تأييد عام للجيش العراقي ضد الأرهابيين/عزيز الخزرجي

Tue, 31 Dec 2013 الساعة : 10:20

أربعة مسائل هامّة على الحكومة معرفتها:
لم يسبق للعراقيين أنْ إتفقوا كما إتّفقوا آليوم على آلهجوم ألعسكري العراقي ألذي جاء متأخرّاً حيث كُنا ننتظره منذ أعوام على خبايا الأرهاب ألّذي دمّر آلعراق و العراقيين!

فبعد سقوط ألصّنم هدّأم عام 2003م و حتى قبلهُ لم يسبق أنْ إتفق حتّى عراقيان كما آليوم على مسألة واحدة, فقد وصلت آلأختلافات و آلتناحر ذروتها خصوصاً خلال آلسّنوات ألأخيرة خصوصا في قضايا إدارة ألدّولة و آلرّئاسات و آلمحاصصات و آلتوافقات و آلسّرقات خصوصاً في الرواتب المجحفة للمسؤولين و على صيغة القرارات و آليات آلتعامل الديمقراطي و غيرها من المواقف, و يُمكننا ألقول بعدم إتفاق حتّى كتلتين في قضية مصيريّة واحدة!

و لأوّل مرّة و آلحمد لله يتفق ألشّارع العراقي بأكثريته بما فيها آلكتل ألسّياسية و الأئتلافات على هذا آلأنجاز العظيم للجيش العراقيّ ألسّيئ الصيت بسبب تأريخه المخزي السابق على أوكار العصابات الأرهابية العربية – العراقية في منطقة ألأنبار و ضواحيها في المناطق الغربية لتلقنها دروساً كبيرة فات أوانها لأنهاء وجودها للأبد بعد ما لاقى العراقييون من فسادهم و ظلمهم ألأمرين!

لكن هذا آلأتفاق ليس هو آلحل الأخير .. بل هو بدايةٌ لشوطٍ طويلٍ و صعب للغاية على الحكومة آلأنتباه لها و دراستها و أخذها بعين الجدّ من أجل أنهاض آلعراق أو على الأقل عدم فنائه للآخر!

كما أنّ هناك ملاحظاتٌ و إختراقات واضحة و فسادٌ في طبيعة أداء ألعمليات على أرض المعركة آلتي كان يُفترض أن يقدم آلجيش فيها أداءاً أفضل و ضربات نوعيّة سبّاقة و موجعة خصوصاً في الدّقائق الأولى من بدء المعركة و التي عادة ما تحسم وجهة المعارك العسكرية من هذا النوع, و ربما سبب ذلك هو آلمهنية ألمفقودة و عدم آلأعداد العقائدي و آلتخطيط الأستراتيجي للجيش ألعراقي عموماً!

فآلذي حدث أوّلاً؛ أنّ الطائرات ألسّمتية التي هاجمت أوكار ألأرهابيين لم تُلاحقهم بآلأسلحة الرشاشة بعد قصفهم بآلصواريخ للقضاء عليهم .. بل تركتهم يهربون و يختبئون حتّى إستقلّ بعضهم سياراتهم و مركباتهم للهروب, و لا أدري هل كانت ذلك بسبب خيانات في القيادة أم ضعف في آلأداء .. أم كانت ردّات فعلٍ سوقيّة طبيعية و قلّة في آلخبرات؟

ألمسألة الثانية؛ أنّ آلجّهة ألوحيدة ألتي حاولت أن تتكتم على آلضربة و عدم بيان رأيها آلصّريح هو رئيس ألمجلس أسامة النّجيفي و من معه في مجلس ألنُّوام ألفاسد!

و ما قاله في إجتماعه ألثّلاثي ألأخير مع رئيس آلأئتلاف العراقي و رئيس صحوة العراق الشيخ أبو ريشة كان تلويحاً بآلتأييد ألمُبطن و ألخجول, و يتبيّن موقفه ألسّلبي .. بل و المُعارض و بوضوح من خلال محاولة دعمه العلني لبعض قادة الأرهاب كآلمجرم ألعلواني ألذي ألقي آلقبض عليه و أخوه ألذي قتل بسبب مقاومته للجيش ألعراقيّ, حيث طالب آلنُّجيفي إطلاق سراح العلواني و إعتبار أخوه شهيداً من ضمن شهداء آلعراق, مُدّعياً أنّ العلواني يمتاز بآلحصانة البرلمانية و لا يحقّ لأحد ألمساس به, و من آلجدير بآلذكر أن رواتبه ما زالت جارية و يستلمها عن طريق مُمثل عنه!

ألمسألة الثالثة: على الشعب و الحكومة العراقية أخذ الحيطة و الحذر بعد إنتهاء تلك العمليات, لأن خلايا الأرهاب منتشرة في جميع مناطق العراق تقريباً, و ربما تُنشط تنظيم القاعدة و (داعش) تشكيلاتها في مناطق بغداد و غيرها, لقدراتها و إنتشار خلاياها في بقية آلمحافظات, و تبقى الحدود الأردنية – السورية من أخطر المنافذ لتدعيم الأرهابيين, و على الحكومة العراقية أن تقطع مساعداتها عن هذه الحكومة العميلة المجرمة حيث ما زالت ترسل لها آلنفظ شبه المجاني يومياً.

المسألة ألرّابعة: على الحكومة عدم عسكرة السّاحة العراقيّة مُجدداً كما فعل الأرهابيّ المتوحش هدّام, فآلشيئ ألوحيد و آلسّبب ألرئيسي في إنحدار العراق و تخلّفه و سقوطه ألأخلاقي و الأنساني و آلأسلامي؛ هو عسكرة السّاحة من قبل البعثيين المجرمين, و اليوم على السيد المالكي لو فاز في الأنتخابات القادمة أن يُنهي مظاهر التسلح و أن يُحدّد آليات مهنية و إدارية للجيش و آلقوات العراقية و تكثيف آلدّورات العقائدية الأنسانية لأفراد القوات المسلحة التي تنقصها هذا الجانب كثيراً , و الله ناصر المؤمنين و لا حول ولا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
|عزيز الخزرجي

Share |