داعش تجاوزت المنطقة الخضراء/طاهر مسلم البكاء

Mon, 23 Dec 2013 الساعة : 0:01

في العلوم العسكرية تعتبر المناطق التي تتجاوزها القوات المتقدمة في عمق الخصم مناطق ساقطة عسكريا ً حتى وان احتفظت بكيانها ومقاومتها وعدم تسليمها للقوات المتقدمة ، واذا اعتبرنا ان سوريا اليوم هي مرتكز الجماعات التكفيرية المرتبطة بتنظيمات القاعدة ،وانها تنطلق منها بأتجاه الدول الأخرى بادئة من تلك المجاورة حدوديا ً للبلاد السورية ،ومع ان تركيا وعلى لسان رئيسها اشتكت من انتشارهذه العناصر وأمثالها في الداخل التركي رغم ان تركيا تعتبر من الدول التي تقدم لها التسهيلات وفق الخطة الصهيونية الأمريكية الوهابية المرسومة ،وكذلك لايخفى على أحد ما يحل بلبنان من أذى سواء عن بعد من داخل الأراضي السورية أو بالتدخل المباشر في الداخل اللبناني ،غير ان العراق يعتبر بالنسبة لهذه المجاميع التي تبدو متوحشة كما يظهر من سلوكيات افرادها عبر الفضائيات ، حلما ً يراود افرادها وقادتها معا ً لأسباب عديدة واضحة تخص الفكر المنحرف التي تؤمن به هذه العصابات ،ولهذا وكما يبدو انها ركزت في الحصول على اكبر ما يمكن من امتداد لعناصرها في الداخل العراقي مستغلة الوهن الذي اصاب اجهزة الدولة وخاصة في المناطق الغربية وبالأخص خلال تلك الفترات التي استمرت فيها تظاهرات يقال عنها انها شعبية ولكنها كانت ممولة ومسيسة لصالح الأطراف الداعمة لهذه الجماعات التكفيرية وخاصة الوهابية السعودية والقطرية ، وقد أخطأ السياسيون العراقييون في تلك المناطق أخطاء استراتيجية بمساندة هذه الأنحرافات ظنّا ً منهم انها تدعم شعبيتهم وتبقيهم في مناصبهم ، ونسوا انهم يفقدون بذلك العراق ويعلنون بدء تحوله الى سوريا ثانية وبأسرع مما كانوا يتصورون ،ومن العجيب ان أولئك المسؤولين يشغلون مناصب قيادية في الدولة اليوم ولكنهم يدعون المقاومة وينتقدون الحكومة بينما هم جزء من هذه الحكومة !
داعش توسع نشاطها :
بعد ان كانت مقتصرة بالبدء على عمليات صغيرة في المناطق الغربية التي حصلت على موطئ قدم لها فيها ، بدأت توسع هذه العمليات الى عمليات نوعية وهجوم على مواقع حساسة واستراتيجية مثل ما حصل في الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى وغيرها ،وكان هناك تخوف كبير من سيناريو هجوم من عدة جبهات من هذه المدن على بغداد وبالأخص المنطقة الأستراتيجية التي تعرف بالمنطقة الخضراء .
المنطقة الخضراء :
هي منطقة محصنة خاصة بالمسؤولين العراقيين وغيرهم من دول أخرى ،تشتمل على حماية خاصة وتفتيش دقيق أشد تدقيقا ً مما موجود خارجها ،وهي بالنسبة للمواطن العادي مجهولة تماما ً ،تشبه جزر الواق واق في حكايات الف ليلة وليلة ،ولكن المواطن يعرف ان ماموجود فيها مختلف عما موجود في ضواحيه ومناطق سكناه ،فالطرق والمواصلات والمجاري والخدمات والبناء والحماية والكهرباء و .... كلها من الدرجة الممتازة ،وبالتالي فأن وصول الجماعات الأرهابية الى هذه المنطقة يعد تحولا ً كبيرا ً في مسار تطور قدرات الأرهاب ،وقد تناقلت الأنباء عن احباط الأجهزة الأمنية لمخططات لمهاجمة هذه المنطقة ،ولكن الأن و بعد ان اكتشفت الأجهزة الأمنية ان هناك صواريخ معدة للأطلاق بأتجاه كربلاء فأن هذا يعني ان هذه الجماعات قد تجاوزت بغداد بأتجاه الجنوب ،مما يجعل المناطق التي خلفها قد اصبحت مشمولة بعمليات هذه المجاميع . دهشة المواطن العراقي :
يسقط كل يوم عشرات الأبرياء من العراقيين بفعل العمليات الأرهابية ، دون رد حاسم للقوات الأمنية لابل ان الأمر اصبح من الخطورة ان هذه المجاميع بدأت تهاجم قوات الجيش ،وانهم يعدون قواتهم ويدربونها ويستعدون في مناطق مكشوفة وهذا ان دل على شئ فأنما يدل على عقم اجراءات اجهزة الدولة الأمنية وان المطلوب منها وضع تكتيكات عسكرية جديدة والقيام بمواجهة حاسمة للقضاء على الأرهاب دون تردد وتحصين الحدود العراقية ونشر الجيش في الأماكن المهمة منها وتفعيل الأجراءات الأستخبارية وبعكسه فأن الأمور ستخرج عن نطاق السيطرة ولن ينفع وقتها الندم .

Share |