كلمة نقابة الاطباء البيطريين بقدوم العام 2014/جليل عبد غاطي

Thu, 19 Dec 2013 الساعة : 16:05

منذ 6 ساعات‏ بالقرب من ‏Baghdad‏ · تم التعديل
رسالة نقابة الاطباء البيطريين في محافظة ذي قار
لمناسبة قدوم العام 2014

ايها الزملاء المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونحن نطوي سنة من اعمارنا وخدمتنا وعطائنا ونقترب من اخرى لابد لنا من وقفة ننظر فيها الى ما قدمنا من عمل والى مستوى اتقانه وفائدته لأنفسنا ولمجتمعنا , ولابد من مراجعة لسلوكنا اتجاه مواطنينا وحكومتنا ومراجعنا الاداريين والفنيين ، ومراجعة لمدى وعينا لدورنا وأدائنا لواجباتنا كنخبة مثقفة ومهمة في بلدنا العزيز.ومراجعة وفائنا لوعودنا بإجراء الافضل من الخدمات البيطرية المختلفة وهل كانت بمستوى الطموح الذي تمنيناه او خططنا له او دعونا لإتباعه.
لقد حصلت نقابتكم , وبمؤازرة دائرة البيطرة وكثير من المسؤولين في مجلسي النواب والمحافظات وبعض المحافظين , على التفاتة الحكومة وقناعتها بأهمية المؤسسة البيطرية في العراق مما حداها لتخصيص الف وظيفة على الملاك الدائم للأطباء البيطريين ، كما دفعت وبأسلوب واع مجلس النواب للإسراع في اصدار قانون وزارة الزراعة في العراق وهي مستمرة بمتابعة القوانين ذات العلاقة بالعمل البيطري في مجلس النواب.
لقد انخرط مئات من زملائكم في العمل البيطري ، ذهبوا الى الميدان وشمروا عن سواعدهم متفانين في اداء الواجب فشاركوا في حملات التلقيح الوقائي وأبدعوا في جميع نشاطات المؤسسة وضربوا المثل الاعلى في الاخلاق و الالتزام والمهنية وتقديم الخدمات الصحية المثمرة على المستويين البيطري والبشري.
ان وعينا لأهمية الحيوان في حياة المجتمع وسعينا الدائم لتعريف الناس بتلك الأهمية انتج مستوى من الاحترام للحياة عموما وللحيوان والقائمين على خدمته خصوصا , من الاطباء البيطريين ومساعديهم وداعميهم من ابناء وبنات المجتمع مسؤولين حكوميين او ناشطين مدنيين او مربين للحيوانات او اعلاميين .
ان مهنتنا ، مهنة الطب البيطري ، في تقدم وازدهار بجهود زملائنا في دائرة البيطرة والعيادات البيطرية والنقابة المركزية وفروعها في كل المحافظات ممن يؤمنون بالمهنة وعلومها كمشروع انساني صحي متكامل وبأهمية رعايتها ، بل ضرورة ان تكون من افضل المؤسسات في بلد زراعي مثل العراق.
ونحن مقبلون على تقديم المزيد من نشاطاتنا خلال السنة القادمة ، اقول طوبا لكم يا زملاء المهنة لقد قلتم وفعلتم , وكم انتم رائعون بإخلاصكم وتفانيكم وتشبثكم بمباديء العمل والتزامكم بالعلم وادائكم لواجبكم بدماثة من الخلق وحسن من السلوك ولطف في العبارة مع زملائكم ومساعديكم وإخوانكم العاملين ومع مواطنيكم من المربين والمراجعين .
لقد انتشرتم في ريف العراق الحبيب وضواحي مدنه باحثين عن حيواناته حريصين على حمايتها من المرض ومن كل ما يهدد وجودها او انتاجها وكذلك ساهمتم مساهمة فاعلة في حماية المواطنين من الكثير من الامراض الخطرة والفتاكة التي تنتقل من الحيوانات الى الانسان .لقد كان انجازكم رائعا حينما طرقتم الابواب وسألتم عنها كأنها ملك لكم وان لم تجدوا من يذللها لكم او كان عاجزا ، بادرتم اليها بأيديكم المباركة. فسلمت تلك الايدي وعاشت مادامت تصنع التاريخ وتصنع الحياة في عراقنا الحبيب
وقفتم في محاريب عملكم في المستوصفات الحكومية والعيادات الخاصة متأهبين لان تمدوا يد العون الى كل من يسألكم , مبادرين الى المساعدة ، متواضعين في كلامكم غير متكلفين في تعاملكم ، موافقين دائما على المساهمة ، قاطعين طرق بلدكم الجميلة في ريفه واهواره وجباله غير مبالين بحر او قر ، لتصلوا الى الحيوانات المريضة والى عوائل العراق الفلاحية وتقدموا عونكم بيسر وكرم وأخلاق .
لقد امضيتم الساعات وانتم تعالجون او تجرون الجراحة او التوليد لمختلف الحيوانات فلم تبخلوا بجهد او علم او خبرة من اجل خدمة مربي حيواناتنا في كل ربوع هذا الوطن.
وفي المختبرات نظرتم وأطلتم النظر وأكثرتم التفكير واستخدمتم كل الة وطريقة من اجل التشخيص والدقة لتساعدوا زملاء الميدان في ان ينجحوا .
وفي المجازر ابكرتم في كل ايام عملكم وسبقتم كل الموظفين المدنيين في خدمتكم لكل شرائح المجتمع من خلال حمايتنا من الامراض المشتركة وحافظتم على الصحة العامة والبيئة وسعيتم جاهدين لإقناع الناس مواطنين ومسؤولين بمخاطر الذبح العشوائي والجائربحق ثروتنا الحيوانية.
وفي العمل الفني والاداري فقد ابليتم خير بلاء حسنا واثبتم جدارتكم كمهنيين واداريين قادرين على ادارة هذا الجهد العلمي والفني الكبير الشامل لكل قرية وناحية وقضاء في العراق بنجاح وتواصل وكفاءة .

