب العراق وجيشه الفتي، والوقوف بوجه الأرهاب والدول الداعمة له وهي دول معروفه ويعلن عنها المسؤولون العراقيون وبصورة لالبس فيها وأهدافها واضحة أيضا ،ان وقوف العالم اليوم الى جانب الأبرياء من شعب العراق هو تكفير عن ذنب ارتكب بحق العراق دون سبب واضح وقد ثبت للجميع عدم امتلاك العراق لأي أسلحة تدمير شامل ،تلك التي كانت الحجة التي انطلق بسببها العدوان ، وان كان هناك قائل يقول ان الهدف هو تخليص العراق من نظام دكتاتوري ، فأن هذه حجة ساقطة ايضا ًلأن العراقيين قد أسقطوا نظام صدام في انتفاضة 1991 والتي تلت حرب بوش الأب على العراق ، لولا مساندة امريكا وشيوخ الخليج له والذين هم أنفسهم اليوم من يدعمون الأرهاب ضد العراقيين .