مهد الانبياء ومهرجان حبيب الله/عباس ساجت الغزي
Tue, 17 Dec 2013 الساعة : 23:14

مدينة ابراهيم الخليل والحضارة الانسانية وعبق التاريخ تعانق السماء في شهري محرم الحرام وصفر , حيث شعاع الحزن ودروب الرجاء ممتدة في خطوط عمودية تمثل اعلى ارتفاع لها في مقاييس الخطوط البيانية للحزن في التاريخ , وتسجل اول ظاهرة في التاريخ البشري هي انتصار الدم على السيف في واقعة الطف في كربلاء الشهادة حيث قتل سبط الرسول (ص) واهل بيته واصحابه عطشى في رمضاء كربلاء وأخذ اهل بيت النبوة سبايا الى الشام حيث عروش الطغاة تعيث في الارض فساداً.
لتستمر رحلة الحزن حتى العشرون من صفر بعودة السبايا والرؤوس الطاهرة بعد ان ملئ الطغاة نفوسهم غرورا بالتشفي من اهل بيت الرحمة الالهية , وما ان تنتهي رحلة الحزن والمؤاساة , حتى ترفرف الرايات السود بذكرى استشهاد رسول المحبة والسلام محمد بن عبد الله (ص) في ( الثامن والعشرون من صفر ) في السنة ( العاشرة من الهجرة النبوية ) .
ونرى اليوم رايات الحزن تتسامى شاهقات تتسابق لنيل الاجر والثواب بخطوات واثقة من اقاصي البلاد مرورا بمدينة ابراهيم الخليل ابو الانبياء عليه السلام الى محط الرحال وغاية الترحال منار الحرية مدينة الاباء كربلاء بصوت يتردد عبر بوابات الزمن يتعالى من جحافل الحق ( لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين ) .
رجال النخبة من مهد الانبياء لهم شعائرهم في مواكبة ركب الزائرين وتقديم الخدمات واستذكار الشهداء الذين سقطوا في طريق لا اله الا الله طريق ابا الاحرار , وتعظيم تلك الشعار بما يتناسب وقدسية مناسبتها حتى رسموا لوحاتهم التي يشار لها بالبنان بالخدمة الحسينية ومواكبة ذلك الحدث الكبير عند الله والشرفاء من اصحاب الضمائر الحيَّة .
ومؤسسة النخبة للثقافة والاعلام برجالاتها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بالمضي بهذا الطريق الحق واعلاء كلمة لا اله الا الله واحياء الشعائر فأنها من تقوى القلوب , تراهم يتقدمون الصفوف بمدد الهي في نيل الدرجات العلى وهذه المرة بالتحضيرات لإقامة مهرجان حبيب الله العالمي الرابع الذي يحمل شعار ( رسول الله رسول المحبة والسلام ) والذي يتضمن فعاليات ثقافية وادبية وفنية وانسانية يشارك فيها العديد من دول العالم من اجل استلهام النور الالهي في الوحي المحمدي الذي انار دروب الانسانية بالتحرر والخروج من العبودية واطاعة الله الواحد الاحد الفرد الصمد بالدعوة النبوية للدخول في الاسلام دين الله الحق.
الرسالة الاسلامية المحمدية تتجسد بعد ايام بانطلاق فعاليات المهرجان التي تسهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال فتح عيادات بعض الاطباء مجاناً بمناسبة تلك الذكرى الاليمة وكذلك حملة تنظيف انطلاقاً من قول نبي الرحمة ( تنظفوا فان الاسلام نظيف ) والتعريف بنهج وتعاليم الاسلام من خلال المشاركات وفقرات المهرجان الذي يستمر ثلاثة ايام , نسال الله تعالى التوفيق لكل العاملين والمشاركين والمساهمين في اقامة هذا الكرنفال الكبير الذي هو امتداد لتاريخ المدينة .
عباس ساجت الغزي