العشق الحسيني في قلوب المحبين/صادق الناصري
Sat, 14 Dec 2013 الساعة : 23:32

من منا لم يعرف شخصية الإمام الحسين الذي ضحى بنفسه وأهل بيته وكل مايملك من اجل الدين وإقامة شرائع الله تعالى ... الحسين الذي مضى في طريق الشهادة وقارع الظلم في سبيل إعلاء كلمة الله ... الحسين الذي ثبت قواعد دين جده ولولاه لم يكن هناك دين تعرفه الأمة ... كلنا نعرف هذه الشخصية الفذة التاريخية ومهما تحدثت عنها لم ولن أوفيها حقها ولكنني سأتحدث من منطلق أخر وهو حب هذه الشخصية والعشق الذي ليس كمثله عشقا في التاريخ وهو العشق الحسيني والذي يوميا يذهب في طريقه العديد من العاشقين إلى ربهم وهؤلاء يعلمون أنهم يسقطون على طريق المجد والخلود طريق الفداء والصمود طريق الإمام الحسين المعشوق الأبدي والمعطر بالورود الطريق الذي لم تنقطع عنه التضحيات لان هؤلاء المضحين بأعز مايملكون هم العاشقين الذين يبيعون أنفسهم من اجل هذا العشق الحسيني ونرى هذا بأم أعيينا في كثير من الحالات التي حدثت ولازالت تحدث على هذا الطريق وهاهي زيارة الأربعين نموذجا يراه المحبين والمبغضين وكل فئة من هذا العالم اجمع حيث نرى إن هؤلاء الزاحفين على هذا الطريق رغم معرفتهم بالصعوبات وتلقي التهديدات بالموت وانتظارهم في كل لحظه من لحظات مسيرهم إلا أنهم ماضيين في هذا الطريق ويرحبون بهذا الموت الذي يعتبرونه فداء لمعشوقهم وهذا ليس مبالغا فيه أو هو غلو بمعنى الغلو ولكن هذا هو المحب وأخلاق هذا المحب لمعشوقة حيث رأينا قبل سنتين على نفس هذا الطريق كم سقط من الشهداء المحبين في حب معشوقهم ومن اجل إعلاء كلمة الله وهم شهداء طريق البطحاء هولاء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل عشقهم وهم يعلمون سلفا بمخاطر هذا الطريق ولكن مضوا إلى حيث يرغبون ووجدوا هذا البغيض الذي ملئ نفسه بالحقد والغل لآهل البيت ينتظرهم على هذا الطريق وبكل فخر أجابوه خذ أرواحنا فداء لمعشوقنا . هذا هو العشق الحقيقي لمحبي أهل بيت النبوة ... هؤلاء هم الذين اختارهم الله لأنهم ضحوا بأعز مايملكون وأختارو طريق الشهادة ولم يخافوا أو يتخاذلوا أو يتراجعوا رغم أنهم يعلمون بأن أعدائهم نصبوا لهم الفخاخ ويعلمون إن أعداء أهل البيت في كل مكان ويحاولون النيل منهم بأي لحظة وبشتى الوسائل . هؤلاء أعداء أهل البيت الإرهابيين الجبناء الذين يتوعدون العاشقين في سبيل الله لم يتهاونوا في القتل ولكن أحباب الحسين والسائرين على طريقه يضعون هذه التهديدات تحت إقدامهم ويستبشرون بالموت لانهم فعلا محبين ومريدين وبالمعنى الأصح هؤلاء هم العاشقين والذين يزدادون إصرارا في كل سنه ويمضون نحو كربلاء الفداء كربلاء العشق ويتركون كل ملذات الدنيا خلفهم ... فكم أنت عظيم ياحسين المجد ويا رمز العطاء وشعار الثائرين باسمك أنت انطلقت جميع الثورات وباسمك أصبح المظلوم ينتفض لنفسه ليكون حرا لأنك أعطيت دروسا للعالم اجمع بأن يكونوا أحرار وليس عبيدا . أنت ياحسين المجد والشموخ بقيت رأسك مرفوعا فوق سحب السماء وهامات الجبال وقاتلك ذهب إلى الدرك الاسفل ولم يسمع له صوت سوى اللعنات حتى من مريديه . أنت من كان رمزا عاليا ولم تنطفئ شموعه رغم أنهم حاولوا مرارا وتكرارا ولكن الله أطفئ نورهم وبقي نورك واسمك يصدح في الكون إلى أبد الآبدين .. والجميع ينادي ياحسين ...


