فنّ آلكتابةُ و آلخطابَةُ – ألجزء ألثّاني ح10/عزيز الخزرجي
Sun, 29 Dec 2013 الساعة : 23:45

طرق إنماء ألصّفات ألحميدة:
دال: تمارين ضروريّة لنيل ألأمنيات ألمنطقيّة و إيجاد ألعلاقة و آلهدفيّة في آلنّفس:
بِما أنّني أؤمن بصداقتي مع نفسيّ و أحِبّ بِنائها و ترقيتها و تحقيق أمانيها, لذلك أواظب على آلدّوام أنْ أكونَ لها معلّماً و مخلصاً و أميناً, و مَنْ لمْ تكُنْ في نفسهِ موعظة لمْ تُفدهُ آلمواعظُ, وأعرف هَدَفي في آلحياة؛ و لا بُدّ أنْ أحقّقهُ, أنا صاحبُ أمنيةٍ أعشقها و أُجاهد من أجل تحقيقها بكلّ آلوسائل ألشّرعيّة ألمُمكنة و أحياناً أستخدمُ مبدأ( ألتّزاحم )(1) بشرطها و شروطها لو تطلب آلأمر ذلك, و سأنجحُ في ذلك .. خطواتي و مسيري بهذا آلأتّجاه عقلانيّ و منطقيُّ .. ألقُدرات ألّتي أمتلكها ستوصلني لهدفي لا محال, و نجاحي أكيدٌ لا أشكُ فيه!
أنا على يقين بأنّ كلّ ما أتمناهُ سأحصل عليه عاجلاً أو آجلاً, و سأرتقي لأعلى آلقمّة, يكفيني فقط أنْ أصمّم و أنوي على ذلك, لأنّ إرادتي قويّة, و تكفيني للوصول إلى هدفي .. و عندها أتوفّق و أحقّقهُ .. أعرف أنّ آمنياتي منطقيّة و عقلانيّة, لا أريد أن أضرّ آلآخرين لنيل أحلامي .. و أحسّ بآلغبطة من نجاحي لتحقيق آلهدف .. حلمي يغمرني بآلطاقة و آلحيويّة .. لا أفكّر أبداً بآلفقر و آلذّلة و آلهزيمة .. أرى آلسّعادة و آلرّفاه مقبلة عليّ, بل هي منّي قاب قوسين أو أدنى, لذلك فآلفقر لن يُصيبني أبداً, لا أُبذّر أموالي هنا و هناك في كسب آلصّغائر, و لست خسيساً و لا بخيلاً في نفس ألوقت, آفاقي رحبةٌ و ممتدّةٌ و لستُ ضيّق آلنّظر, بل و أريد مساعدة آلغير و خدمة آلنّاس أيضاً.
ألمالُ يأتي بآلمال .. كما آلفقر يسبب ألهلاك .. و في كلّ ألأحوال فأنا لا أحبُّ آلمال من أجل ألمالِ لأنّها وسيلة .. بل لأجل ألرّفاه و آلعطاء و آلموفقية في عمل آلخير, و بهذا أكسب آلحظ السعيد و آلأقبال ألرّحب مثلما أكسب آلمال آلحلال, لا أؤمن بآلحظّ و آلقسمة و آلنّصيب .. بل أنا مُطمئنٌ من نفسيّ و أؤمن بطاقاتي و قدراتي, و معتقدٌ بأنّي تخلّصتُ من كلّ فكرٍ سلبيّ أو إضطرابٌ نفسيّ, بل فكريّ آلأيجابيّ يدفعني نحو آلموفقيّة و آلهداية .. لتحقيق جميع أحلامي .. لأُسْعِدَ و أنشر آلسّعادة على كلّ آلمحيطين من حولي.
إمتلاك ألأرادة ألقوّية!
أنا إنسانٌ ذو إرادة .. لا أستسلم أمام الأضطرابات و لا أخضعُ للهوى و آلهلع و آلنّزوات .. لا أعتني بكلام ألنّاس, بإمكاني تلافي آلدّعوات ألتي تُؤذيني روحيّاً بأدبٍ و فنّ لأحافظ على توازني .. لا أحيد عن آلطريق ألّذي رسمتهُ لنفسي, لا يُؤثّر فيَّ أحداً .. أستمع للنّصائح آلتي تصبّ في خدمة أهدافي بعد ما أمرّره في غربال ألعقل و أتفحّصهُ واضعاً أمامي كلّ آلتجارب التأريخية ذات آلعلاقة, لمقارنتها و موازنتها مع آلحال ألرّاهن, لأحقّق آلذي صمّمتُ عليه في آلنّهاية بنجاحٍ .. و لو حاول آلآخرين ألتأثير على ما صمّمتُ عليه سلبيّاً؛ فأنّي لا أسمح لهم بذلك و لا أفعل ما يُخالف هدفي و رضا نفسي .. أعرف أنّني لستُ مُتكاملاً من جميع ألوجوه, إلّا أنّني على آلأقل أعرف حسناتي و عيوبي و أجاهد لتحقيق الكمال في نفسيّ, و لو وعظني أحدٌ أو أوصاني بشيئ فأنّني أتقبّلهُ برضىً و بوجهٍ باسمٍ و قلبٍ منشرحٍ و أستمعُ لهُ بكلّ كياني, فما كان منهُ لخيري و صلاحي أقبلهُ بلا تردّد و أترك آلباقي .. أحاولُ أنْ لا أخطأ في سلوكي و تعاملي و أنْ لا أكونَ لجوجاً, و أتمسّك بآلحقّ و بآلثّوابت ألّتي لا أحيد عنها, و إذا لم يكن آلحقّ معي؛ فأنّي لا أُحَمّلُ آرائي و لا أفرضها على آلآخرين بآلقوّة, يجب أنْ أُفرّق بين آلحقّ و آلباطل, لأتمسّك بآلحقّ و أتبعهُ و أترك آلباطل و أنبذهُ .. لا أتعصّب و لا أقهر نفسيّ و لا أبدو مُنزعجاً أبداً, لأنّهُ دلالة على سعي للتغطية على جهلي و أخطائي و هذا ناتجٌ عن قلّة معلوماتي و عدم حقانيتي!
