ملوك تستعطي على أبواب خدامها/عباس الصالحي

Tue, 10 Dec 2013 الساعة : 10:43

اليوم أحببت إن أبدء مقال بهذه الأبيات للكاتب والأديب والشاعر ميخائيل نعيمة
يكدحون ويدأبون، إلاَّ أنَّهم حيث يبدأون ينتهون.
يزرعون ويحصدون، وفي الأهراء يخزنون، ولكنهم أبدًا جياع وأبدًا معوزون.
من حشاشة الأرض يأكلون، ومن مآقي المُزْن يشربون، ولكنهم في غُصَّة دائمة بما يأكلون وبما يشربون.
يتزاوجون ويتناسلون، وأبدًا عن سَنَدٍ وعَوْن يبحثون.
يتخاطبون ويتكاتبون، فما يتعارفون ولا يتفاهمون.
نعم هذا حلنا بالأمس واليوم وغدا لأننا شعب أحب الخضوع والخنوع والبحث عن لقمة العيش ممن جلبناهم  بأيدينا لخدمتنا
فكان وضعنا أشبه بمن يجلب شخص ليخدمه ثم يقوم بتسليم كل شيء بيده وينتظر منه إعطاء ما تجود به يده ويكون ممنون منه وتحت تصرفه
وان راودته أفكار بان هذه الأموال أمواله وهذا المنزل منزله وهذا الخير يعود له وليس لخادمة الذي جلبه فز مرعوب يتلفت خوفا من يكون أحدا قد أحس بفكرته المحبوسة في جدران عقله وخوفه
في ما مضى وما يحدث وسيحدث هو وليد أيدينا وعقولنا المريضة فلقد أصبحنا كحال الملوك ((التي لديها كل شيء ولكن لا تمتلك إي شيء  )) فهي قد أصبح أكلها وأمنها وتحركها ومنامها وخروجها ونهوضها بيد حرسها وخدمها وحاشيتها فتكون بذلك قد أصبحت ملوك تستعطي من عبيدها

أن أبو القاسم الشابي هذا الشاعر المعروف عندما قال قصيدته والتي أصبحت نشيد يردده الأحرار كان يعرف وعاش هذه الحالة من الشعوب التي اعتادت هذا الذل والهوان  

 
إذا الشعب يوما أراد الحياة 
فلا بد أن يستجيب القدر 
ولا بد لليل أن ينجلي 
ولابد للقيد أن ينكسر 
ومن لم يعانقه شوق الحياة 
تبخر في جوها واندثر 
واليوم نحن لو كنا نريد الحياة الكريمة بصدق وان نكون أحرارا بدنيانا كما قال سيدنا وإمامنا الحسين (عليه السلام ) فعلينا تغير أنفسنا من الداخل وان نعلم علم اليقين إننا الملوك والأسياد ومن ننتخبهم ونجلسهم على إدارة أمورنا وأرزاقنا وخيراتنا هم خدم لدينا
لقد أصبح من المهم والضروري الابتعاد عن تمجيد المسؤولين بشكل أعمى بل علينا إعطاء كل ذي حق حقه بإنصاف وعدالة الجيد نقول له أنت جيد واستمر في عملك والسيئ نقول له انزل عن إدارة أمورنا لا بارك الله بك فأنت إنسان فاسد ومفسد  ولم تحفظ الأمانة
إننا متى ما طبقنا هذا المبدأ وحكمنا عقولنا فيمن نختار ولماذا نختار صححنا حالنا وحال بلدنا وكنا كما أرادنا الله تعالى وكما أرادنا النبي الأكرم محمد وأهل بيته ( عليهم الصلاة والسلام ) أحرار لا نعبد الا الله تعالى ولا نخاف الا هو ولا تأخذنا في الحق لومه لائم
علينا اليوم وبصدق ان نعاهد اله تعالى وأنفسنا إننا سوف نبحث ونختار الشخص الأمين الصادق الفاهم الذي يخاف الله ويحفظ الأمانة مهما كان انتمائه المذهبي او ألمناطقي او العشائري او الحزبي لأنه سيكون أمين على أرزاقنا وخيراتنا وخدمتنا
ومتى ما قصرنا في هذا الاختيار لاعتبارات شخصية او حزبية فكان فاسد مفسد لا يحفظ أمانة ولا يهتم لأمورنا فهنا اللوم كل اللوم علينا وجلوسنا في بيوتنا الطينية وشوارعنا المحقرة أفضل لنا وان نترك الشكوى والمطالبة وغيرها من الأمور لأننا نحن من فعل بحالنا ونكون قد طبقنا المثل العراقي الجنوبي الذي يقول (( عوينته الي قتلته أيديه ))
والحمد لله رب العالمين 
 
 
Share |