ماذا اراد منا الحسين (ع)/علي العدنان الشمري
Tue, 17 Dec 2013 الساعة : 15:44

( لم يكن بوسع الحسين أن يبايع يزيد ويرضخ لحكمه لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز أركان الظلم والطغيان و إعانة الحكومة الباطلة , لم يكن الحسين راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو و أنصاره ) الكاتب المصري عبد الحميد السحار .
أصبح الحسين ( ع ) قدوة الثوار في كل زمان و كل مكان في العالم وقائداً للمصلحين لا نجد ثائراً ولا كاتباً ولا مفكراً ألا وقد قرأ وكتب عن قضية الحسين ( ع ) وأستلهم منها وكانت له محفزاً للتغيير والثورة ضد الظلم .
فلحسين ( ع ) ليس تعظيم الشعائر فقط أنما هو مدرسة متعددة المناهج والعبر فهو ثورة وعي وتغيير ثورة أخلاق وقيم ومبادئ أراد أن يوصلها للعالم فهو خطها بدمه و بدم أهله و أصحابه وسبي عياله , وإلا كان بستطاعته أن يبقى في مكة ويطبق حديث جده رسول الله ( ص ) ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) صدق رسولنا الكريم فكلنا نعلم موقف الحسين ( ع ) منذ تولي يزيد السلطة .
لكن ماذا اختار من حديث جده خرج بيده ليقول لنا أن الحرية والأصلاح و أقامة دين الله يتطلب التضحية بالغالي والنفيس , و أن قضية الحسين ( ع ) تبعث بالنفوس قوة الإرادة والعزم تجعل الإنسان لا شعورياً يكون ثوري ينتفض من أجل الحق والحقيقة وهو ما أراد أيصاله أن نكون ثوريين نفعل ونقول الحق بوجه سلطان جائر و أن نفضل الموت الكريم على العيش في حياة الذل والأستكانة, لا أن نلطم ونبكي فقط .
أين نحن من ثورة الحسين ( ع ) هل نحن سالكين في منهجه وطريقه أم لا , أذا كنا سائرين في طريق الأمام لماذا هذا حالنا لماذا نقتل وننافق ونرى الخطأ ولا نتكلم ونرى الف يزيد بالسلطة يسرقون بنا وينهبون خيرات بلادنا ونحن لا نبالي أذن عيباً علينا ان نقول نحن نطبق ثورة الحسين ( ع ) لأننا لم نصل الى ذرة من ثورته فقط شعارات و شعائر .
علينا فعلاً ان نتخلق و نتشجع بالحسين ( ع ) ونثبت للعالم أننا حقاً أشياعه وسائرين في نهجه رافضين الظلم قائلين للحق مضحين بأرواحنا وأهلنا من أجل الدين وأعلاء كلمة الله .


