حكومة لا ترعى حماية شعبها..ما نفعها؟!./جليل النوري.....
Tue, 17 Dec 2013 الساعة : 17:07

ما يميز العراق اليوم عن غيره من البلدان، ان القتل اليومي الذي يطال ابناءه المساكين اصبح عندهم من الامور الطبيعية اليومية اي كالأكل والشرب، اذ ترى المواطن منذ الصباح يترقب اما سماع دوي الانفجارات بأذنيه، او انه ينتظر نشرة الاخبار من مذياع السيارة او يترقب مشاهدة اللون الأحمر للأخبار العاجلة في التلفاز ليعرف كم من المفخخات انفجرت، وكم هي أرقام الشهداء والجرحى التي سقطت جراء ذلك. وفي نفس الوقت من هذه المأساة المتكررة اليومية المقلقة التي يعيشها المواطن المسكين، تشاهد المسؤولين عن الملف الامني غير مكترثين، بل ان الامر اشد من ذلك، فهم يقللون من اعداد الشهداء والجرحى في فضائياتهم المسيسة، ويكذبون على شعبهم من ان الامور مسيطر عليها، وان الارهاب في ساعاته الاخيرة وغير ذلك من الأساطير والحكايات التخريفية. وليت شعري لو ان المواطن التفت لما يجري وانتفض بالرفض، وقال كلمته وأدلى بدلوه، كعقاب لهؤلاء الكذابين، حتى يمتنعوا عن التزييف والتحريف الذي يلقونه يوميا على أعين شعبهم، ولكن اعلم ان البعض لا يريد ان يلتفت، ولا يقبل ان ينتفض، حتى تصل النار داره، حين يفقد أخا له او اما او أختا او ابنا او أباً، حينها سينتفض لنفسه وسيقول متأخراً، ان الملف الامني من افشل الملفات، وان الماسكين له من البعثيين ورجال صدام السابقين، وان الحكومة عاجزة عن حماية ابنائها الى اخرها من العبارات العاطفية الآنية وليدة الصدمة. وقد يقول قائل وما الحل؟. نعم نحن ايضا نضع هذا السوال امام أنظار دولة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الداخلية ووزير الدفاع ومدير المخابرات ومستشار الامن القومي وقائد العمليات في جميع المحافظات، ونقول له: ان البلد يحترق كل يوم امام ناظريك، والمسؤولية الشرعية والأخلاقية والقانونية تتطلب منك إيجاد الحلول باسرع وقت ممكن، والا بخلاف ذلك فإنك اثبت عجزك الكامل عن حماية ابناء بلدك وهذا ما يستدعي منك الاعتراف بذلك ومكاشفة ومصارحة شعبك، وأخبارهم بأنك عاجز عن حمايتهم، واتخاذ احد الطرق، اما التنحي وفسح المجال لغيرك، او على الاقل المُجزي مطالبة كل شركاءك في العملية السياسية وخارج العملية السياسية بالتدخل من اجل الوصول الى حلول جذرية ناجحة، او على الاقل مقللة، فالمنصب الذي انت فيه يستوجب منك صرف كل الجهود في سبيل حماية المواطن وتوفير مستلزمات العيش الرغيد له. وبخلاف ذلك، اي اذا استمرت الامور على ما هي عليه، وبقي دولة الرئيس مُصرّاً على عناده وتضليل شعبه، فاظن ان الايام القادمة ستشهد تصعيدا خطيرا جدا وان البلد سيبقى يعيش حالة الاحتراق اليومي والانهيار الامني المتوالي، اي بعبارة اخرى، ستزداد حصيلة الشهداء من ابناءه وسيزداد ايضا عدد مُعاقيه وجرحاه، وستكثر لافتات السواد في كل أنحاء مدنه وقُراه، اي اننا مقبلين على موسم جديد نجني فيه عددا جديدا من الأيتام والأرامل. وانا لله وانا اليه راجعون. جليل النوري. يوم الاثنين الموافق للثاني عشر من شهر صفر الخير للعام 1435