اقول وانا افتخر بهذه النخبة الواعية الواعدة الطموحة التي لا تكل ولا تمل من العمل والانجاز والعطاء والتخطيط . سلمت ودامت ايديكم اينما عملتم ايها الاطباء البيطريون , بوركت حياتكم وبوركت اعماركم وبورك عملكم وجوزي بحسن الثواب.
اشد على ايديكم بان تكون السنة القادمة اكثر عملا وأوسع انجازا وأكثر دقة وان نكون جميعا صفا واحدا يجمعنا عراقنا ومهنتنا وعملنا . متناسين كل صغيرة عكرت صفوا علاقاتنا وتكاتفنا من اجل الخدمة وتطويرها , متسامحين فيما بيننا عافين و معترفين بأننا جميعا خطاؤون , معتذرين بشجاعة عما بدر سهوا او لهوا او عارضا في العمل.
متمسكين بتراب هذا الوطن مؤمنين بان كرامتنا لا تكون إلا بكرامة ترابه ، داعين لحبه وحب ابناءه جميعا بلا فرق في دين او لون او عرق , واعيين بأننا شعب يجب ان يبقى ويتقدم ويلحق بالأمم فهو جدير بشعبه وأرضه وخيراته وتاريخه . فلتكن سنة 2014 ثورة في تطبيقنا للعلوم الطبية البيطرية.
ولنعي ونفهم ونتفاعل مع حقيقة مفادها ان بلدنا يتعرض للتجهيل وتسطيح الفكر ولأبعاده عن الوطنية وعن التمسك بها لنتحول الى مجتمع متناحر على أوهام تخلى عنها العالم ووضعها في متاحفه ، والى بلدا يتأخر عن ركب الانسانية بقدر ما تتقدم. يراد لنا ان ننفر من مجتمعنا ونكره تاريخنا ونفك تلاحمنا الوطني والاجتماعي ، وإننا لنسمع بتذمر زملائنا ومواطنينا من هنا وهناك معبرين عن تعبهم ويأسهم من امكانية اصلاح الوضع السياسي والاجتماعي حيث اقنعتهم الاحداث وما يعرضه الاعلام من افكار ورؤى تعكر مزاج الانسان وتوهمه بوجود الخلاف العقدي وتعمل على تغريبه فكريا وحضاريا وتاريخيا . ونسمع عن رغبة البعض في الرحيل الى بلاد الحضارة والاستقرار ناسين ان افواجا من المضحين بأرواحهم وممتلكاتهم وأوقاتهم وجهودهم وأقلامهم ومواقفهم هم الذين صنعوا تلك البلاد وأوصلوها الى حالها الان , بشرا امنوا بالتغيير والإصلاح وسطروا صفحات مشرقة في تاريخ الانسانية شعت فملأت الدنيا وبهرتها بالنظام والعلم والأخلاق والتكافل الاجتماعي وصناعة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وجعلت المعرفة هدف اسمى في حياة الانسان وعملت على ضمانة التعليم على اراضيها وحاولت نشر دعوتها في ارجاء المعمورة , وليس مثلبة ان تفشل هنا أو تقصر هناك فدمج الحضارات يحتاج اجيالا والإيمان بالفكر غاية يتدبرها الزمن . فلماذا لا نعمل في بلدنا ونسعى للارتقاء به ونهيئه لأجيالنا القادمة ونصلح من شانه كما فعل غيرنا لبلادهم التي صارت قبلة للباحثين عن الحياة السعيدة و مراكز العلم وبيئة الحوار الحر ومستقبل الاجيال.

