طوز خورماتو بين مطرقة الإرهاب وإهمال السلطات:/صلاح رزاق الحميداوي

Tue, 24 Dec 2013 الساعة : 22:52

في كل اعتداء إرهابي وسفك دماء الأبرياء تكون هنالك إجراءات احترازية لإيصال رسالة لأهالي الضحايا بأن هذا الفعل لن يتكرر أو على الأقل هنالك من يحرسهم من الاعتداءات الإرهابية الممزوجة بصبغة بعض الأحزاب وصراعاتها في تلك المناطق. طوز خورماتو تعد نهر من الدماء ينزف ولا يتوقف فهل يعني أن هؤلاء في المكان الخطأ , أو تحت سيطرة السلطة الخطأ.

     في الوقت الذي يزج ابناء الجنوب في مناطق لا ترحب بوجودهم لأجل حمايتهم كالأنبار وساحات الاعتصام . وفي الوقت الذي يتم فيه التهجم علنا على قوات الأمن العراقية لا يوجد من يحرك ساكنا . فهل من المجدي أن يكون الحامي عرضة للقتل والتفجير من المحمي!؟ وهل ستنتج توفير الحمايات لتظاهرات يشوبها اللون الطائفي عن اقرار المتظاهرين في الأخير بأن لا وجود لهم سيكون بعد رفع القوات الأمنية من حمايتهم . في الجانب الأخر هنالك من يستنجد ويقدم شهداء بشكل متوالي وغير منقطع, وبتدبير ممنهج ربما لتغيير التوزيع الديموغرافي للتركمان الشيعة , فأننا نجد الغبن وعدم الاهتمام بهؤلاء فماذا يعني ذلك:

أولا: التردد والاهتمام بالمصالح الحزبية الضيقة للأحزاب الشيعية جعلت من هؤلاء الزعماء التردد في الإدانة , لا بل كانت اصواتهم خجولة في كثير من تلك الاعتداءات, وهذا ما ينعكس بالسلبية على أهالي طوز خورماتو وجعلهم في صد المواجه الشرسة من التطرف المدعوم اقليميا والمنفذ على ايدي قوى داخليا.

ثانيا: الخوف من الانفراد بالقرارات اتجاه ما يحدث من مجازر من كثير من القادة الشيعة, وهذا ما قد يكلفهم المجازفة بشكل التحالفات المستقبلية والتي على الأقل تحتاج اضافة نكهة سنية ومباركة كردية .

ثالثا: عدم اعطاء أهالي طوز خورماتو مسؤولية حماية مناطقهم , مهما كان رجل الأمن ومهما قدم في سبيل حماية الأبرياء فهناك خيانة في بعض المناطق لرجل الأمن  وهذا كلف قواتنا الأمنية وجعل نتائجهم على الأرض غير مجدية، كذلك في الوقت الذي تتسارع  فيه العمليات الأمنية لمواجهة القاعدة وأذنابها, نجد النتائج أن القاعدة في حالة استمرار وتطور في قدراتها العسكرية التخريبية. وهذا يفسر عاملين مهمين هما :

الأول: ان بعض الأهالي ولدوافع طائفية ساهموا في تعزيز قدرات القاعدة بشكل وبأخر لمواجهة الجيش العراقي وهذه المساهمة تشمل العنصر البشري والدعم الإعلامي والذي أصبح واضح للجميع من خلال المنصات.

ثانيا: هو عدم إعطاء دور لتشكيل الصحوات أو اللجان المحلية تحت أيادي أمينة وبالتالي بإمكانها إكمال الدور الذي نوط به رجل الأمن .

       هذا ما يدعونا للرجوع والتفكير بجدوى تشكيل لجان محلية في طوز خورماتو وتعزيز الوجود العسكري لتوفير الأمن للأهالي . فالمواطن المحلي يكون أقدر وأكثر حيطة بمنطقته وبالتالي سيساهم في تعزيز الأمن ويمنع استمرار القتل ضد التركمان الشيعة. كذلك , يجب أن تكون الاصوات التي أدانت وشجبت التصرفات الفردية ضد عشائر السعدون في الجنوب, أن تكون عالية يرافقها التنسيق وإجراء تحقيقات لمعرفة الثغرة وأدانة الجهات التي شجعت على ضرب الأهالي في طوز خورماتو كذلك .  كل ذلك يجب أن لا يغيب فيه صوت المظلوم للحصول على رضا الظالم. أو ان لأينتهي صوت الشجب والتنكير عندما تتعرض مدينة للقتل الجماعي, كل ذلك للحصول على مكتسب قد ينفع بالانتخابات المقبلة. ليعلم الصامتين ان حماية الأبرياء وسحق منابع الأرهاب سيمنح القادة شريعتهم ,  وخاصة أن من اوصل تلك الأحزاب هم نفسهم ضحايا التفجيرات ومنهم أهالي طوز خورماتو.

 

صلاح رزاق الحميداوي 

Share |