طرائق قددا لينتصر فرعون/محمد هديرس
Thu, 19 Dec 2013 الساعة : 16:13

قال تعالى :
" إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " ( القصص - 4 )
تأملت جيدا فوجدت هذا المثال حيا لدينا , فقلت هؤلاء من يداعون الفيدرالية لا يعلمون أن أنفسهم سوف يبقون خاضعون لفرعون.
العراق اليوم يحتاج الى وحدة أبناءه لا تمزقتهم وتأجيج الطائفية به الى أوجها أكثر من الذي عليه الان , حتى يعتبر كل اقليم أن الاقليم الاخر هو عدوه فذا يقطع الماء ويطالب " النفط مقابل الماء , وذا متبجحا في نفطه , بعدها تجند الجنود لمحاربة أحدهم الاخر.
نحن اليوم نحتاج الى الوحدة الوطنية لكن بأسلوب ممنهج مدروس ولعلي سوف أذكر بعضا من النقاط المهمة لحلحلة أكثر الازمات صعوبة بعدها تأتي بالتدريج :-
1- زيادة عدد الوحدات الادارية ( المحافظة ) وتخويل صلاحية اكبر لحكومة الوحدة الادارية منها الدوائر الخدمية تكون لا مركزية ترتبط مباشرة في المحافظة.
2- الحوكمة الالكترونية.
3- قانون الاحزاب.
يا ترى من يستطيع ان يقر هذه النقاط الثلاثة ونحن نعيش هذا اليوم حكومة مترهلة لا تستطيع أن تتخذ قرار , اليوم الشعب هو صاحب القرار فالضغط المستمر على تنفيذ النقاط أعلاه هذا يعني لملمة شمل العراقيين والقضاء على شتاتهم.
الشعب من الصعوبة أن يتحرر من صور الماضي التي عاشها في النظام المقبور من قتل وتشريد ونهب للاموال وتعذيب بأقسى وأبشع آلات التعذيب التي لم تمر حتى في ذهن الشر نفسه.
هذه الصور جعلته دائما يتهيب الدولة مهما كانت لانه غير قادر على التضحية مجددا , لكننا كل يوم يقتل العشرات منا , كل يوم يشرد العشرات بأي ذنب هؤلاء ما الفرق بين السابق والحاضر مجرد الوجوه تبدلت والاليات , ما هي الا صور لعملة واحدة , نحن لا نريد الذي يطمع بالسلطة بغية تعويض ما فاته على حساب شعبه , اليوم نريد رجلا وطنيا لديه غيرة على وطنه وشعبه يضع كرامة للانسان , لا نريد صاحب الشعارات الرنانة ولم نرى منه سوى سياسات تسقيط الاخر والاقصاء , لا ينظر الى نفسه ماذا قدم يفكر في الاخر كيف يسقطه كي يبقى الوحيد في الساحة.
كيف يمكن لهذا الشعب بمختلف طوائفه ومناطقه وعنصريته ان يتوحد؟ اليوم نعيش طوائف ومناطق وعنصرية هو بسبب أنفسنا عندما نجلس امام الناعقون بالطائفية وننعق بما ينعقون , نفكر بكيفية السيطرة ولا نفكر بكيفية التعايش السلمي والمحبة والوئام , نفكر كيف تسود العقيدة ولا ننظر الى تأريخ الرسول " ص " لم يقاتل حتى يسيطر بل قتاله يكون دفاعا فقط , العقيدة لا تحتاج الى السلاح وزرع الحقد لدى أبنائها العقيدة تبقى وتستمر بقوة بيانها وذكاء دعاتها.
دائما ما أسمع مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان لابد من بقاء حاكم شيعي لكي لا نحرم من الاربعينية بغض النظر عما يحصل في العراق من قتل وتهجير وفقر وسوء خدمات ومليشيات مسلحة في الشوارع كل هذا يهون بداعي نصرة العقيدة سبحان الله , هل هذا يعني اذا كان الممثل عنك ليس أهلا للمسؤولية يعني أنك نصرت العقيدة أم خذلتها كونك ليس أهلا للمسؤولية وغير قادر على ادارة البلاد!
هؤلاء الذين ينعقون بهذه المصطلحات ان كانوا يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم , أنهم أدوات لدى ستراتيجية الصراع السياسية فيستخدمون أدوات للمفكرين السياسيين.
السياسة هي كيفية بسط النفوذ بقبول الاخر كرها أو طوعا , هذا التعريف تفصيلا لفن الممكن , فالسياسي يسعى الى تحريك العقل الجمعي فيضرب أصحابه قدر المستطاع ليكون في مكانه ولا يستطيع أحد أن يزحزحه , فاليوم يستخدم هذه الورقة متى ما احترقت أخرج البديل عنها.