اعتدال الخطاب ومحاربة الارهاب/عباس ساجت الغزي
Tue, 31 Dec 2013 الساعة : 10:12

ليس غريباً ان نسمع خطاباً معتدلاً فيه من الحكمة والانصاف ما ينم عن المسؤولية الكبيرة امام الله والرسول والمؤمنين من ابناء الامة , بل وان ذلك ليس بالجديد على اعمدة ال الصدر تلك العائلة العلمية والدينية العريقة في الوطن والتي رفدت الساحة العراقية بقادة هم اصحاب كلمة حقَّة ومواقف وطنية وانسانية كبيرة يشهد لها التاريخ العريق بل انها اصبحت ولازالت الرصيد الذي لا ينضب لرجالات الكلمة العادلة في الدفاع عن الشعب ومطالبه المشروعة في كل زمان ومكان .
المتابع للأحداث الكبيرة المحفوفة بالمنعطفات الخطيرة للمشهد العراقي اليوم , يرى وبوضوح تباين الخطاب السياسي والاعلامي بل حتى الاجتماعي ( حديث الشارع) , ومن خلال تلك الرؤية البسيطة يمكن تحليل الاسباب والغايات من وراء تلك الخطابات الصريحة والتي لا تراعي صعوبة وخطورة المنزلقات التي تمر بها العملية السياسية الفتية , ولا المعاناة الصعبة التي يمر بها الابناء في جميع المجالات واخص بالذكر منها الاقتصادية وما يتعلق بالواقع المعيشي والخدمي والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة الانسان .
ومن خلال متابعتي كانت لي رؤية بضرورة تقديم الخطاب المعتدل في هذه المرحلة مع ضرورة عدم المساس بشرعية الحرب المعلنة على الارهاب والتكفيرين والفساد والتي تدور رحاها بين ابناء جيشنا الباسل البطل من جهة وفلول الارهاب الاعمى والتكفيرين في داعش وجبهة النصرة والقاعدة من جهة اخرى , وهنالك الكثيرون ممن يتمتعون بروح الوطنية الكبيرة والولاء المطلق للوطن يحملون نفس الرؤية ويشاركوننا نفس الهموم , النائبة عتاب الدوري ومن على شاشة احدى القنوات الفضائية استنجدت بالقادة السياسيين الشرفاء الذين يديرون العملية السياسية في البلاد وطالبت السيد مقتدى الصدر بضرورة ان يكون هنالك خطاب معتدل في الاحداث الجارية على الساحة العراقية اليوم بل كانت في نبرة خطابها اقرب الى البكاء على ما وصل اليه الحال , والتمست النائبة العفو من اصحاب القرار في الحكومة من اجل ايجاد حلول للخروج من الازمة .
ليأتي الخطاب المعتدل لسماحة السيد مقتدى الصدر وهو يشيد بضرورة مقاتلة الارهابين والتكفيرين ويثني على الدور البطولي لقواتنا المسلحة ويوصيهم بان " لا تقاتلوا لخدمة حزب او سلطة او طائفة بل قاتلوا من اجل المصالح الوطنية واحذروا لان ذلك سوف يمس بسمعتكم , وعليكم ان تدافعوا عن المظلومين والمحرومين من جميع الطوائف " , وهذا الخطاب دليل الحرص الكبير على عدم اراقة دماء الابرياء والحفاظ على الجسد الواحد معافى وتفويت الفرصة على الاعداء للنيل من وحدة وتماسك الشعب العراقي .
ومن هنا تأتي الوطنية العالية والشعبية الكبيرة التي يتمتع بها رجالات ال الصدر من خلال المواقف البطولية في الظروف الصعبة والتي رسخت الحب ومبادئ الثبات في سبيل الله والوطن والكلمة الصادقة لتثمر ذاك المدد الالهي في قلوب العشاق .
عباس ساجت الغزي