بسم الله الرحمن الرحيم

واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله

لقد بلغ السيل الزبى ياوزارة الاتصالات

عندما اعلنت وزارة الاتصالات عن تخفيض أسعار اجور الانترنت وتخفيضها تنفست الصعداء وقد ايقنت ان الوزارة حريصة على اسعاد المواطن العراقي .

وقد تبين لي العكس من ذلك فهي حريصة على تعاسة المواطن العراقي بكل مافي هذه الكلمة من معنى . والدليل على كلامي ان كل ماقدمته وزارة الاتصالات من برامج سبقت عملية تخفيض الاسعار ماهي الا دعاية تجارية .

وان المستفيد الوحيد من هذه الاخبار والبرامج التي كانت على شكل حلقات في عدة قنوات تلفزيونية شاهدنا فيها مستشار وزير الاتصالات لشؤون الخدمة المجتمعية الدكتورة عبير شقوير وهي تؤكد في كل مرة ان خدمة المواطن شرف لنا وشعارنا تحقيق النزاهة والعدالة وتخفيض الاسعار لكل المشتركين في خدمة الانترنت .

وقد شاهدتها أكثر من مرة وعلى أكثر من قناة فضائية وهي تشرح النظام الجديد الذي تبنته وزارة الاتصالات من اجل تقديم الخدمات للمواطنين وهذا ماتصبو اليه وزارة الاتصالات بتبنيها المشاريع الاستراتيجية الكبيرة والتي سوف تحدث نقلة نوعية بالخدمات الاتصالية والمعلوماتية وخدمات الانترنت .

وكانت تؤكد دائما ان هذه المشاريع لم تأتي من فراغ وانما عن دراسة مستفيضة من قبل الشركات العاملة في الوزارة وهيئة الراي فيها وبدعم مباشر من قبل وزير الاتصالات الدكتور طورهان المفتي والسادة وكلاء الوزارة .

ونحن نسأل هنا أين نحن من هذا الكلام كله ؟ وماذا حققت الوزارة على أثر تخفيضها أسعار خدمة الانترنت ؟ هل تم فعلا تخفيض الاسعار ؟

وعلى وزارة الاتصالات ان تجاوبنا والى مستشار الوزير الدكتورة التي أكدت لأكثر من مرة هناك عقوبات رادعة لمن لايخفض الاسعار . وسوف تقطع عن أصحاب الشركات الخدمة بالكامل اذا لم ( يلتزمو ) بتعليمات وزارة الاتصالات .

والله يشهد وانا واحد من الذين يستخدمون الانترنت اثناء فترة زيارتي للعراق وجدت ان كل كلام وزارة الاتصالات والمستشار الدكتورة عبير ومن معها ماهو الا عملية تخدير . وجرعة مسكنة لاأكثر من وجع السنين . ولم يلتزم أحد من الشركات بكل تعليمات الوزراة وكأن الامر لايعنيهم . واعترف ان ( شريفهم ) من الذين يقدمون خدمات الانترنت قد خفض السعر الى خمسة الاف دينار فقط في أول شهر وبعدها رجع السعر كما هو !!

لذلك نحن نعاتب الوزارة على عدم التزام أصحاب الشركات ولماذا سكتت عنهم ؟

ألم تقول انها سوف تتخذ بحقهم عقوبات صارمة ؟ أين هي من هذه العقوبات ؟

واقول اذا كانت وزارة الاتصالات قد درست تخفيض اجور الاشتراك الخاصة بخدمات الانترنت لتكون مساوية لإجور دول الجوار فأين هي من هذه الدراسة اذا لم تنفذ على أرض الواقع ؟ واذا لايوجد من يستجيب لها أحد من الشركات لماذا صمتت كصمت القبور ؟ ولماذا المواطن دائما ضحية هذه التصريحات ؟

ونقول للوزارة أين جودة ونوعية الخدمات المتاحة ضمن خدمة الانترنت التي أنتم تدعون سوف تحققونها لكل أبناء الشعب العراقي ممن يستخدمون الانترنت ؟

وهل فعلا أنتم جادون بجعل أسعار الانترنت 25 دولار ؟ واين هي الضوابط والحزم الخاصة بهذا المجال ؟

ونقول لكم لم تنخفض اجور الانترنت الى ( الثلث ) كما تدعون من قيمة الاشتراك الكلي . بل هي في الطريق الى زيادة جديدة من قبل الشركات بحجة تقديم خدم أفضل للمشتركين . والاسعار هي هي لم تتغير اؤكد لكم مرة اخرى .

واقول لوزارة الاتصالات هل يعلمون ان تردي الخدمة يسبب مشاكل لاحصر لها بسبب تحميل المنظومة أكثر من طاقتها بزيادة أعداد المشتركين فوق الحد المعقول سعيا لزيادة الربح .

وسبب تدني هذه الخدمة والتي لايخضع عملها لضوابط أو سيطرة حكومية الى اسباب عديدة ومتراكمة . وان أصحاب الشركات عندما نسألهم على تخفيض الاسعار ولماذا لايلتزمون بتخفيض الوزارة الذي اعلنت عنه يقولون لنا نعم نستطيع ان نخفض لكم الاسعار ولكن من يضمن لكم سوف تحصلون على خدمات كاملة !!!

اذن هذا تحدي للوزارة وهي نقطة ضعف تحسب على وزارة الاتصار بعدم اتخاذها اجراءات رادعة لكي تمنع أصحاب الشركات من التمادي أكثر من اللازم .

والشيء الطريف والملفت للنظر انني عندما دفعت اجور خدمة الانترنت هذا اليوم اخذو مني المبلغ كاملا دون تخفيض فلس واحد وعندما اعترضت وقلت لهم اليوم أعلن وزير الاتصالات وكالة طورهان المفتي ان وزارة الاتصالات أوعزت الى الشركة العامة للاتصالات والبريد لتأهيل الشركات الوسطية لخدمة الانترنت المحلية لغرض ايجاد اكبر عدد من مزودي هذه الخدمة وخلق التنافس مع الشركات . وان شركة الاتصالات الحكومية ستتولى تأهيل نحو 15 شركة محلية وتحويلها الى شركات مزودي خدمة انترنت اضافة للشركات الثمان العاملة حاليا .

هل تعرفون ماذا كان ردهم ؟ وكيف كان وقع مثل هذه التصريحات على عملهم ؟

كانو ممتعضين وساخرين . ولم يعيرو انتباها لما قلته لهم ولم يرف لهم جفن أبدا .

وكل ماسمعته منهم ( كلام الليل يمحوه النهار ) والعاقل يفهم ماذا يقصدون .

لذلك اقول لقد بلغ السيل الزبى ياوزارة الاتصالات وعليكم هذه المرة أن تكونو أكثر حزما مع الشركات ومن المعيب ان نسمع من يتندر ويقول كلامكم هواء في شبك .

سيد احمد العباسي