ان الشعب الحي بنخبه الواعية قادر ان يخترق تلك الاطروحات ويثبت غرابتها عليه ويزيحها عن كاهله ليعبر الى الوفاق والصلح الاهلي مؤمنا بان التعايش حالة لابد منها وان التدين والتعليم والعمل والحياة حق للجميع وان البشرية توصلت الى ان حرية الاختيار حق لكل المواطنين وان كل نشاط لا يتعارض مع مصلحة المجتمع محمي بالقانون الذي اتفق عليه.
وان الحضارة الحالية بدلت الكثير من مفاهيم الماضي وأسقطت مصاديق تطورها احكاما وسلوكيات عبرت فيها عن تقديس الحياة بكل اشكالها ومستوياتها واحترام الانسان جسدا وروحا , فكرا وعلما , حرية وعملا واحترمت مدركاته وأذعنت بان الانسان ابن بيئته لا ذنب له عندما تلقى معتقدات ابائه واجداده وبني قومه و ان يؤمن او لا يؤمن بمعتقدات الاخرين وأتاحت حرية التعبير والدعوة السلمية لكل الافكار والمعتقدات.
وإننا اذ نتفاعل مع الانسانية ونشاركها مسيرتها الحضارية علينا ان ندعوا الى التسامح واحترام المعرفة والإيمان بقدرات الاخرين وإنتاجهم وتاريخهم ومقدساتهم وتجاربهم ونعرض اخلاقنا ومعتقداتنا وارثنا الحضاري بطريقة نقنع بها الاخرين ونشد انتباههم ونكسب اهتمامهم من خلال الاخلاق الانسانية العالية والعمل المتقن والصدق والإبداع والالتزام.
نحن الاطباء البيطريين نمثل مجتمعنا في ممارسة العلوم الحديثة والقدرة على انجازها وتحقيق الفائدة منها وتطويرها ورفد المجتمع بالمبتكرات ونساعد في توفير الغذاء ونحمي الصحة والبيئة ونساهم في التثقيف والتربية.
فلنكن مدركين لدورنا ومسؤوليتنا ولنركز على مهمتنا ومهنتنا وننجح فيها اينما طلبت وفي كل انحاء بلدنا وان نشجع مواطنينا على الاستمرار في تربية الحيوانات بأنواعها ونطمئنهم دائما بمد يد العون لحمايتها وزيادة اعدادها وإنتاجها ونعمق فيهم حبهم لأرضهم وحبهم لمهنهم ونبين لهم اهمية عملهم وان شعبا يأكل من يد غيره لا خير فيه ولا بركة ولا يستحق اسمه وليس له ان يفتخر باستقلاله .
وفقنا الله جميعا للعمل الصالح والنافع وسدد خطانا لمرضاته وفتح علينا ابواب العلم وحبب الينا الخير وجنبنا الشر واعاد علينا السنين ونحن عارفين بحقه ساعين لاعمار ارضه انه عزيز حكيم .

-
جليل عبد غاطي
نقيب الاطباء البيطريين – فرع ذي قار

Share |