انطباعات عن زيارة الاربعين/عبدالرزاق العبودي
Thu, 26 Dec 2013 الساعة : 18:07

من البد يهيات المعروفة ان الصلاة واجبة والزيارة مستحبة ، الا ان مواساة ابن بنت رسول الله(ص ) والقيام بزيارة قبره في العشرين من شهر صفر ، اي بعد مرور اربعين يوما على استشهاده تكاد تكون من الامور المسلم بها عرفا ،ولسنا في واقع الحال بصدد الحديث عن هذا الامر بالذات فقد اعتاد ابناء شعبنا العراقي على القيام بهذه الزيارة سرا وعلانية في مختلف الازمنة والدهوروفي اشد الظروف قساوة ، انما سنركز على انطباعاتنا كزوار وفي هذا العام بالذات أي 1345.
كعادتنا في كل عام قمنا باداءمراسيم الزيارة لمرقد الامام علي (ع) في النجف الاشرف صباح السبت ، ثم انطلقنا مشيا على الاقدام وبصحبة مجموعة من الاصدقاء نحو كربلاء المقدسة ، وبعد ان اجتزنا اكبر مقابر الدنيا وأعني بها مقبرة وادي السلام،ثم سلكنا طرقا نيسمية في احياء النجف الاشرف وهنا بدئت مظاهر الاحترام والتقدير والتبجيل للكتل البشرية السائرةمن قبل المواكب وسكنة الاحياء الذين تفننوا بابتكار مختلف طرق الخدمة والاكرام والاعتزاز والتي تعجز ابلغ معاني التعبير عن وصفها ، فمنهم من تولى تسوية وتعديل وفرش الطرق والممرات واقام عليها مواكب الخدمة التي تقدم للزوار مالذ وطاب من الاطعمة والفواكة والمياه والعصائر والمرطبات ، ومنهم من تولى ايواء الزوار في البيوت والقيام بواجب الخدمة والضيافة ، واخرين تولوا خدمة من نوع اخر تتضمن مختلف عمليات تدليك الاعصاب والعضلات ومعالجة التشنجات التي قد تحدث احيانا .
وعلى كل حال فالماشي لزيارة ابي عبدالله الحسين (ع) سوف لن يشعر باي نوع من الحرج في طلب مايشتهيه او يتمناه فيجد افضل مما يكون في بيته .
ان الحديث عن طريق يبلغ طوله اكثر من ثمانون كيلومترا يحتاج الى الكثير من الايضاح لكنني ساختصر انطباعاتي هذا العام بعيدا عن الاعوام السابقه فاقول :-
تميز هذا العام ببرودة الجو قياسا للاعوام السابقة الا انه ومع هذا فانني اعتقد بان اعداد الزوار تفوق بكثير السنوات السابقة ،فبالاضافة للاعداد الهائلة من الزوار العراقيين فان هناك الكثير من الزوار ومن مختلف الدول الاسلامية ويمكن للماشي ان يرى ذلك بام عينه ، فانت ترى الايراني والهندي والباكستاني يسير الى جانب التركي واللبناني والسعودي وكذلك الحال بالنسبة للبحراني والكويتي الذي يسير الى جانب الافغاني والطاجيكي والاذربيجاني ويمكن ان نميز ذلك بجلاء من خلال العلامات التي تطرز الحملات واعلام الدول المذكورة ، وعلى كل حال فالامر مثير للانتباه بالفعل واستطيع ان اقول بان مقارنة بسيطة مع افواج الحجاج التي تسيرالى بيت الله الحرام يظهر وبجلاء بان اعداد السائرين الى كربلاءيفوقه بعشرات المرات اضافة الى طول المسافة التي يشغلها زوار كربلاء انطلاقا من الموصل شمالا ومن البصرة جنوبا باتجاه كربلاءولسوف اشير فقط لاعداد الزوار لبعض الدول فمثلا بلغ عدد الزوار الباكستانيين لغاية 17 صفر ومن مطاري بغداد والنجف الاشرف فقط (694/388 الفا)اماالزوار الطاجيك فعددهم ولنفس الحال هو(175/351 الفا) والمصدر هو الاحصائية الرسمية العراقية لوزارتي النقل والسياحة، وها نحن نصل كربلاء مساء الاثنين .
انني اسجل وباعتزاز بان ماراته عيني لم يكن سوى ماراثون عالمي لامثيل له من حيث ضخامة الاعداد وجودة الخدمات وموائد الاطعمة التي نصبت ولمئات الكيلومترات ولمدة تزيد على العشرون يوما وهو امرتعجز ان تقوم بتوفيره ميزانية اكبر الدول واكثرها رفاهيةفي العالم ... واخيرا اقول لمن يعتبر ان ماكتبته امر مبالغ فيه .. عليك ان تات وترى واقع الحال في العراق ، وهي دعوة لكي ننفتح على الاخرين لنرى ، ماهو سر هذا الحب لال بيت الرسول (ص) الذي يزداد يوما بعد يوم .... ونقول لمن لازال يضمر حقدا دفينا وغلا تجاه الشيعة ومذهب اهل البيت (ع) ماقاله العلاء بن قرضه :-
إذا مالدهـــر جر على أناس........... حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا افيقوا..............سيلقى الشامتون كما لقينا