مقارنة.. زمن الديكتاتورواليوم /طاهر مسلم البكاء
Thu, 26 Dec 2013 الساعة : 0:11

عاش العراقيون حالين متقاربين زمنيا ً ، ففي عهد نظام صدام جربوا الديكتاتورية بأعلى صورها حيث الفردية المغرقة والقضاء على كل صوت يقاطع صوت الرئيس ، واليوم يجربون نوع من انواع الديمقراطية البرلمانية حيث ينتخب اعضاء البرلمان الذين يقومون بتمثيل الشعب في الحكومة ولكن ما الفرق الذي وجدوه بين العصرين وهل ان الديمقراطية كلها ايجابيات ولاتوجد فيها سلبيات ،ام ان الديكتاتورية تتفوق في بعض المواقف ؟
- قد يبدو الموضوع شائك شيئا ً ما ونحن هنا لسنا بصدد مدح او ذم بمقدار ما نحاول تقديم وصف لما مر علينا ، لقد كان الديكتاتور يؤشر بأصبعه فينفذ الأمر فورا ً وبدون نقاش سواء كان الأمر خيرا ً ام شرا ً، ولكن في الديمقراطية يبدأ التوسل بالسادة البرلمانيين ان يحضروا الجلسة لأهمية الموضوع ،ورغم الأمتيازات الكبيرة المقدمة لهم فأنهم قد يحضرون وقد لايحضرون ، وبعد ان تبدأ المناقشات الحامية الوطيس يبدأ الأخذ والرد وقد تؤجل الجلسة الى اجل مسمى ولأكثر من مرة ،وقد تنتهي الجلسة بمعركة تستخدم فيها الأيدي والأرجل وقد تتطور الى الأحذية دون حسم الموضوع ،وقد يستمر السجال والنقاش الى أشهر كما في مناقشة الميزانية العراقية التي تتحول الى مهزلة في ما تكون البلاد غارقة بأنواع الألام والتخلف .
- عندما كان يصدر قرار ما كان يعرف بمجلس قيادة الثورة فأنه ينفذ في اليوم الثاني فورا ً ومن جميع الوزارات ،ولكن اليوم ما يصدر عن الجهات العليا فانك تحتاج لأن تشرح وتتوسل بالجهات ذات العلاقة لكي ينفذ مثل هذا القرار ،حيث تجد ان جهة تنفذ وجهة تقول لك انها مرتبطة بوزارة وانها تؤخذ اوامرها منها وكأن الوزارة اعلى من رئاسة الدولة أو مجلس وزرائها !
- غير مسموح الكلام في زمن الديكتاتور وإذا تكلمت فقد تموت أو تكافئ وفي الديمقراطية مسموح لك الكلام الى الحد الذي تتعب نفسك لا أحد يسمعك .
- الأ متيازات حكرا ً على العائلة الحاكمة وهناك امتيازات اقل منها الى الحاشية المقربة وكان أفراد الحزب مخدعون بمقولة ( اول من يضحي وآخر من يستفيد ) ، وفي الديمقراطية توزعت بين السلطة الحاكمة والبرلمانات المنتخبة والكيانات ،وفي كلا النوعين يخرج الشعب خالي الوفاض ، افضل ما يحصل عليه ملئ بطنه ، ويعيش اكثر من 30 % منه تحت مستوى خط الفقر .
- في زمن الديكتاتورية كان يطلق على أعضاء الحزب بالمناضلين ويميزون على بقية الشعب واليوم يطلق على أولئك الذين عاشوا خارج البلاد وتمتعوا ووصلوا الى حالات من الغنى وامتلاك الأرصدة وجنسيات بلدان أخرى بالمناضلين ،اما شعب العراق الذي واجه الديكتاتورية والحروب العبثية والحصار اللا آدمي لثلاثة عشر سنة فلم يبلغ مرتبة النضال بعد !
- سابقا ًيعيّن جميع القادة والمسؤولين بناء على اوامر وهي تصيب وتخيب ، واليوم ينتخب الشعب اغلب قياداته ولكن الطريقة لاتجلب دائما ً الأشخاص المنتخبون ،فمسؤول الكتلة الغير منتخب يتربع احيانا ًفي سدة الحكم ، كما ان اغلب المنتخبين انتخبوا لأعتبارات بعيدة عن الكفاءة و يفتقدون الى التجربة ويحتاجون زمن طويل للتمكن من مناصبهم ، وهناك من يصف هذه الديمقراطية المطبقة في العراق اليوم بالفوضى لكثرة الوقت والمال المهدور في غير طرق البناء المباشرة .
- سابقا ًلايمكن للمواطن النقد أو ابداء أي فكر حر او التظاهر او المعارضة أو تشكيل الأحزاب ،واليوم يمكن النقد بدون ان يحصل تصحيح ويمكن التظاهر المحدود المرخص الذي لايقدم ولايؤخر أما التظاهر الذي يفسر فيه نوع من التغيير او المواجهة فانه لايرخص وفق الدستور والديمقراطية ، وكذلك حال المعارضة ،فكأننا لم نعمل شئ .