فضلا.....لا ترتق الأعواد بجهلك/كاظم الخطيب
Fri, 20 Dec 2013 الساعة : 22:20

من المعروف لدى الخواص والعوام، مكانة الأعواد الشريفة للمنبر الحسيني، وماتحمله هذه الأعواد من القداسة، في نفوس المسلمين عامة، وعشاق الحسين عليه السلام بصورة خاصة ،وما تمثله من الناحية الإعلامية والتثقيفية، التي تستلزم من القائمين عليها تهيئـة الوسائل، والأدوات، والإمكانيات،، لإيصال مبادئ وأهداف، ومتبنيات النهضة الحسينية ولعل من أهم هذه الإمكانيات والوسائل ،هم الخطباء .
فالمنبرِ مَسؤوليةً، وأمانةً، ورسالةً، والتصدي للخطابةِ بالشانِ الحسيني، والعمل بنشرِ أهدافِ الثقافةِ العاشورائيةِ، توجِبُ على الخطيبِ إدراكَ إن الحسين لمْ يُقدمَ هذهِ القرابينَ، ولمْ يُضحي بالنفسِ والأهلِ والصحبِ - الذينَ عقمتِ الأرحامَ عن إنجاب أمثالهم- كي يَستَجدي العواطفَ، -حاشاهُ- ولا أن يستدرَ الدموعَ، وهو الذي صرحَ بمبادئِ نَهضَتِهِ، وأسبابِ وثبَتـِـه، «إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني».
إذاً فهوَ كما صرحَ- روحي فداه- لم يَخرج أشراً ولا بطرا،ً وإنما لطلبِ الإصلاحِ في أمةِ جَدهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهما، فإستقامةِ الدين، وطلبِ الإصلاح، ومئاتِ المبادئ التي تجسدتْ في مدرسةِ الطف، هي التي اعطتْ للمواقفِ الشريفةِ الباسلةِ، التي تلتها اللونَ، والطعمَ، والرائحةَ.. نعم، فقد كان لون هذه المدرسة، هو لونَ الدماء النبوية الطاهرة، التي لم يكن يحتويها إلا الجسد الحسيني الطاهر، فلم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره، وكان طعمها: الشهادة، والنبل، والبسالة، والإيمان، والسمو على المعاني النسبية والمادية، والتعلق بالواحد الحق، والمعشوق المطلق، وكانت رائحتها خيام تحترق لا لشئ، إلا لأنها أظلت الحسين وأهله، من حر الشمس، ومنعت عنهم اشعتها الحارقة.
فلابد أن يلتفت الخطيب، إلى الضوابط التي وضعها الإمام الشهيد، والولي الرشيد، قامـع الطواغيت، ومحـرر العبيــد- روحي فــــــداه- ولعل أهمها، النداء الشامـل لكل شرفــــاء الدنيا وأحرارهــا «ألا هل من ناصر ينصرنا» .
نعم، فنصرة الحسين وأهل بيت النبوة، تلزم كل مـــن يرتقي المنبر الحسيني، بأن يكون ملما،ً ومحيطاً، وخبيرا بالأهداف السامية، التي قامت عليها النهضة الحسينية، وأن يلتزم بنقل الحقيقة الجلية المطلقة، والصفحة الناصعة المشرقة، والتي تخطت الحدود المكانية، والوجدانية، فلم تكن ثورةً للتشيعِ ولا للإسلامِ فقطْ،، بل أصبحت ثورةً لجميعِ الأزمنةِ، والأمكنةِ، ولجميع الشعوب، على إختلاف مشاربهم.
فقد كانت ومازالت، منهلا عذبا، ومشربا رويا، لكل الأحرار الذين قاوموا الظلم والإستبداد.. لذلك، يجب أن يلتفت الخطيب إلى خطر مكانته، وعظم مسؤوليته، فهو إما أن يكون عونا وناصرا للحسين، أو يكون عونا وناصرا على الحسين، بقتل مبادئه، وأهداف ثورته، وطمس معالمها، وأبعادها الفكرية، وإفراغها من المضمون .
فيا من ترتقي الأعواد، مهلا.. وكن على حذر، من أن تكون سلاحا يتخطى قلب الحسين، ليضرب ثورته بالصميم، وهذا ما لم تتمكن جيوش يزيد، ولا طواغيت الجور، من تحقيقه على مر الدهور .