وفي الناس المسرّة/حيدر الجابر
Tue, 31 Dec 2013 الساعة : 11:33

المجد لله في العلا: ولكن لم يبلغ الانسان ذلك العلا، لأنه اختار رفقة الشيطان، برغم تحذيرات الرب العديدة. رأينا الإنسان والشيطان يلتقيان في ـ على سبيل المثال لا الحصرـ: مذبحة برتلماوس، ومذابح الأرمن، وقنبلة هيروشيما، والحرب على غزة، والأنفال، وداعش، وتفجيرات العراق التي لا تنتهي، وآخرها في كنيسة ماريا حنا. انحدر الإنسان ورفيقه الشيطان إلى أعماق الأرض القاتمة، حيث الجهل والفقر والموت والمرض، بينما كان بإمكانه أن يرقى حيث الطمأنينة والسعادة التي بشّر بها رسل الله منذ آلاف السنين. عن الانحطاط نتحدث، ذلك الذي يجرد الإنسان من مقومات إنسانيته، ويتركه غرائز بلا أي رادع، حيث يغيب المنطق والحكمة في دهاليز مظلمة لا يعرفها العقل.
وعلى الأرض السلام: السلام الذي مُني بهزائم على طول خط التاريخ، منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل وحتى الآن، ما زالت الأرض تدمن الموت، وتحت ذرائع عديدة، منها القومية، ومنها الدينية، ومنها المصلحية، وكلها تتستر بستار الحق، وينتصر فيها القادة الذين يخططون ويفوزون، بينما لا يذكر أحد الآلاف ممن ذهبت أرواحهم سدى. المهم في اللوحة الزعيم المنتصر، لأنها لا تتسع للضحايا الكُثُر: نيرون، عمرو بن هند، الحجاج، سليم ياوز، ستالين، هتلر، صدام حسين، جورج بوش، الصهاينة أجمعون ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ. السلام يخوض معركة اُجبر عليها، لا يلوح النصر فيها حتى حين. السلام على الأرض لوحة طوباوية موجودة فقط لدى افلاطون والفارابي.
وفي الناس المسرّة: فقط، نحن من نبحث عن المسرة، ونستيقظ صُبحاً على أمل شمس مشرقة، وابتسامة من طفل، حتى لو انبثقت الشمس من بين الخرائب. أن تصلي ليلاً في محراب، متجهاً نحو مكة أو أمام صليب، مستنزلاً الرحمة من الرب لتحل بين البشر. عام ينقضي بكل آلامه، أناس غادروا الحياة الدنيا، سرقت ارواحهم، وسلبت أموالهم، وانتهكت أعراضهم، والأمل يحوم متحيّناً الفرص، في أن يكون العام الجديد جديداً، وأن يحمل في طيات أيامه الدفء والأمان.
أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض، خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا.
جريدة المؤتمر