من يريد الحرية فليأتي الى طريق الحسين/جواد كاظم اسماعيل
Fri, 13 Dec 2013 الساعة : 16:22

منذ ان انطلقت حركة المارثون الحسيني المنطلق من جنوب الوجع العراقي حيث الرحال الى كعبة الاحرار مدينة كربلاء المقدسة كنت متواجدا..مشاركا ..ومتابعا .. ومشاهدا لهذه المسيرة الحسينية التي تتكرر كل عام تزامنا مع أربعينية الامام الحسين عليه السلام قد برزت لي اكثر من صورة خلال تواجدي هذا ...حيث رأيت الشيخ والشبخة والمرأة والطفل ومن جنسيات مختلفة سلكت هذا الطريق كما برزت صورة اخرى ماثلة للناس الذين وزعوا سرادقهم ودور ضيافتهم على امتداد الطريق الحسيني لتقديم الخدمة والضيافة للزائرين...هنا تساءلت مع نفسي . ما الذي اخرج هذه الحشود البشرية المليونية من منازلها .. هل هناك حزب معين قام بتحشيدها ؟ وهل هناك فتوى دعتهم الى ذلك ؟ وهل هناك مكافئة مالية تنتظرهم جراء ذلك .؟ فقد وجدت ان كل هذه الاسئلة لا وجود لها ولاجواب لها الا حب الحسين ...فالحسين هو وحده من تتوحد عنده القلوب وهو وحده من ترخص له الاشياء الثمينة والانفس...نعم هو وحده من زرع بداخل النفوس اليائسة الامل وهو الحسين الذي لايتكرر هو وحده من اعطى المعنى الحقيقي للحرية التي تتوق لها النفس البشرية, هذه النفس التي تغريها وتضعفها مغريات الحياة المتنوعة ويضعفها الخوف والطمع لكنها حين تنطلق نحو طريق الحسين تكون اصلب واقوى وتركل كل ما هو مغري وزائل وتتمسك بالقيم النبيلة التي رسمها الحسين العظيم بمواقفه وبتضحياته الجسام....نعم كل شيء زائل الا المواقف النبيلة فأنها تبقى خالدة في ذاكرة الزمن والا فأن الحسين قد استشهد قبل اكثر من 1400 عام لماذا تتكرر ذكراه ولماذا لايموت ؟ لم ار مثله قد تكرر ولم ار مثله له عشاق مثلما له فهو وحده من منح الحياة بموته حياة فهو ميت لايموت بل هو صوت الضمير الانساني الذي انغرس في قلوب كل العشاق ...هو الايثار...هو الحرية ...هو الكرامة ..هو الاباء ..هو الانسان..هو العدالة.. هو الصوت الذي نطق باسم الله عشقا لذلك صار قبره كعبة لكل الاحرار وكعبة لكل من يعشق الحياة الكريمة ويعشق الجمال ومن يتوق للحرية قولا وفعلا فليأتي الى طريق الحسين .. فهنا الشرف وهنا يتساوى الابيض والاسود والغني والفقير والسيد والمسود كيف لا وهو الحسين بن محمد رسول الله الذي قال فيه : حسين مني وانا من حسين أحب َ الله من احبَ حسينا..


