جيش يقوده , المالكي , لابدّ أن ينتصر/حسين الشويلي

Mon, 30 Dec 2013 الساعة : 0:01

( ليس لربط المؤسسة العسكرية في شخص قائدها , وسلب منها أنّجازاتها , بل لربط القرار بالجهاز النفيذي ) .

من المفيد أن نتطرق الى حقيقة,, مفادها .
في الوقت الذي يحقق جيشنا وقواتنا العسكرية أنتصاراتهم على - داعش - ومثيلاتها . طلّت برؤوسها أصوات من هنا وهناك تنادي بعدم تسيّس المؤسسة العسكرية . وهذا جيد ,
لكن لابد من سؤال لهؤلاء كي يجتمع طرفي المعادلة - لماذا قمتم على تسيس النكبات والخروقات الأمنية ؟ لا تسيّسوا وتحزبوا النكبات . وتعمموا وتطلقوا الأنتصارات .

في الواقع النظري هنالك نظريات ومفاهيم تحمل مقومات أستمرارها وتفوقها , ومهما حاول البعض من أن يقتلعها أو يقوم على أفراغها من محتواها ومضامينها , عجز عن ذالك , لأن تلك النظرية تختزل مقوماتها بالأستمرار . فجدارتها يغذي وجودها .
وكما النظريات والمفاهيم تحمل هذه الميّزة , كذالك الأفراد . والتأريخ القديم والحديث يدلنا على شخصيات دينية وسياسية , أستطاعت أن تصمد أمام الحملات التي شُنت ضدّها لتقويضها .
وفي تأريخنا الحديث ’ جيّش البعثُ الأقلام لتزوير تأريخ الزعيم عبد الكريم قاسم ’ لكن عبد الكريم قاسم أصلب من أن تهزّه تلك الأقلام المهزومة التي لاعقيدة لها . فمضى البعث نحو زبل التأريخ وضلّ عبد الكريم قائداً وطنياً , لأنه حملَ مقوماته التي أبّدته في الوعي الجماهيري .

وفي راهننا العراقي ’ أجتمعت الأجندات والأقلام والصحف والمواقع الألكترونية . وقاموا على شيطنة الشيطان لتصفية شخص عملياً أو الأطاحة به أعلامياً .
وأتخذت تلك الحملات أشكالاً وكيفيات مختلفة . وكلها تصب لذات الغرض ’ وواحدة من أشد الحملات التي أرادوا من خلالها أزاحة تلك الشخصية عن دربهم ليتسنى لهم . أمّا أعادة البعث ليحكم بأسماء ووجوه مختلفة , أو أقامة الخلافة الوهابية في العراق .
من خلال أنتاجهم لمعارضات وشخصيات حزبية وبرلمانية عملها المنوط بها ، هو تعطيل الحكومة وظيفياً وشلّها من جراء أعتراضاتهم حول مشاريع الحكومة , وأحاطة أي عمل تقوم به بأكداس من الأكاذيب والتشكيك .
حتى وصل الأمر الى كل عمل تقوم به الحكومة يكون محل أعتراض تلك المعارضات ولاعاد شئ يقنعها . فتحولت وفق العرف السياسي من معارضة برلمانية الى متمرد على الحكومة ( المعارضة عملها تصحيح مسار الحكومة وأرشادها وليس لأسقاطها ) .

وكل هذه الأفعال متصلة ومكملة لبعضها , مبتدئةٌ من التسقيط الأعلامي ثمّ أنتاج وتربية معارضات وشخصيات مشاغبة ومتخاصمة مع الحكومة في كل شئ . والأهم في تلك المراحل هي الأعمال الأرهابية التي أطالت أبرياء الشعب كمحاولة لأسقاط الحكومة وأستبقاء البرلمان ! وهذا وفق خطاباتهم وتصاريحهم المعلنة . قتل الشعب لأجل أسقاط رأس الحكومة وترك البرلمان .

لكن لم يسقطوا مَن يكون ممتلئ بقوة روح الوطنية . وأما الذين يثابرون على التمرد وأقتراف المظالم فأن القانون الذي يمثله الجيش والقوات الأمنية الأخرى حتماً سيطالهم ويسحقهم .

