حكومة الغشمة ومافيات العصر-عبد الباري الحمداني
Wed, 10 Aug 2011 الساعة : 3:19

حسبت ان الغشيم لفظة محلية من نتاج البيئة العراقية لكني كنت غشيما ايظا حتى وجدت ان لها معنى في قاموس اللغة العربية وهو تحديدا(الجاهل بالأمور كأنه مثل الغاشم وهو الحاطب بالليل يقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر ) ،وهذا هو حال بعض وزراء العراق وللاسف،ولكي لا اجانب الموضوعية ولنبتعد عن التعميم،فان ماحدث لوزير الكهرباء المسكين(الغشيم)، انه لم يكن فنانا وعارفا بحيل العصر ولعب المافيات التي تفاجئ في انها في وزارته،والتي احسنت اللعبة مستفيدة من تجربة ايهم السامرائي وكريم وحيد ، الذي قدمه المالكي على انه الخبير الوحيد في الكهرباء والكريم في ساعات القطع، وثبت انه لاكريم ولا وحيد الا في زيادة معانات العراقيين وكيهم بحرارة تموز العراقية وهي من نوع خاص،ولعل ما نفق على الكهرباء منذ تولي المالكي ولحد الان يوازي ما يمكن معه ان لاتكون معانات الفقراء(العراقيون) في مثل هذا المستوى التي هي عليه الان ولا اريد القول ان ما انفق يكفي لنهاية مأساة عمرها 30 عاما من عمر العراقيين،وثمة وزير اخر (وزير العدل)،والذي صرح اليوم من على قناة العراقية(ان حل مشكلات السجون تتطلب ابعاد او اقصاء او تبديل 11 الف منتسب من حراس تلك السجون،لان ولائهم ليس للعراق ولمهنتهم او مرجعهم في الوزاره او مكان العمل ،انما ولائهم للجهات الحزبية(وبشكل ادق للجهات التي عينتهم )،ولا ادري من اين جاء بتلك الاحصائية، والتحدث بلغة الارقام يعني الدقة والحكم بشكل قطعي،والاكثر اثارة للغرابه والضحك،ان من قام بالهجوم على حراس سجن الحلة استخدم مسدس بلاستيكي(مستفيد من ميكانزم الرعب الذي اثاره كاتم الصوت)،والذي اريد قوله ان وزير العدل وهو شخصية محترمة ووطنية ولاغبار على وطنيته، اشار لحقيقة فادها انه لا ولاء في العراق سوى للانتمائات الفرعية(الحزب –المذهب- الجماعة الله ينطيهم العافية)،لكنه تناسى او لنقل(تغاشم) من ان شكل العملية السياسية القائمة الان هي من اشاعت ثقافة الولاءات الفرعية على حساب الولاء للعراق والتي في النهاية جاءت بمعادلة احد طرفيها- الغشيم- والطرف الاخر- الكفوء،ومحنة العراق ليس لهذا الحد وحسب ،هناك خطة تحاك الان لتوزيع المناصب والادرات بطريقة التوازنات (يعني زياده في اعداد الغشمة على حساب الكفاءات)،ولو نزلنا الى المستويات الادنى(المدراء العامون-مثلا) لوجدنا ان كم هائل الغشمة يتسببون في زيادة هدر اموال العراق وقبلها دمائهم،