لا أدري هل أن الأرض صارت تنزلق إلى الجنوب والشوارع تتجه إلى الشمال, أم أن الشوارع تنتزع منها..
كنت أنظر من شرفة لم تقرأِ الشوارع جيدا, فنظارتي الطبية كانت بعيدة عني..
عجبا الشارع يرتدي اللون الأسود, تطرزت فوقه الألوان الحمراء والخضراء, بأجمل من فتاة رصعت بالورود لكن لم تتخل عن اللون الأسود, فذلك أبهى كتضاد مع جمالها في ليلة زفافها..
سرادق على الجانبين, كخلايا النحل دائبة الحركة في توزيع الطعام..
الطِّيبُ الذي ينفح منها, ويصل أنفي, مزيج عنبر ومسك بل أذكى..
أصوات عذبة تتسلل إلى داخل جسمي ليس من أذني فحسب بل من شتى أجزائي.
لا شجار, لا خصام, لا تضاد. يتحاورون بلغة عشق, مع أن لغاتهم تختلف..
انصهرت من كلي, لأختلط مع هذا الموكب.. وكأني باثنين يتحاوران لم أسأل عن جنسيتيهما مهابة منهما فكأنهما من خارج جنسنا:
ـ إنه أجمل من مواكب الملائكة حينما يزف الشهيد إلى الجنة..

علي موسى حسين