القرار الذي أتخذه القائد العام للقوات المسلحة لم يكن لأجل الثلاثين من نيسان المقبل ! بل بعد أن نضجت الضروف الموضوعية لأقتحام صحراء الأنبار , تمّ القرار وهانحن نعيش حالات الأنتصار التي يحققها القرار الصائب والقوات الأمنية المستبسلة .

وعلينا أن نطرح سؤالاً هنا , لو لم يكن المالكي يحمل مقومات السياسي الناجح هل أستطاع أن يستمر في أدارته للدولة رغمّ اللوبيات والأقلام والفضائيات والمعارضات حتى من وسط الأتلاف ؟
وأن لم يكن سياسيٌّ مبرز هل أشغل مساحات واسعة من وقت الكتّاب المناوئيين للعملية السياسية من التحالف البعثي \ الوهابي ؟
الجواب بلا أدنى تردد يكون بالنفي .

ولسنا هنا بصدد عمل ديباجة تمجيدية للمالكي , لكن محاولة لتفهيّم البعض حقيقة الواقع السياسي ، الذي طاله التشويه والتشويش .. العراقيون اليوم أمام نموذجين من الساسة والأحزاب .
الذين يبجلون الأرهاب ويضفوا عليه نعوتاً لاوجود لها الاّ في رؤوسهم . أمثال النجيفي وما يسمى بعبد الملك السعدي ومن سار بعارهم .
المطالبون بسيادة القانون والعدل بين الناس ، ومقارعي الأرهاب ومعتقلي النافخيين في أبواق الفتنة أمثال المجرم أحمد العلواني ..

المالكي ولد من رحم الثورة في مطلع الثمانينيات وأستمر حتى حنّكته التجارب ، وهاهو اليوم يقود أنبل حملة أنسانية ضد اعداء الله والأديان والأنسان في صحراء الأنبار ، مقتلعاً جذور الرذيلة والجريمة والخيانة ،
ومناوئي العراق يدركوا حقيقة هذا الرجل . لهذا لم يخلصوا له الود طيلة تلك الأعوام دون سواه من قيادات الأتلاف ( الشيعي ) الذي للأسف بعضهم مازال يرى في عمليات الثأر "" دعاية أنتخابية ""

لو تخيلنا لوهلة,, أنّ ناعتي عمليات الثأر , بالدعاية الأنتخابية أو أنها أستهداف لخصوم سياسيين ومنهم من يذهب الى أبعد من ذالك متهماً أياه ( بأستهداف السنة ) بأن أحد هؤلاء هو من يقود الحكومة والمؤسسة الأمنية ؟
هل سيكون المجرم أحمد العلواني في قبضة العدالة ؟ وهل ستتناثر أجساد الأرهابيين متفحمة من جرّاء ضربات سلاح الطيران ؟

العراق مازال بحاجة,, الى المزيد من الجهود لأستئصال الأرهاب كلياً , والأرهاب بعضه يستوطن المدن وليس كله في الصحراء ، وعملية سحق داعش ومثيلاتها يحتاج الى الوقت ,
والعراق بحاجة الى قيادة لاتبحث عن الزعامة على حساب المبادئ . وتحمي الحقوق من الذين يكرهون العدل ، وتقيم دولة تتساوى فيها الحقوق والواجبات ، وتثأر لشهدائها . وفي تلك السمات تتحق الديمقراطية ,
لأن الديمقراطية ليست حكم الأغلبية فقط , بل حماية التنوع والحقوق .

فمن خلال حملات التسقيط الممولة بسخاء ، ومن خلال أنشاء المعارضات والزعامات الحزبية المشاغبة ، وتجيّش الأرهابين ,, كلها سقطت وسيسقط جميع الخونة ، فعملية تنظيف العراق قد أنطلقت قبل أسبوع من الآن ولن تتوقف بقطف الرؤوس والأغصان الخارجية تاركين الجذور تتعفن .
والرجل الذي ملئ قنوات معروفة بعدائها للعراقيين وصحف مأجورة وأقلام مأزومة ، لابد وأن يكون جديرٌ بالقيادة وتلك الجدارة ستفضي بنا الى الخلاص النهائي من الأرهاب والجريمة الأقتصادية .

Share |