لماذا الابتلاء للعراق؟/عماد خلف المشرفاوي

Tue, 17 Dec 2013 الساعة : 16:48

لو طالعت تاريخ العراق مُنذ تاسيسه ولحد هذه اللحظه لا تجد فتره تميزت بالاستقرار التام فقد مر تاريخ العراق بالعديد من الثورات والحروب والقتل والفقر والجوع والامراض والغزوات المتواليه والكثير من الابتلاءات وعلى مر العصور وهذا لم يمر على أي بلد من بلدان العالم...
لكن السؤال الذ يطرح نفسه ما سبب كل هذه الابتلاءات؟
ان الشدائد والمصائب ضروريه لتكامل الانسان..فلو لم تكن المحن والالام لانعدم الانسان وارتمى في احضان الفساد والضياع.
ويقول القران الكريم:}لقد خلقنا الانسان في كبد{
أي اننا خلقناه وسط الالام والشدائد، فلا بد ان يتحمل الانسان المشقات ويعاني المصائب حتى يظفر بوجود يليق به.
ومن رسالة امير المؤمنين الى عامله في البصره عثمان بن حنيف :
(وان الاستغراق في الدلال والنعمه والبعد عن الشدائد موجب للضعف وعدم القدره وعلى العكس من ذلك فالحياة في شروط صعبه وغير ملائمه تجعل من الانسان قويا وماهرا ..)
يقول الامام علي (ع) في نهج البلاغه }الا وان الشجرة البريه اصلب عُوداً والروائع الخضِرة ارق جلوداً والنباتات البدويه أقوى وقوداً وابطأ خموداً{

أي ان الاشجار البريه المحرومه من مراقب يرعاها ويصلها تكون اعوادها اقوى وعمرها اطول ، على العكس من اشجار الحدائق التي يرعاها البستاني دوما ويصلها بما تحتاج فانها ارق من ان تتحمل صعوبه واقصر عمراً
ويقول القران الكريم :}}ولنبلونكم بشيءً من الخوف والجوع ونقصٍ من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين{{
أي ان البلاء والشدائد مفيده وذات اثر جيد للذين يقامون ويقفون صامدين امامها ؛ ولذا فهم يستحقون البشاره بالخير
اما الجوع والخوف والخسارات الماليه وفقدان الارواح فهي شدائد
اذن فلا بد للعراق ان يتعرض الى كل هذه الابتلاءات من اجل ان يصلب عوده ويقوى على مواجهة الصعاب وكذلك من اجل تكامله لان الله كتب على العراق انْ يكون قائداً للعالم جميعاً وتحقيق رسالة الله التي جاء بها الانبياء جميعا وتاسيس دولة العدل الالهي بقيادة الامام المهدي المنتظر الموعود(عج) ليملأ الارض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا.

Share |