فكرة للغرباوي..دعمها الناصري ..لتولد صرحا اسمه الحبوبي/ادريس الحمداني

Fri, 20 Dec 2013 الساعة : 1:03

تكريما لجهاده وشاعريته واجتهاده في الفقه يشمخ في مركز مدينة الناصرية تمثال بارز للسيد محمد سعيد الحبوبي
حيث يعد الشارع الذي سمي ياسمه من اهم شوارع المحافظة واكثرها شهرة وزحاما .......وفي قراءة سريعة لحياته
نجد ان السيد محمد سعيد الحبوبي قد شهر سيف الجهاد على الاستبداد العثماني فايقظ في النفوس لغة العرب وحرك في الاعماق حبه للاستقلال من الامبراطورية العثمانية التي اتبعت سياسة التتريك وكان يقول لطلبة العلم في معاهد النجف
( من لا وطن له لا دين له ) اذ جعل الاجتهاد والجهاد مدرسة الحياة حيث ان تاريخ الحرب العالمية الاولى خصص
صفحة مشرقة لجهاد السيد الحبوبي ........فعندما احتل الانكليز ثغر العراق (البصرة ) عام 1914 هرع السيد الحبوبي
ليصعد الى منبر الصحن الحيدري وينادي (الى الجهاد.....الى الدفاع عن مقدساتكم) لينشر ذلك كفتاوى تذاع في ارياف العراق فتهز قلوب المشايخ ورؤساء القبائل ليصبح في اليوم الثاني حشد كبيريملأ ميدان النجف ...وبهذا اخذ السيد الحبوبي زهوا ليتمنطق بسيف الجهاد على فرس والطبول تعزف ايقاعه الرشيق وموكبه الخالد الهائل يصل شط الكوفة
مارا بمدينة السماوة والناصرية فالقرنة قاصدا البصرة والعشائر في كل العراق جاءت اليه بسيوفها وبنادقها ورماحها
ليبلغ الحشد 50 الفا وكانت الشعيبة في البصرة هي ساحة المعركة والسيد الحبوبي هو فارسها يودع هنا فتوى وهنا
ينظم سياق السيوف والرجال....وفي تلك الاثناء التحق به الزعيم الكردي محمود الحفيد ومعه الاف الاكراد بين سيف
وفرس وراجل فسالت الدماء العربية الكردية على مذبح الشهادة العراقية...كانت سبعة اشهر هي كل مدى المعارك
حيث لم تكن الاسلحة متكافئة بين الغزاة والمجاهدين فانسحب الاتراك لما دب الضعف فيهم وانتحر قائدهم سليمان
وتراجع المجاهدون والحبوبي يشمخ بقامته باتجاه الافق وهو يرى 3000 شهيد يسقطون تباعا وانهمك متعبا
حتى انسحب الى الناصرية ولعله كان يذرف دموع الجهاد الداخلي ببطء وتآكل وما هي الا اشهر قليلة ليتصل به
القادة الاتراك ويطلبوا منه رسم خطة لاعادة الكرة للجهاد عن طريق كوت الامارة . وهكذا كان مخاض الحبوبي مع
بقية العلماء والعشائر والجيش التركي معركة اخرى ضد القوات البريطاية الغازية وكان النصر حليفهم هذه المرة اذ استطاعوا محاصرة الجيش الانكليزي واسر جميع افراده وعددهم اثني عشرة الف رجل اضافة الى قائده الجنرال طاوزند
وفي لحظة كبرياء اغمض عينيه وفاضت روحه الطاهرة في مقره في بيت الحاج طالب الغزي والد المرحوم ناجي طالب
احد رؤساء الوزارات العراقية السابقة في الثاني من شعبان 1333 هجرية في مدينة الناصرية عند عودته من المعركة
وقد دفن في الصحن الحيدري للامام علي (عليه السلام)
امام هذه الوقفة الكبيرة لمجاهد كبير نذر عمره من اجل استقلال البلد بقوله ان (من لا وطن له لا دين له )حتى ضحى
بنفسه في ارض كرمها الله (سبحانه وتعالى )ان تكون ارضا للحضارة ومهبطا للرسالات ....من هنا كانت فكرة نصب
تمثال الحبوبي للمؤرخ المرحوم المحامي شاكر الغرباوي حيث اقترح ذلك على النحات عبد الرضا كشيش ليكون مضطرا لقراءة الشاعر وافكاره كي يوظف ذلك في عمله وعندما شاع خبر الفكرة وعلم الشيخ محمد باقر الناصري والسيد قاسم السماوي محافظ ذي قار انذاك فقد قدما الدعم المعنوي للنحات مؤكدين ان العمل الذي سيتم انجازه عمل جبار على حد
تعبير الشيخ الناصري لان الحبوبي رمزا تاريخيا لكل العراق ...........شكرا نقولها لصاحب الفكرة العظيمة ...........
وشكرا لمن قدم الدعم المعنوي ........... شكرا للفنان عبد الرضا كشيش الذي انجز هذا العمل ....ورحم الله شاعرنا
الخالد السيد محمد سعيد الحبوبي حامل الوية الشعر والفقه والجهاد......

Share |