يا حسين لن تنسى .. هكذا درب الثوار الاحرار/ محمد علي مزهر شعبان
Fri, 20 Dec 2013 الساعة : 22:05

قافلة تتبعها قافله ، مواكب ورايات ، زحف لم يدانيه في هيبة ارتاله المكتظه اي زحف في مظاهرات واحتفالات وطقوس الامم في العالم برمته . قد تخرج الامم لتحتفي وهي امنة سواء منتشية بمهرجان او محتجة بمسيرات ، فرحة راقصة ام غاضبة رافضة ، الا مسيرة وقد أخذ منها الحزن موضع السكينة ، وكأن المسافات هي خطوات على مرأى البصر ، مهما امتدت بها المئون من الاميال ، هي مؤاساة رحلة الاسر من الشام الى كربلاء ، مسير من تبقى من اهل بيت النبوة ، رجل عليل ونسوة في حرقة لقاء لاباء واخوة ، تركوا عراة على اديم تلك الارض .
السائرون الى الحتف لم تأخذ بعد المسافة ومشقتها منهم اي انهاك ولكن لا تغفل لهم عين ، فأن لقتلهم اينما وجدوا دعاة ، اينما نبضت فيهم الحياة ، حين يتسلل بضعة من حزب الموت والابادة لتقطع عليهم مواصلة طريق السلام . على طريق "الدورة " السريع في بغداد ، حين تراصف ممن يقدموا الخدمة بما تمكنوا منه زاد وتزواد ، يتوسلون برجاء ان تحل هذه الضيوف السائرة ، ليكرموا المشرعين بضيافتهم . وفجأة واذا بدوي يفجر الضيوف والمستضيفين . اشلاء صبية وعجائز شيبة وشباب افراد شرطة وضباط ، تتناثر فوق الطرقات ، مفخخ جاء بزي امراءة متربصا لحظة الهجود المكثف لمضغة لقمة او ارواء عطش ، ليفجر نفسه ، وليمزق اجسادهم وهامهم بالمنايا الحاصده ..
في مثل تلك المواقف تتوقف كل حركة ، مهما كان دفق الايثار ، وعزم الانسان لايلويه طاريء مرعب . لكل فعل ردة فعل ، والمعروف يكون المرء يتحاشى ويحذر ما الفه الناس من نكبة اخرى يعجل بها حاقد اخر ، الا اولئك فانهم رجوا الارض التي عصفت بهم قبل قليل ، فالتحموا واكتظوا وكان اندفاعهم الى امام ، صرخة لها وقع قرع الطبول ، وسطوة رعد غاضب وبصوت واحد هتفوا ( أبد والله ما ننسى حسينا ) بشر لم تألف البشرية اصرار على مواجهة الردى بمثل ما امتلكوا ، ولم يكن ايما اخر في سجل البشرية يمتلك هذا الرصيد من الحب كعشق الحسين ع . شعب أنبثق الماضي والحاضر أمامه بسجله الدموي، إلتقى الأمس القريب بالبعيد، صفحة تاريخ قاني , حتى ذابت الحدود والتواريخ والأسماء في مجرى الدم والمحرقة التي تلفع بها الملايين .
نعم هناك من اودى بنفسه مفردة ضاله حاقدة ناصبة اسير خيال احمق ، ونفس امتلك زمامها الحقد ومن اسس له على لسان مشايخ ألسنتهم انياب افعى ، وفكرهم طرد الطمانينة والسكينه ، وهم وخيال اهوج قلق ملئه وساوس كانها امواج في عقول خرفة ، قبالة ملايين محبة مدركه مندفعه الى طريق مؤداه " ابا الاحرار " ليسجلهم على صفحات من نور وايات من العشق السرمدي في طريق الحرية والاباء ، فاين الثرى واين الثريا ، هوذا المعادل الذي ادركته كثير من العقول النيره ممن كتب وعشق درب الحسين ع من كتاب وفلاسفة وقاريء تاريخ بضمير نقي .
فما بين بعض العادات التي اوشكت ان تنقرض لانها دخيلة ، وما بين هذا المارثون الذي يفوق في معانيه كل ما ألفت الامم من طقوس . شيخ يتعكز وقد أخذت منه السنون حصتها في تهتك الاجساد ، لكنه يتحدى ما حملته من اتعابها فتجده كومضة على درب الاصرار لمواصلة المسير ، ارتال من عجائز تحمل بيارق ، وكأن ساريات الاعلام رفعتهن كتيجان فوقها . امراءة في هندام محتشم ، سيماء تدل على انها من سكنوا الغربة ، تدفع بعربة احتضنت طفلة معوقه يبدو ان الطب قد عطل عن اشفائها .. بادرة احدى النسوة من المضيفات للزوار ، ان تستوقفها لتقدم لها علبة بسكويت ... الطفلة مبتسمه ، ترفع علما كتب على صفحته " يا حسين " سئلت امراءة من الحضور امها : سيدتي من اين انت ؟ ... انا من الدنمارك ، وقد جئنا توا من المطار ، بعد طلب واصرار طفلتي ان تسير الى حيث كربلاء هناك الامل الاخير في حضرة من له كرامة عند رب عظيم ، اضع طفلتي عند شباك من لم يفارق حضن جده الرسول ص .
نعم سيدتي على ما نويتي وسعيتي ، فأن ما عجز عنه الطب ، قد يثور ويحرك من قدرات الانسان الخفية على قهر الداء بادواء نفسية ونية صادقه ومصره على تفعيل تلك المكامن لقهر ما استعصي .. اذهبي وانت تحملي الامل وحاذري قطاع الطرق ولصوص الارواح ..
ربما يستوقفني من يدعي مثقفا ، ليتسائل هل هذا من الماورائيات والقناعات الفقيرة الى العلم .. فجوابي : سيدي ليس لي رد عليك تعال الى مشاهدة الملايين من اقصى اليسار الى معتدل اليمين ، بكل الوانها مثقفا او بسيطا وليس ساذجا ، معوقا يزحف بعربته او يستند على عكازتيه ... عند اذن اعطني رايك .. في العشق والعقيدة والاصرار .