لو كان آلحقّ معي أحاول أنْ أظهرهُ بإسلوبٍ واضحٍ و بِبيان مُتزّنْ و بآلأستدلال و آلبيانات و آلأرقام, و لو كنتُ أمامَ إنسانٍ سلبيّ يُؤمن بآلقوّة و آلعنف أحاول جاهداً حفظ آلأجواء آلسّلميّة فيما بيننا و لا أسمحُ بتلوث آلمحيط و آلحوار معهُ بآلسّموم و آلعصبيّة و آلقدح و آلجّدل آلعقيم, أتحدّثُ معهُ بلغةٍ مهنيةٍ مهذّبةٍ و لا أستحقرهُ .. لأنيّ أملكُ آلأرادة .. إرادةً حديديّةً لا تهتزُ أمام آلجُّهلاء و آلمُتعنّتين .. شخصيّتي مُتوازنة على آلدّوام .. في آلحالات ألصّعبة و آلعاديّة .. فيّ آلشدّة و آلرّخاء .. لذا لا و لن أتأسفُ لأيّ قرارٍ أتّخذهُ, لأنّ إرادتي ألقويّة تُصاحبني دوماً لتحقيق أهدافي, و لا تُوجد قوّة في آلأرض بإمكانها تحيّدي عن هدفي .. و أُنفّذُ عملي بقوّة آلعقل و آلأرادة.
مَلَكَة ألمواظبة و آلتّصميم:
لو صمّمتُ على تنفيذ عملٍ؛ فإنّني أجدُ في نفسي آلقُدرة و آلسّعي و آلمواظبة و آلتّصميم آلجّديّ, و بدون أيّ تزلزل أمضي بطريقي حتّى نهاية آلخط .. و لا أصابُ بآليأس أبداً .. و أعلمُ أنّني سأنتصرُ على جميع ألموانع و آلعقبات في آلنّهاية, و سأعبر كلّ آلمشاكل و أتركها وراء ظهري بلا عودةٍ, أؤدّي وظائفي بشكلٍ جيّد, و لو فشلتُ فسأبدأ من جديد .. و أؤمن بأنّ آلغاية ألّتي أريدها سأتوفق في نيلها .. لا أحد يُمكنهُ إرجاعي .. أو حتّى إيقافي لتنفيذها, و مع ذلك لو علمتُ بأنّني على خطءٍ فسوف لا أصرُّ على ذلك .. لأنّني واثقٌ لو بدأتُ من آلصّفر مُجدّداً فسوف أنجحُ في عمليّ .. و بهذا فأنا إنسانٌ عنيدٌ في آلحقّ, بحيث لو شرعتُ بعملٍ سأتقنهُ حتّى آلنّهاية, فلو صَمّمْتُ لأبدأ بعملٍ؛ كأنْ أتعلّم لغةً أو فناً أو علماً؛ فأنّني في آلبدء أتأمّلُ و أفكّرُ فيه عميقاً .. ثمّ أدرسهُ جيداً و واضعاً جميع آلأعتبارات و آلأحتمالات أمامي, و بعدها أصمّم على آلتّنفيذ .. و لا تستطيع أيّة قوّةٍ من إبقائي .. لأنّني أملكُ إرادةً حديديّةً .. و تصميماً و إستعداداً غير قابلين للحلل و آلأنكسار .. و أعرفُ أنّ هذين ألصّفتين هُما سرّ آلنّجاح و آلموفقيّة في آلحياة .. و لهذا أواظب على تقويتهما في كلّ فرصةٍ مُمْكنةٍ أثناءَ آلمسير, و آلمُوفقيه و آلنّجاح هي من الله تعالى أوّلاً و أخيراً, و أنا من آلمؤمنين به حدّ آليقين.
خلاصة آلفصل ألأوّل:
1- ألسّعي للخلاص من عقدة ألشّعور بآلنّقص.
2- ألسّعي للغلبة على آلخجل(ألحياء الزائد).
3- تحصين ألنّفس بآلصّفات ألحميدة.
4- كيفيّة مقاومة آلخوف و آلتّردد.
5- كيفية ألتّمكن من آلتّحدث بإرتياح في آلمحافل و آلأجتماعات.
6- إنماء و تربية ألأستعدادات ألنّفسيّة و آلرّوحيّة, خصوصاً قوّة آلخيال.
7- إحياء آلضّمير ألباطن(ألعقل ألباطن), لأنّ آلخطباء يعتمدون عليه بآلدّرجة آلأولى.
8- ألتّصميم و آلأستعداد على إدامة آلطريق لتحقيق آلأهداف.
و لا حول ولا قوّة إلّا بآلله ألعليّ ألعظيم.
عزيز ألخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مبدأ آلتزاحم في آلأصول, يعني: لو تَطلّب آلواجب ألأكبر ألأتيان بمُقدّماتٍ صغيرةٍ مُحرّمة فيجوز ذلك بشرطها و شروطها.