استولاد مخلوق غير مسيطر عليه/طاهر مسلم البكاء

Fri, 27 Dec 2013 الساعة : 18:54

لقد كان اغلب المبتكرات الحديثة التي نراها اليوم بين ايدينا مجرد افكار في مخيلة علماء او مبدعون او عباقرة تهيأ لها متخصصون اخرون استطاعوا ان يضعوها موضع الولادة الحقيقية فأصبحت جزء من الحياة ، وقد شدنا بعض من هذه الأفكار ان الأنسان يحاول صناعة او استولاد مخلوقات سرعان ما يفقد زمام السيطرة عليها بعكس ما كان يتوقع وبالتالي يواجه ليس فقط الصانع بل العالم كله شرور مثل هذا الخلق او الصناعة ويصبح من الصعب العودة بالأمور الى الواقع الأول ،وأغلبنا قد شاهد أفلام تصنف على انها في عداد الأفلام الخيالية .
يذكرني كل ذلك بتنظيمات الأرهاب المنتشرة اليوم بين دول العرب كالعراق وسوريا ولبنان وغيرها وبعضها قد تسلل الى دول اجنبية توصف بأنها صديقة ومساندة لتلك الدول التي استولدت هذه المخلوقات وجمعتها وسلحتها ثم اطلقتها ،وهي تشعر بالأسترخاء متلذذة بما تقوم به هذه المخلوقات المستولدة التي صنعت لها قلوب متوحشة اين منها قلوب وحوش الغاب ، ان هذه المستولدات الجديدة التي تغزو كوكبنا اليوم فتقتل وتؤكل الأحشاء وتنهب الممتلكات وتغتصب النساء وتتوسع وتتكاثر بصورة سريعة أشبه بتكاثر الحشرات وتنتشر في المحيط ، هي خطر ليس فقط على الدول التي نشرت فيها لأغراض مدروسة بل انها ستكون خطر على العالم بأسره وبضمنه الدول التي استولدتها ودعمت ولادتها وساندت تكائرها ،وليس أصدق على ما نقول اكثر ما نشاهد ردود الأفعال من الدول التي كانت تساندها بالمساعدات والأعلام ، والتي أعلنت أكتوائها بنيرانها ووصول شرورها فقد شرعت الحكومة التركية في بناء جداريين امنيين فاصلين للحدود التركية السورية ،أولهما في منطقة نصيبين بالقرب من القامشلي ،والثاني في محافظة هاتاي القريبة من باب الهوى السوري ،واعتبر مراقبون الخطوة التركية بداية النهاية لسياسة الباب المفتوح التركية مع السوريين، وقبلها اشتكى الرئيس التركي عبد الله غل اثناء اشتراكه في اعمال الدورة ال 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة من تؤثر بلاده بالمجموعات الأرهابية التي تقاتل في سوريا ،وبان فقدان الأندفاع التركي الزائد عن الحد بأتجاه دعم الجماعات المسلحة التي تقاتل الحكومة السورية .
وفي الجانب الأمريكي و الأوربي بدأت السياسة تجاه سوريا تتغيير جذريا ً وخاصة بعد بروز جماعات ورايات جديدة مثل داعش، الذي أخذ يقاتل الجماعات القديمة التي كان يدعمها الغرب ، ويكتسحها ،ومن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأمريكيين نستشف خوفهم من هذه المجاميع الغير مسيطر عليها ،وانهم قد يساندون الحكومة السورية للقضاء على المجاميع التي بدأت تظهر على الساحة السورية بأفكار غريبة كتلك التي قامت بأنزال الصلبان من على الكنائس وعلقت راياتها بدلا ً عنها ، او تلك التي اخذت تحطم التراث الثقافي لسوريا بحجج القضاء على الأصنام ، كما فعلت طالبان في افغانستان ،ولا عجب فهي صنيعتها .
وفي العراق بدأت تظهر لمسات المجاميع السورية على العمليات الأرهابية فيه ، وقد نسب مسؤول كردي في اربيل التفجير الذي حصل أخيرا ً هناك الى مجاميع متسللة من الجانب السوري .
حادثة كينيا دليل عدم السيطرة على الأرهاب :
ابرزت حادثة المجمع التجاري الكيني في نيروبي والتي استمرت اربعة ايام وقتل فيها اكثر من 130 رهينة بحسب حركة الشباب الصومالية
،و التي هزت الأوساط الغربية ان لا أحد يسلم من الأرهاب ، وقد بدت ردود فعل غربية سريعة للرد على الجماعة الصومالية والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة وآخرها أعتقال أبو أنس الليبي وما تلاها من حادث اختطاف رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ، ولكننا عندما نبحث سنجد ان البدايات تشبه ما يحصل في سوريا من دعم لحركات متطرفة واستولاد جماعات ظنا ً من البعض انه يحقق أغراضه في اشاعة الفوضى وانهاك بلدان بعينها ولكنهم لم يكن يدر بخلدهم ان مثل هذا الوحش غير مسيطر عليه وانه سوف يهدد بلدانهم انم عاجلا ً ام آجلا ً .

Share |