قناعات فارغة ..!/كاظم الخطيب

Mon, 23 Dec 2013 الساعة : 15:54

(السياسة فن الممكن) .. تعريف لطالما تردد صداه في أروقة وقاعات وكواليس وردهات صنع القرار، والذي يتميز - أو يكاد – بالقبول والرضا من قبل أغلب السياسيين في العالم، لما يبيحه لهم، من فعل أي شي في سبيل تحقيق غاياتهم ، وبلوغ أهدافهم، ولما يوفره لهم من غطاء وتبريرات، لممارسات قد تخرج أحيانا – أو غالبا - عن إطارالمألوف ، وخارج حدود التصور، وعندما تنتقد أحدهؤلاء السياسيين لقيامه بتصرف مرفوض - عرفاً - من قبيل الكذب أو المماطلة أوالتسويف أو النكث بالوعود، أو الإنقلاب على الشركاء, تجده يجيبك مبتسما، رافعا حاجبيه، زاماً شفتيه (عذراً سيدي ..إنها السياسة )..!
وبما إن العراق قد حاز قصب السبق، في كثير من الأمور.. فهو الذي علم البشرية كل ما لديها..! لذلك، حرص أصحاب الكياسة، وأرباب السياسة – المعاصرين - في العراق على حيازة قصب السبق ذاته من خلال طرح مبدأ (السياسة فن غير الممكن)، ذلك الفن الذي إنفرد به سياسيوا العراق، حيث تجد أحدهم - والإبداع يتفجر من جوانبه- عندما يقر أو يشرع قانونا تارة، ويتحفظ على أو يرفض قانونا تارة أخرى، كل ذلك – التشريع، والإقرار، والتحفظ أو الرفض – قد تجده بلا ضابطة، أو دراية، إلا لتبعية سياسية، أو دينية، أو إنه، نزعة شخصية ليس إلا.. وعلى الرغم من إطلاعهم، ومعرفتهم، بماهية المواطن العراقي، والذي لايفوته شي، ولايجهل ما يبيتون، وحسب التعبير الشعبي (مفتح باللبن)، إلا إننا نجدهم، يتمادون في سياسة (إكذب،إكذب، حتى يصدقك الناس) لدرجة وصلوا معها،أنهم حتى لو صدقوا، لم يصدقهم الناس، كما في المأثور (فاتك من الجذاب صدكن جثير).

Share |