فساد القائد!/علي العدنان الشمري

Wed, 11 Dec 2013 الساعة : 16:00

خوسيه موخيكا, رئيس الأورغواي, أفقر رئيس دولة في العالم وأكثرهم سخائاً, يتبرع بـ90% من راتبه للأعمال الخيرية في بلده, وتحتل الأروغواي المرتبة الثانية في قائمة الدول الأقل فساداً في أميركا اللاتينية, بعد توليه للرئاسة, يسكن خوسيه في بيت ريفي بسيط ويمتلك سيارة الفولكس واكن, وليس لديه حساب مصرفي! علماً أنه شغل منصب وزير لأكثر من مرة.
الغريب في عالمنا العربي, وتحديداً في العراق خروج رئيس الدولة، بمظهر الممثل والمتواضع بمظهر أستعراضي، كنجم متقمص دور البسيط, يلعب على مشاعر الناس البسطاء.
كنت لا أؤمن بمقولة بأن التاريخ يعيد نفسه, لكن الأن أصبح يقيناً كنت على خطأ, خرج علينا القائد المناضل المفدى من البصرة في مؤتمر لعشائر بني مالك, كنت أشاهده من خلال التلفاز, يذكرني حديثه وصلافته بالطاغية صدام, وكيف كان يجتمع بشيوخ العشائر (التسعينات) وينهال عليهم بالمكارم والهدايا, كنت أرى خطابه وكأنه هو يعيد نفس أعماله المخزية, بوجه عبوس غاضب متنرفز, وأيضاً مستخدماً المال العام لمصالحه الشخصية ودعاية للأنتخابات المقبلة, وقام بتوزيع قطع أراضي للفقراء كما يدعي هو, وكأنها من جيبه وملكه وليست هذه حقوق وملك الشعب.
ومن واجب الدولة توفير السكن والعيش الحر الكريم للمواطن, وكأنك صاحب فضل على المواطن, والملفت أيضاً كثرة خروج القائد في التلفاز في هذه الفترة, مستخدماً نفس أساليب الطاغية, لا أدري ما دخل رئاسة الورزاء بمؤتمر عشائر كهذا, وأذ يكن القائد من نفس العشيرة, كان الأجدر بك أن تذهب بشخصك وليس بشخص رئيس الوزراء وتجير المنصب لصالحك.
وأيضاً نفس الكلام في كل مؤتمر أو مناسبة تحضرها أيها القائد, متهماً ومحملاً الشركاء السياسيين في عدم أستتباب الأمن وعدم توفير الخدمات للمواطنين, وتتوعد بصولات وجولات ضد شعبك, وتلوم الشركاء في عدم أقرارهم مشروع قانون البنى التحتية, متناسي أن الملف الأمني والخدمات بيدك أنت لايوجد أي شريك سياسي معك والقرارات الفردية تتخذها أنت وكأنك الطاغية السابق, وأن الصولات والجولات التي لابد أن تعملها هي للقضاء على الفساد, وأن تبدأ بحكومك التي وصفت بأفسد حكومة في تاريخ العراق, أبتداءً من مكتبك الخاص ونزولاً الى وزرائك ومدرائك العامين المنشغلين أغلبهم في الأيفادات والمخصصات, وأنت من يقوم بحمايتهم من المسائلة والعقاب, وكأنكم في واد والمواطن في واد اَخر.
تلوم الشركاء السياسين بعدم أقرارهم مشروع قانون البنى التحتية المجحف بحق الشعب, من الطبيعي أن تلومهم لأنه باب من أبواب الفساد وأنت راعي الفساد والمفسدين, ولا يمكن لأي عراقي شريف أن يصوت لصالح فسادك, لا يرضى أي مواطن عراقي صالح أن يضع أموال النفط رهينة لمشاريع الدفع الأجل لأنها ملك الشعب العراقي, فضلاً عن ذلك أن المشروع يربط العراق بمديونية كبيرة تثقل كاهل أقتصاده وتعرضه للأبتزاز السياسي مستقبلاً, ناهيك عن مبالغ الفوائد التي لم توضح في مشروع القانون, وغيرها من الأمور التي تضع العراق بمطبات لايخرج منها لأجيال, كلنا نعلم لماذا هذا الدفاع المميت عن هذا القانون لأنه فيه فساد (أبو طبع مايغير من طبعة), وكل هذا ياسيادة القائد وتتكلم به بكل بجاحة وصلافة أمام شعبك! أمام من أعطاك ثقته!.
أيها القائد لماذا قمت بتوزيع قطع الأراضي في هذه الفترة؟ أين كنت في السنوات السابقة؟ وهل الأن علمت بأن المواطن بحاجة الى هذه الأراضي! لماذا الأنتقام من الشعب بمشروع قانون البنى التحتية وجعل مستقبل الأجيال القادمة مجهول؟ لماذا تحمل الغير فشلك بالملف الأمني والخدمي وأنت من يسيطر عليه؟ لماذا لاتحاسب المفسدين في حكومتك؟ لماذا لا نراك تعاقب القادة الأمنيين على الخروقات التي تحصل كل يوم؟ لاتتصور أن الشعب بهذه السذاجة, لاتتصور بأنهم سيعطون أصواتهم بهذه السهولة لم تعد ألاعيبك تنطلي علينا, لاينفع أسلوب هدام المقبور معنا, والدليل سيأتي بعد أربعة أشهر وتكون الفاصل بيننا. 

Share |