لماذا لا يسمع ألعراقيّ إلّا نفسهُ؟/عزيز الخزرجي

Tue, 17 Dec 2013 الساعة : 16:04

ظاهرة غريبة شدّت إنتباهي و غيّرت عقيدتي كلّياً تجاه آلوضع في ألعراق و تعامل العراقيين, أ لا و هي مسألة عدم ألأنصات و آلفهم حين تتكلّم معهم أو تكتب لهم, فهُم و إن قرؤا مقالاتكَ أو سكتوا أثناءَ حديثكَ في أفضل ألحالات؛ فأنّهم إنّما يفعلون ذلك لا لفهم و وعي ما تقولهُ أو تكتبهُ؛ بلْ يسمعكَ من أجل أنْ يكتشف نقطة ضعف أو ثغرة أو مجالٍ فرعيّ من حديثك ليهجم و يردّ عليكَ كلّ ما تُريد قولهُ جملةً و تفصيلاً, هذا آلوضع ألنّفسيّ ألمأساوي ذات آلطابع ألهجوميّ سبّبَ شيوع ألفوضى و عدم ألأنسجام بين آلجّميع .. بدءاً بنفسهِ ثمّ آلعائلة فالهيئات و آلجّماعات و آلكتل و آلكيانات ألدّينيّة و آلسّياسيّة وووو كلّ أصناف المجتمع العراقي و للأسف الشديد!

و آلسّبب بكون ألعراقيّ لا يسمعْ و لا يرتاح إلّا لمكنونِ نفسهِ ألأمارة بآلسّوء بلْ و محاولة آلأنتصار لها في كلّ ألأحوال بآلباطل و غيره؛ هو لأنّهُ لمْ يتربّى أساساً على ألقيم ألصّحيحة و آلمُثل ألأنسانيّة ألعُليا و آلرّحمة و آلشّفقة و حبّ آلخير و آلأيثار, مُتحسّساً على آلدّوام ألشّعور بآلنّقص و آلضّعف و إنحطاط في آلشّخصيّة نتيجة ألتربية الخاطئة و آلضّغوط آلتي واجهها في آلبيت و آلمدرسة و آلقوانين ألوحشيّة ألعشائرية و آلنّظريات ألخاطئة ألّتي تربّى عليها مُذ كان جنيناً في بطن أمه و هو يسمع صرخاتها بسبب وحشية ألأب و قسوته و آلعنف ألأسريّ ألذي سادَ في كلّ ألمجتمع حتّى صاحَ آلجميع؛ (ياحوم إتْبع لو جرينه) خصوصاً زمن ألبعثيين ألجّهلاء ألمجرمين .. لذلكَ و بسبب جُبن ألعراقيّ و خنوعه و بُعده عن ألحقّ نراهُ توسّل أخيراً بآلعشيرة و آلحزب و آلخلايا ألأرهابيّة و آهل آلعصائب و آلمحسوبيّة و آلمنسوبيّة كي يُحقّق مبغاهُ بإساليب جاهليّة و وحشيّة, مُحطّماً كلّ آلقيم و آلأسلام ألحقيقيّ ألّذي يأمرنا أوّل ما يأمرنا بآلمحبّة و آلتّسامح و آلإيثار و آلشّرع و آلأخلاق الفاضلة و حمل آلأخوان على محامل ألحسن و إحترام ألقانون و آلتي جميعها للأسف لا تتطابق مع نَفَسِ و روح ألعراقي – ألغالبيّة ألعُظمى منهم – بسبب تشعّبهم بآلظلم و آلحقد و آلخبث و آلكراهيّة و آلقسوة و آلفساد و آلأنحراف و آلضّعف و آلأستعداد ألكامل لإرتكاب ألسّرقات و آلجرائم, بآلطبع نستثني منهم ألثّلة القليلة و ألسّجناء السياسيّون ألّذين بقوا و ثبتوا على إيمانهم و لم يشتركوا بإرهاب ألنّاس!

و هذا هو سبب شيوع الفساد و ألأرهاب في آلعراق و رجوعهم للوراء و تعصّبهم للعشيرة و آلحزب و آلقبيلة بدل مبادئ الأمام الحسين(ع) و مبادئ آلاسلام ألحقيقيّ و آلتمسك بظاهره فقط, و بآلتّالي إنغلاقهم عن ألحقّ و آلتّواضع و آلرّحمة و الأنسانية تماماً و شيوع كلّ أنواع ألأرهاب و آلقتل و آلذّبح و آلظلم و على كلّ صعيدٍ, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله.
عزيز الخزرجي

Share |