تأخر الميزانية ..موت للبلاد/ طاهر مسلم البكاء

Wed, 25 Dec 2013 الساعة : 16:15

العراق بلد الحضارات التي تمتد جذور الحضارة فيه الى الاف السنين ،بلد التنوع والكنوز الثقافية والطبيعية والعرقية ،يمتد من ذرى جباله الشامخة حيث غابات الكروم المتشابكة والفاكهة ونزولا" مع رافديه الى أهوار الجنوب وشط العرب وغابات النخيل الكثيفة ،يحوي ترابه أنواع الكنوز والمعادن ونفطه سيكون آخر أحتياطي العالم ،تعرض بعد الحروب المفتعلة المقصودة الى خراب كامل ، فقد انهارت كل البنى التحتية للبلد واصبح من البلدان التي تعد بالمقدمة في الفقر والفساد المالي والأداري وفي المؤخرة بالبناء والعمران ، وكان لزاما ً على أهله أولا ً وقادته ثانيا ً التفكير الجدي والعمل الدؤوب لتعويض ما فاته خلال تلك الأيام المريرة التي فرضت عليه بفعل مغامرات القيادة السابقة .
بعد الحروب الكبيرة التي تعرض لها العراق ، فقد انهارت كل البنى التحتية للبلد واصبح من البلدان التي تعد بالمقدمة في الفقر والفساد المالي والأداري وفي المؤخرة بالبناء والعمران ، وكان لزاما ً على أهله أولا ً وقادته ثانيا ً التفكير الجدي والعمل الدؤوب لتعويض ما فاته خلال تلك الأيام المريرة التي فرضت عليه بفعل مغامرات القيادة السابقة .
واليوم تمر السنة العاشرة على الحياة السياسية الجديدة للعراق ونحن نرى العجب ، فالبلد يغرق في سبات طويل يمتد لأكثر من ستة أشهر كل عام فيما يسمى مناقشة وأقرار الميزانية العامة ،وننظر الى المناقشات فلا نرى نظاما ً يجبر المتحاورين على سرعة الأنجاز ،فهذا يريد حصة الأسد وذلك يتهم الأخرين بالتجاوز،ويختلف المشرعون على اوجه الصرف التي تستحقها المناطق العراقية المختلفة ، كما ان كل الأمور تتم على التقدير والأحصاء على اساس عينات عشوائية أو على نظام البطاقة التموينية ،مما يؤشر غياب المعطيات والمؤشرات الدقيقة ذات الصلة بتقييم الأداءالأقتصادي وغياب البيانات الموثوقة بشأن المتغيرات الأقتصادية الكلية مثل معدلات نمو الناتج ،حجم السكان،معدل البطالة ،معدل التضخم ، التوزيع السكاني حسب المحافظات ، إذ لم يتم إحصاء عام نظامي خلال العشرة سنوات الماضية ،وبدأت محافظات مهمة للأقتصاد العراقي تهدد بالأنفصال بعد ان بلغ اليأس مبلغه ،ويستمر هذا السجال متجاوزا ً الأربعة أشهر الأولى من كل عام وبعد ان يستبد التعب والأرهاق بالجميع بما فيهم الشعب الذي يمل الأنتظار، يتم الأعلان عن الأتفاق الذي يؤخذ اشهرا ً بعد ذلك ليكون ساري المفعول في الحياة العامة !
ان هذه الأشهر التي نسميها اشهر مناقشة الميزانية يختنق ويموت فيها العراق أقتصاديا ً سواء على صعيد القطاع العام أم على صعيد القطاع الخاص كون القطاع الخاص لدينا لايزال ناشئ يعتمد أعتمادا ً كليا ً على القطاع العام ، وبالتالي فأن أغلب برامجه ومشاريعه الكبرى سوف تنتظر أيضا ً انتهاء مناقشات الميزانية .
ولا يلوح في الأفق ان هناك بوادر معالجة على المدى العاجل لهذه المشكلة التي يعيش فيها البلد سباتا ً طويلا ً في حال انه أحوج ما يكون الى الوقت في البناء والعمران كونه قد تعرض للخراب وكونه بحاجة للـّحاق بركب الدنيا الذي يسير سراعا ً متقدما ً في كل الأمور الحياتية .وهذه المشكلة لأهميتها تجعلنا نركز حديثنا عليها وتمنعنا من مناقشة مشكلة اخرى وهي اعتماد هذه الميزانية الكلي على واردات النفط .
الأرهاب أستغل فترات السبات :
لقد استغل الأرهابيون فترات السبات التي يعيشها البلد ، لتطوير ما كان يملكون من امكانيات بدائية ،وكذلك في التغلغل داخل المدن العراقية مستغلا ً أخطاء كبيرة مثل تصاعد أعداد العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر ،وأزدياد اعداد العاطلين عن العمل وسوء توزيع الثروات وبدؤا يستغلون ذلك في تعميق الأنقسام الطائفي والمذهبي ، وبالتالي وبدلا ً من ان نشاهد دولة قوية ، شاهدنا تصاعد آوار الأرهاب واستمرار استهداف العراقيين في أغلب المحافظات العراقية ،وليس هذا فقط بل أن الأرهابيين بدؤا ينفذون عملياتهم الأرهابية في أكثر من مدينة عراقية وبزمن واحد ليظهروا قدراتهم امام قدرات الدولة المستمرة بالسبات ست أشهر كل عام .

 

Share |