سجناء سياسيين ..ام ..على خطى البعثيين/محمد كاظم طارق الركابي
Tue, 31 Dec 2013 الساعة : 20:06

حينما تصبح نيل الحقوق بيد فئة لاتستشعر بمعاناة الاخرين وهمومهم ولتتلاعب على قهرهم وتقبض على ارزاقهم ..وحينما يرون ان كل امتياز وتكريم نشوز وان كان بقانون مادام لايتماشى مع رغباتهم ومزاجاتهم ..حينها لابد لنا من التوقف والتمعن والتعرف على حقيقة هؤلاء ؟
ولنشخص بدقة لما تحمل هذه الفئة . وماتركت من اثار على الواقع ملموس ام حملت معها اثام مامضى من انظمة فاسدة ودكتاتورية هي اقرب بالتشبة لة .في سلوكياتهم واسلوبهم الذي لايتطلب كثيرا من الرؤى والتفحص .
السجناء السياسيين ..ولمن لايعرف وهم بغالبيتهم حين ولوجهم وحتى الحكم عليهم لايدركون معنى السياسة ولم يتعرفوا الى الان حقيقة وفهم سمة الثورية .ربما لديهم هو كيفية الانقضاض على الاخر وسلبة وقطع الطريق عنه بوسائل هي غاية في الجهل والعبثية ودون ادنى المسؤولية كما يحصل مع ثوار رفحاء اليوم ..فقد تجاهلوا القوانين بل سخروا من الانسان والمؤسسة التشريعية كما نرى في تعاملاتهم في مكاتب المؤسسة وفروعها ليصل بهم حد الاستخفاف بالمواطن الذي ياتي جاهدا تاركا عملة محتملا لاساءاتهم المتكرره ومتاعب الطرق وزحمتها بعد سلسلة من الاجراءات الفوضوية والفردية .سيلا من الاستمارات لتملاء جيوبهم ريعها والتي لاتشبع برغم اغلبهم يتقاضى راتبين وحتى ثلاث ولااعرف في اي قانون للمرء ان يترفع ويتعالى على مواطنية يهكذا امتياز .وكيف للمشرع ان يقر قانونا براتبين وعامة المجتمع يفتقر للادنى من الراتب ..ولو كان فيهم شيئا من الروح الثورية لرفضوه هم لا ان يشرعوه لانفسهم .
اليوم وباستهتار فاضح واستخفاف بالقانون قاموا بمنح المراجعين (مكتب ****)تاجيلا امده لغاية شهر تموز من العام القادم .ودون اي خطوه مسبقا في سياق العمل السليم والمتعارف .
ربما هي احدى جوانب الثورية لديهم في استهجان الاخرين والتلاعب بالقانون مادام لايلبي رغباتهم ومزاجاتهم التي لم تك يوما للصالح العام .
ولاغرابة ان نرى ذلك .فهم منقسمون على انفسهم وناقمون ايضا فلا تعجب ان اصابك الشرر .
فهم وحيدي الخلية يفصلون انفسهم عن المجتمع بنظرة فوقية وليعودوا اخرى ليكونوا مجاميع .متميزين وبسطاء .والبسطاء اشراف وما دون ذلك ...
والقانون الذي شرعوه او كان لهم المساهمه الاكبر .لايرتبط باي قانون دولي ويفتقر لبناء الانسان .هو كاحلام صبية وفضول من الافكار .ويحمل الكثير من العقد والنزعات النفسية التي لاتنفك حتى بعد مضي سنوات ..وهو في تاثر عالٍ (السجين للسجان )ترى ذلك اول وهلة حين مراجعة دوائرهم لايختلفون عن اساليب البعث بل هم غاية في الدقة في استيراد تلك الاساليب وبعثها اليوم .وهو لايتوانى في الافصاح في فقرات القانون .
ففي الماده 9/احد عشر ـ يستحدث وسام يسمى (وسام الحرية) يمنح للمشمولين بإحكام هذا القانون وتحدد درجته وامتيازاته وشكله وقياساته وكيفية منحه بنظام ..هي ليست فقط تاثر بحزب البعث وتعويض مافات من انواط الشجاعه .وانما هي تعود بنا لتقسيم المجتمع لطبقات وتمييز الافراد على اسس كنا نحلم في سقوط النظام البائد للخلاص منها .
وكنا في التمني ان نرى نضوج فئة كثيرا ماتؤثر على نفسها لتجعل مصلحة المجتمع وبناء الفرد روحيا واخلاقيا هي المرتكز في ادائها .هكذا اطلعنا وسمعنا عن احرار العالم وثواره ..
ومايطغى على هذا القانون هو السبق المادي في كل جانب .فهو مايعني التكريم والثواب لديهم حتى في اخراهم .
اما المادة ـ6ـ اولا : لا يعد سجيناً او معتقلاً او محتجزاً سياسياً لاغراض هذا القانون كل من عمل مع النظام البائد في اجهزته القمعية او الحزبية او تعاون مع النظام كمصدر امني ثم سجنه او اعتقله او احتجزه النظام بسبب تصفية حسابات داخلية او سلطوية او عمل مع النظام خلال او بعد السجن والاعتقال والاحتجاز ..فهي اضافة لكونها مخجلة تنم عن قصور وعقد انتقام صيغت بقانون ..ولو اردنا الخوض فيها تعترينا الكثير من التساؤلات ..
اولاها .ان ان اغلب البعثيين الفاسدين والذين تلطخت ايديهم هم في مواقع عسكرية وحزبية هامة وحساسة .واخرى ايهما افضل .البعثي الذي وقف ضد النظام ورفض وكانت العقوبة علية اقسى كما هو متعارف من غير البعثي .ام البعثي الذي بقى مع النظام وخدم حتى السقوط ..هؤلاء عادوا جميعا لوظائفهم وباثر رجعي ..اذن يفترض ان يكرم البعثي دون نقص للحقوق لمن حكم علية لاسباب سياسية ..اقول هذا للعدل ولمن يدرك كيف يكون الانصاف .وكي لانكون في طريق التوبة خاصة اننا امام عدو جاهل لايدرك ابسط خصوصياتنا (الارهاب التكفيري)ولاننا لانملك هذا الحق .فهو لله تعالى كقانون وكعقاب ......
اما اخر ماجاء في المادة..فهو مايدل على عدم انسجام وتوافق مبدأي وتفكك وهي قابلة للتاويلات الحزبية والمزاجات الشخصية ..
هذه هي روحية السجناء .وتلك ثوريتهم .التي تدعوهم للتعالي على الاخرين والوقوف امام استحصالهم لحقوقهم (ثوار الانتفاضة /رفحاء)
بل انهم يرفضون حتى ان يمنح ضحايا الارهاب اي امتياز او ابسط تعويض ..
علما ومايخفى للجميع ..لايوجد سجين واحد حكم علية بسبب حملة السلاح بموقف مشهود .كما لايووجد فيهم من لة اي موقف ترك اثرا على الشارع ..جل قضاياهم من دعاوى ثرثرة وتهجم لحظة انفعال او اماني اخذت جانبا عن خفايا النفس واللسان .......
محمد كاظم الركابي