هل ربحتنا ( ألشرقية ) ... أم خسرتنا ألحكومة ؟-ألمهندس / جمال الطائي - ألسويد
Wed, 10 Aug 2011 الساعة : 2:53

يوم ضلت إحدى الدبابات الأمريكية طريقها ودخلت بغداد خطأ ً ، عندما فر ّ حينها جرذ العوجة ليختبئ في إحدى منهولات قرية الدور في تكريت ، يوم فر ّ قادة حرس القائد وخيرة المُنتقين من جنوده بملابسهم الداخلية ورمى بعضهم بأنفسهم في نهر دجلة هربا ً من دبابة تائهة ، يوم فر ّ
( الويلاد ) من قصورهم ومضافاتهم وتركوا الشعب تحت رحمة الأمريكان ليختبئوا هم بين النساء ، يومها كانت فرحتنا بلا حدود وابتسامتنا بلا حدود وآمالنا بلا حدود ،
يومها جندّت دول الجوار وغير الجوار كل ما أمكنها وتيسّر لها كي تطفئ البسمة في وجوهنا مئات الملايين من الدولارات وإمكانيات خرافية لدول وأجهزة مخابرات متمرسة بالتآمر ودسائس و رجال تُشترى وحدود تفتح على مصراعيها أمام الهوام والبهائم من كل الملل والأصناف ، والمطلوب ، رأس كل العراقيين ، المطلوب اغتيال التغيير ، وسال دمنا انهارا ً ، قدمنا ما لم نقدمه أيام ( ابن صبحه ) لأننا أمسكنا في أيدينا ما كنا نعتبره حلما ُ في يوم ما ، أمسكنا ( العراق ) ليكون عراقا ً لنا نحن العراقيين ، لنحس ّ إننا أبناء هذا البلد لنا حق بخيراته ، لا مجرد حطب لنزوات حكامه ، يومها جند ّ ( العرب ) علينا كل فضائياتهم لينالوا من تجربتنا ألوليدة ، ولن أبالغ إذا قلت إن من قادت التيار المناهض للتغيير في أجهزة الأعلام هي فضائية ( ألشرقية ) ، وهي فضائية ظهرت من ضمن مجموعة إعلامية متكاملة من ( اللا شيء ) ، إعلامي تُثار حول تاريخه الكثير من علامات الاستفهام حول علاقاته بالنظام السابق وجهاز مخابراته ونجل الرئيس السابق ، إعلامي كان مجرد موظف في الدولة العراقية لم يصل حتى إلى درجة وزير ، اختفى فجأة ليُشاع انه هرب وطلب اللجوء في إحدى الدول ولم يُشاع عنه انه سرق أو هرب بأموال الدولة ، فجأة يظهر بعد التغيير بمؤسسة إعلامية تفوق في إمكانياتها إمكانية أجهزة الإعلام الرسمية العراقية ، وليجمع حوله كل الفاشلين والمهرجين والغجريات وخريجي وخريجات مواخير البعث من جماعة اتحاد نساء
منال الالوسي وتلفزيون الشباب وبعض الأقزام ليشن حملة وبلا هوادة ضد العملية السياسية والعاملين فيها ( بعض العاملين فيها ) ، يومها ، كنا والكثير من العراقيين نحس إن هذه العملية السياسية هي وليدنا الذي انتظرناه طويلا ً ، تحملنا لأجله المفخخات والمفخخين ، تحملنا المؤامرات
والحملات المسعورة ضد كل ما هو عراقي ، كل يوم كنا نأمل أن يكون التالي أفضل ، ورغم أخطاء الساسة الجدد ( وما أكثرها ) كنا نجد لهم الأعذار ونخرج بالملايين لنضع أسماءهم في صناديق الاقتراع ، فيقوموا ليضعوا الملايين من دولاراتنا في جيوبهم !
كنا نشعر إن الشرقية ومنذ السقوط تأسف لهذا التغيير ،ومثل كل فاشل أو سارق أو ساقط ممن لا رجاء في إصلاحه فيحاول إشعار الآخرين انه ليس هو السيئ لوحده بل هناك آخرون سيئين وربما أسوأ منه ، كنا نحس الشرقية ( تمد ّ لسانها ) في وجوهنا وهي تستخف بالعملية السياسية و القائمين عليها ، شخصيا ً ، واعرف الكثيرين مثلي ، لم نكن نطيق التفرج على هذه القناة أو متابعة أي من برامجها ، اليوم ، وبعد سنين من الإخفاق السياسي والحكومي المستمر ،وبعدما أتحفتنا العملية السياسية بعد التغيير بأكبر عدد رأيناه أو سمعنا به من اللصوص والقتلة والمزورين والفاسدين واكلي السحت الحرام من كل القوميات و الأصناف والطوائف ، وبعدما غسلنا أيدينا بكل أنواع الصوابين والمطهرات والمعقمات من كل الموجودين على الساحة السياسية العراقية في كل السلطات والرئاسات والمتواجدين على الساحة واللاعبين في حدائقها الخلفية ، وجدت إنني ، واعرف الكثيرين مثلي ممن كنا لا نطيق مجرد سماعنا باسم ( الشرقية ) نجلس في مقاعد المتفرجين ، لنتفرج على رداحيها وكيوليتها وأقزامها وهي تردح للحكومة ورئيسها الذي ناله هذا العام نصيب الأسد ،فالشرقية تغني لباعة ( السبح والمحابس ) الذين سرقونا ، وفي كارتون الشرقية ، الذي ( سرقت ) فيه شخصية رئيس الوزراء في بعض الأفلام القصيرة التي ظهرت على اليو تيوب وقدمته الشرقية باسم ( جمعة العتاك ) ولكي لا نتوهم ونظن إنها تقصد شخصا ً آخر ، فقد أكدت إنها تقصد رئيس الوزراء ( بعظمه وشحمه ) في أغنية النهاية ، حين يطلب والد الفتاة مهلة 200 يوم فيصيح الجميع ( كذاّب ) وبدل أن يتمموها كما قالها متظاهري ساحة التحرير ( كذاب .. نوري المالكي ) ، قالت الشرقية ( كذاب .. هذا بس حجي ) .
أليوم صرنا لا نرى الشرقية عدوة لنا ، فوليدنا الذي انتظرناه عُمرا ً ، ما زلنا نحمله في حنايا صدورنا ، أما هؤلاء الذين نراهم في الساحة فهم مجرد سراق ووصوليين ومجاميع من الفاشلين والقتلة وأصحاب العصابات والمليشيات والعملاء لدول الجوار وغيرها ، ما همّنا ما تفعله الشرقية ومَن خلفها وما تقوله عنهم فهم جميعا ً متشابهون ، وكما يقوا المثل السوري فخّار يكسّر بعضه )
أليوم صرنا نتلذذ ونحن نتفرج على ردح بعضهم لبعض ، فالسياسيين كما رأينا يجيدون الردح ايضا
وليس اقل من ردح الشرقية وطباليها ،صرنا اليوم نحن من يمد لسانه لكل اللاعبين على ساحتنا السياسية ولسان حالنا يقول ( ياام حسين .. جنتي بواحد ، صرتي بالفين ؟؟ )
لا أزال في حيرتي كما بدأت مقالتي ، يا تُرى يا هل ترى ، هل كسبتنا ( الشرقية ) كمتابعين ومتفرجين على ردح رداحيها ورقص غجرياتها ، أم إن العملية السياسية قد خسرتنا كداعمين ومساندين ومتصدين لكل من يعاديها ؟؟؟؟