أميركا ... ادعاء للدعوة/حسين شلوشي
Tue, 24 Dec 2013 الساعة : 19:41

في غضون اسبوع واحد اتخذت الولايات المتحدة الاميركية اجرائين سياسيين قانونيين متتاليين على طرفين نقيضين أحدهما ضد المعارضة السورية وهيأة تنسيقها وذلك بقطع الامدادات غير العسكرية لها، والثاني إصدار قائمة سوداء جديدة بأسماء افراد وشركات ايرانية و وضعت على لائحة العقوبات والمنع.
اميركا تصدر هذه الاجراءات ( العقوبات )، وهي تعمل على عقد مؤتمر جنيف) ۲) المتعلق بحل الازمة السورية، ومن اطراف المؤتمر المهمة هي الجمهورية الاسلامية والمعارضة السورية الهيئة التنسيقية للجيش الحر لانها تمثل الخيار السياسي الاميركي في سوريا والعميد سالم ادريس هو رجل اميركا في سوريا ويشبهونه في الاعلام العربي والغربي بشخصية الجلبي العراقية لما قام به من دور مع دوائر استخبارات الجيش الاميركي وخارجيتها وشخصيات سياسية اميركية.
وبذات الوقت فأن مساراً سياسياً وانفراجاً كبيراً تم مع الجمهورية الاسلامية في المباحاثات على ملفها النووي الذي انتج اتفاقاً حول تخصيب اليورانيوم بنسبة ٥ ٪ وكذلك وعوداً برفع الحظر عن الاموال الايرانية في المصارف الاميركية والاوروبية، وهذه الاموال يقدرها البعض بمئة مليار دولار اميركي.
الاجراء الاميركي من الناحية العملية المادية لا يساوي شيئاً، فلا الامداد للجماعات المسلحة ينقطع ولا منع الشركات والافراد يوقف الجمهورية الاسلامية، الا انه يأخذ بعداً سياسياً افتعلته الادارة الاميركية لانعاش نفسها في المنطقة واتمام كامل الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية.
فهي تريد ان تشيع هيمنتها ثانيةً على الجزء الاهم من اطراف المعادلة السورية لارضاء واشباع واقناع حلفائها في السعودية واسرائيل بأنها متحكمة وتدير الامور بمشيئتها وليس لهم ان يقلقون او لا يثقون بالحراسة الاميركية على الجمهورية الاسلامية الايرانية، هذا من جانب الحلفاء، ومن جانب اخر هي رسائل الى اطراف اميركية داخلية واخرى ايرانية داخلية، وهذه الاطراف الداخلية في البلدين ما زالوا غير مقتنعين وليسوا واثقين بالاتفاق والتوافق بين البلدين، ولكل منهم اسبابه المتناقضة مع الاخر، فبالوقت الذي ترى الاطراف الايرانية بعدم امكانية الوثوق بالادارة الاميركية وان ما تم الاتفاق عليه هو اقل من طموح الشعب الايراني وتطلعاته، فان الاطراف الاميركية الرافضة ترى ان الجمهورية الاسلامية قد حصلت على النووي وبكل تفصيلاته واستخداماته، وان الجمهورية الاسلامية لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة والعالم، والادارة الاميركية ( ادارة اوباما ) تجد ان هذا اللعب الخفيف يعيد النقاش والحسابات للأطراف الرافضة الى الحلول والبدائل الاخرى المطروحة في الحرب والمواجهة والتدخل العسكري الاميركي في منطقة الشرق الاوسط، وهذا الخيار قد سئمه الرأي العام الاميركي ولا يحبذه او من الجانب الاخر ( الايراني ) استمرار الحصار والمحاصرة وحالة الطوارىء وشد الاحزمة، وعندها قد تأخذ أصوات الرفض بالانخفاض ويمر الاتفاق بسلاسة ليأخذ المسار الجديد والانتشار الجديد لمراكز القوى في المنطقة دوره ومفاعيله.