من ينصف شهداء الرياضة/سعد الكعبي
Tue, 17 Dec 2013 الساعة : 16:51

لست باول من يطالب بحقوق شهداء الرياضة ولست باخر من يطالب بذلك ,لكن عسى وان نقرع اسماع المسؤولين عن كرة القدم العراقية وان لايقتلوا لاعبيهم مرتين.
بلادي مليء بالمواهب الكروية التي غصت بهم الملاعب الشعبية والاندية والمنتخبات, وكان احد هولاء الرياضيين اللاعب الدولي ( صبري كاظم عمران )الذي كان نموذجا للاعب الموهوب واللاعب الخلوق يذكرنا باللاعب هادي احمد مهندس الكرة العراقية,هذا اللاعب مثل التمويل والنقل و اندية صلاح الدين ونادي الجيش والمنتخبات العسكرية خلال عقد السبعينيات و اواخر الثمانينات.
كنا صغارا نشاهد اروع نجوم الملاعب العراقية وبين ليلة وضحاها يختفي ذلك الابداع ويتلاشى, اين اختفى هذا اللاعب وذاك, لا جواب في حينها كا ن هناك تكميم للاصوات وحبس للانفس ويبقى الجواب مبهما كأ يام وليالي العراق.
حتى ياتي يوما نشاهد فيه سقوط ذلك الصنم في بغداد وحجاجه الذين اجهزوا بكل وحشية وحقارة على ابناء شعبهم طيلة فترة حكمهم الاعمى الوحشي.
شهيد الرياضة صبري من مواليد 1950 لم يذكر في المحافل الرياضية او السياسية الا محل الشاهد يذكر في المناسبات التي تقام في الشعبة الاعلامية في الحزب الشيوعي مجرد ذكريات.
متزوج من امراتين تركهم مع اطفاله الرضع انذاك, وهذه قصة استشهادة المختصرة بعد ان حصلت عليها من احد رواد الكرة العراقية ونادي الشرطة وبعض المعلومات والصور من الاخ سيف ابن الشهيد.
في يوم من الايام التعسه كان له صديق يتردد عليه باستمرار , يتحاوران في حديث فكاهي ظنا منه بانه عفوي نابع عن طيبة قلب, الا ان الاخر الذي كان من سكنة بغداد الكرادة كان مدسوسا من قبل الامن العامة قد اخفى مسجل تحت ثيابة القذرة ليوقع اخيه ورفيق دربه ,عندما تفوه شهيدنا بطرفة بحق الرئيس المقبور, لم يشعر الا والامن يطرق بابه ومن ذلك اليوم اختفى اللاعب الغيور صبري عن الانظار وعن عائلته.
لم يعرف له اي خبر اين ذهب الا ان الايام والليالي حبلى تأتيك بما لا تتوقعه ففي يوم ( 11/9/1988 ) كان يوما خالدا عندما ودع صبري الحياة وتاركا عائلته ومعشوقتة الكرة وانتقل الى الرفيق الاعلى.
يقول هذا الرائد الكروي الذي زودني بهذه المعلومات, ان اللاعب صبري كان له نشاط سياسي متميز, وبعد ان عرف بانه مراقب ابتعد عن هذه النشاطات واهتم بالرياضة الا ان في ذلك الزمن كان الكل مراقب حتى ظلنا مراقب.
تحية لشهداء العراق الرياضيين الذين غيبوا في ذلك الزمن وفي هذا الزمن.



