لغة فوق العادة!/قيس النجم

Tue, 24 Dec 2013 الساعة : 22:47

تتميز أغلب دول العالم بتعدد اللغات لاختلاف بيئاتها, وكان لها اهتمام خاص من الباحثين منذ أقدم العصور, لكونها حبلاً للتواصل بين البشر, الذي ميزه الخالق عن بقية الكائنات.
اللغة العربية من أهم اللغات, لاسيما أنها لغة القرآن الكريم, ويتحدث بها أكثر من (422) مليون نسمة, وفيها كم هائل من المعاني والمادة اللغوية.
لو أردنا أن نتكلم عن اللغة وأهميتها, لاحتجنا الى الكثير من المراجع وأراء المختصين التي تدعم هذا المقال, لكون التعريف عنها أختلف من وجهة نظر الباحثين, كل حسب اختصاصه, بيد أن لكل منهم وجهة نظره الخاصة به, فإن للغة ارتباط وثيق مع الفكر فهما لا ينفصلان, وتعتبر حلقة وصل للتفاهم بين البشر, وأيضاً مشتقة من كلمة اللغو: وهو الكلام الفارغ, الذي أصبح سائداً في الوقت الحاضر, ومن المفردات الدخيلة التي كسبت الأصالة لكثرة تداولها, ( البيرق- البصمة- البخت- الفهرس- المهرجان- التنورة- الشرشف- الباذنجان- البنج- الجرة- السرداب- السمسار- الشمعدان), وهذه المفردات التي اندمجت مع لغتنا, ليس لها واقع على نفسيات المتلقين, مثلما نجد ان هناك كلمات عربية أصيلة ومن لغتنا الأم, يكون لها صدى يفوق صدى الدخيلة والمهجنة, بما تحمله من تدني وخذلان وضعف من قبل متحدثيها, وتوظيفها بغير محلها, ومنها المتداول بين المتسترين على الإرهاب, وللأسف أنهم محسوبون على أبناء هذا البلد!
قال حكيم "الجاهل من كان جهله في إغراءِ, ورأيه في ازدراءِ, فقوله سقيم وفعله ذميم".
مجموعة كلمات اذا اجتمعت تجد أنها تشكل جملة مقززة, تدل على ضعف صاحبها, خاصة إذا أستخدم بغير محلها, ومنها, (آني معليه) (مو شغلتي) (ما أدّخل ) (ميخصني شيريد يصير) متناسين حديث الرسول الكريم صل الله عليه وآله وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيديه, وان لم يستطع فبلسانه, وان لم يستطع فبقلبه, وذلك اضعف الايمان) صدق رسول الله صل الله عليه وآله.
إن فعل هؤلاء مثل فعل القتلة المجرمين أو أكثر منه فتكاً, لكون مستخدمي هذه اللغة هم أرضٌ خصبةً للإرهاب, الذي يزرع سمومه في جسدنا وقتل أبنائنا, ومتسترين على الزمر الجبانة, ضاربين الشعور بالمسؤولية عرض الحائط, دون مبالاة, لذا وجب علينا أن نكون شجعاناً, حتى في اختيار الكلمات, ولتكن مناسبة للظرف والزمان, ونكون رجالاً لأننا أحفادٌ لرجال سجلوا أسماءهم في ذاكرة التاريخ, ونتحمل المسؤولية كاملة كما تحملها رجال ثورة العشرين.

Share |