أمطارٌ مُجمّدة تُعطل آلحياة في كندا لأيام!/عزيز الخزرجي

Thu, 26 Dec 2013 الساعة : 0:08

كندا .. الدّولة ألأولى في العالم لأسباب ذكرناها سابقاً!
و رغم إمتلاكها للمحطات النّووية و آلصّناعات الفضائية و أجهزة الحماية المتطورة و غيرها من آلمنظومات الحديثة في مجال الصيانة و الخدمات و الأسعاف و الطب و التعليم؛ إلّا أن ضربةً جوية إلهية خفيفة, أكرّر – ضربة خفيفة جدّاً – من السّماء عطّلتْ آلحياة كلّياً في آلمدن آلكندية آلمحمية, بحيث هجّ آكثر السّاكنين من بيوتهم باحثين عن شيئ من الماء و أو الأكل و آلنّور لإدامة الحياة!

ألمشكلة كلّها .. بدأت بسبب هطول أمطارٍ "مُجمّدة"(فريسنك رين) لساعتين فقط ممّا سبّبت تراكمها على أغصان ألأشجار المنتشرة في آلمدن الكندية كتورنتو و غيرها إلى زيادة وزن آلأغصان التي لم تتحملها آلجذوع, و بما أنّنا بآلأساس دخلنا فترة الشتاء القارص الذي تصل فيها درجات الحرارة لأكثر من 20 مئوية تحت الصفر بآلأضافة إلى آلأحمال السّماوية المنجمدة بسبب المطر؛ فأنّها سبّبت في النهاية سقوط الأشجار و كأنها تعرّضت لقصف ثقيل لتقع على خطوط نقل الطاقة و آلأعمدة الكهربائية فتسبب بإنقطاع التيار الكهربائي عن ثلاثة مليون إنسان في مقاطعة أونتاريو وحدها, هذا بعد ما فعلت فعلها في المقاطعات الشّرقية – و الشمالية الشرقية الكندية و آلتي بدأت آلعاصفة من هناك .. بدءاً بمقاطعة كوبك و العاصمة أوتاوا نزولاً لمقاطعة برنس ويك مروراً بأونتاريو و قد بدأنا نتخلص من "شرّها" أو "خيرها" آليوم بعد ما أكملت مهامها و مسيرها لتتجه نحو آلمقاطعات الغربية!

ألجّدير بآلذكر أنّهُ بعد وصولي لكندا قبل 19 عاماً أخبرت المهندسين الكنديين بمشروع هامّ لم يعيروا له أهميّة في وقتها بدعوى كلّفتها المادية العالية, حيث طرحت فكرة مُتقدمة نوع ما بشأن تغيير خطوط النقل الداخلي بشبكة كابلات تحت آلأرض بقدرة(500 أو أكثر كيلو فولت) و بعمق 10 – 15 متر تحت الأرض لأبدال جميع شبكة التوزيع الهوائية في مدينة تورنتو لكونها توفر الأمن و الأتصال الدائم و كذلك إضفاء جمالية خاصّة للمدينة آلتي تعتبر من أكبر المدن في العالم من بين شيكاغو و واشنطن و طوكيو!
لكن شركة هايدروا الكندية .. لم تعير أهميّة لرأي للأسف الشديد!

و آلجدير بآلذكر أيضاً أنّه لم تمض سوى سنة واحدة على إقتراحي هذا؛ و إذا بمدينة مونتريال عاصمة مقاطعة كوبك تتعرّض لعاصفة ثلجيّة ثقيلة سبّبت تعطيل الحياة كلياً لمدّة شهر كامل في معظم مدن المقاطعة بحيث شاركت في عمليات ألأنقاذ جميع آلمؤسسات و رجال الأنقاذ في كندا, و إستخدموا فيها آلطائرات و وسائل نقل كبيرة للحفاظ على أرواح الناس آلذين مات آلكثير منهم بسبب تلك العاصفة القويّة!

و هذه الأيام – و بعد مرور ستة عشر عاماً - نعيش في تورنتو نفس المحنة و منذ أيام, فما زال بحدود 300 ألف شخص يُعانون ظروفاً معيشية سيئة بسبب إنقطاع الكهرباء و الماء و تعطل آلمحلات و مراكز العناية .. و كما تعلمون بأنّ الكهرباء هنا – بل في كل مكان تقريباً – أصبح بمثابة عصب الحياة الحديثة و بدونه يستحيل العيش خصوصاً في آلشتاء!

و قد إتصلت مُجدّداً معاتباً بعض المهندسين و ذكّرتهم بوصيتي ألذهبية .. و قلت لهم؛ هل ستبدؤون بآلمشروع أم ما زالت الخزينة الكندية فيها المزيد من الأموال كي تتلفوها في العواصف القادمة!

لو كنتم تستثمرون وصيّتي بعشرة مليار دولار لتنفيذ آلمشروع لكانت "الأمة" و "الحكومة" قد وفرّت آلآن مليارات إضافية, و أنتم أهل العقل و العلم!

و نسألكم الدّعاء لأنني و عائلتي نعيش آليوم كما عاش أهل العصر الحجري ألقديم .. بلا كهرباء و لا ماء و لا أكل و لا مأوى و لا شاي ولا آلقهوة الكندية التي تعودت عليها عشرين عاماً تقريباً, خصوصا مع معاناتنا من بعض الأمراض البدنية!
عزيز الخزرجي

Share |