فنّ آلكتابةُ و آلخطابَةُ – ألجزء ألثّاني ح7/عزيز الخزرجي

Sun, 8 Dec 2013 الساعة : 0:32

طرق إنماء ألصّفات ألحميدة:
ثانياً: تَعَلَّمْ لغةِ ألأخذ من أجل آلعطاء!

حُبّ ألجّاه و طلب ألمعالي كما بيّنا هو آلمحرك لداينمو آلأعمال في آلأنسان, لكنّها يجب أنْ تُضبط تحتَ قوّةِ آلحقِّ و ألأرادةِ و آلتخطيط ألمُتْقن, كي لا يُحدث خللٌ و تضاربٌ بينَ آلآمال و آلأحلام ألمنظورة و بين آلنتائج العملية؛ مع توازنٍ بين آلأخذ و آلعطاء ألمتبادل!

ألأُمنيات ألكبيرة جدّاً و آلتي أسباب و إمكانياتِ تحقّقها ربّما تكون غير مُعدّة و مُتكاملة؛ قد تُسبّب لنا آلكثير من آلمشاكل و آلمحن!
فدور آلأرادة هنا لها أهميّة كبيرة في هذا آلوسط لتحقيق آلنّجاح لكونها تُسيطر على جميع ألمواقف و آلأستعدادات ألنّفسية و آلرّوحيّة و حتّى آلجسميّة بشكلٍ طبيعيّ لتبعيّتها للرّوح, فضعف آلأرادة و تزلزلها تُؤدّي إلى ذهاب ألآمال و آلقيم و سيطرة أليأس و آلمرض و سوقنا إلى دروب آلموت و آلهلاك و آلخراب, لأنّ تشتّت قوى آلفكر ألتي تُمثل وجود آلأنسان ألحقيقي تُسبّبُ آلضّعف و آلخوار و بآلتّالي عدم ألقدرة على آلتّركيز و آلدّقة و آلمتابعة و آلأنتاج ألعلميّ.

يُمكننا معرفة و كشف قوّة ألأرادة و مستواهُ من خلال أبسط وقائع ألحياة و جزئيّاتها, و حتّى أثناء ألمناقشة أو آلأخذ و آلرّد مع آلنّفس و مع المُحاورين, و دور ألأرادة تبرز بوضوحٍ في كلّ واقعةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ!

ألأرادة ليستْ لها تعاريف مُعقّدة و صعبة, بل هي آلمعيار و آلمحك ألذي يُحدّد مقدار طاقة و تحمّل آلأنسان في مقابل آلأزمات و آلضّغوط و آلهواجس و آلوساوس ألنّاتجة بسبب ألمفاجئات و إختلاف ألنّتائج مع آلتّوقعات ألتي تمَّ آلتخطيط لها سابقاً, أيّ ألتباين بينَ ما تمّ آلتّخطيط لهُ من قبل و بينَ ما برزَ في آلواقع ألعمليّ من نتائج, ألمهم علينا أنْ نعلم بأنّ ضعف آلأرادة و آلتّردّد تبدأ علاماتها حتّى في آلأعمال ألصّغيرة إلى أنْ تصل ألكبيرة.

إنّ سبب بروز ألتّباين بين آلذي كان مأمولاً و بين آلنتائج؛ هو وجود نواقص فنّية و حسابات خاطئة و غير دقيقة في آلمخطط الأصلي (ألسّتراتيجي), و قد تلعب ألعوارض ألجانبية و آلوقائع ألقهريّة ألغير طبيعيّة ألّتي لم نجعلها بآلحُسبان؛ دوراً في تلك آلنتائج ألمعاكسة ألغير ألمرضية, و آلمطلوب هنا و من أجل تلافي ما أمكن من آلأضرار ألسّعيّ لترميم و إصلاح تلك آلوقائع ألجديدة و إيجاد ألحلّ ألأمثل أثناء سير ألعمل مع آلصّبر و تحمّل ألنّتائج ألّتي ما كانت أكثرها لتقع لولا حساباتنا و تصرّفاتنا نحن, و علينا بعدم ألسّماح لنفوذ آليأس و آلأنكسار في وجودنا و آلصّمود لتحقيق أهدافنا, فآلتّخاذل قد يُسبّب آلكوارث في حياتنا, ألشيئ الأهم ألآخر في مسألة الأرادة هو إستحكامها و تقويتها بواسطة ألأتّصال بآلغيب لمواجهة و إدامة ألخطط في مقابل ألمشاكل ألمحتملة و آلمفاجئة.

مقالٌ مفيد:
لنفرض أنّك كُنتَ على موعدٍ في صباح ألغدّ مع إنسانٍ هامّ لبدءِ مشروعٍ معيّنٍ معهُ؛ و أثناء عودتكَ من آلمكتب مساءاً صادفكَ صديقٌ و طلبَ منكَ تناول ألقهوة معهُ في أحد ألحانات, و أثناءَ جلوسكما صادفكما أصدقاء آخرين و طلبوا منكما تناول آلعشاء سوياً, و إمتدّ بكُم آلليل و آلحكايات, و أردتَ آلأعتذار إليهم للرّجوع إلى آلبيت كي لا يفوتكَ آلموعد ألمُقرّر في صباح أليوم ألتّالي, لكن أصرّ آلأصدقاءُ عليكَ بآلبقاء .. و رضختَ لأمرهم و قلتَ لنفسكَ بعد ما روّضتها؛ ألآن هو منتصف ألّليل و لا يزال أمامنا آلنّصف آلآخر و آلوقت مُتّسع و بإمكاني آلنّهوض صباحاً للألتحاق بآلموعد ...

و آلواقع أنّهم يُحاولون إبقائك و أنتَ تُحاول إقناعهم بآلرّجوع للبيت .. لكنْ دون جدوى بعد ما إستسلمتَ لإرادتهم, بينما آلحقيقة كان عليك أنْ تقول لهم بكلامٍ واحدٍ و تصميمٍ ثابثٍ؛ بأنّكَ على موعدٍ هامّ غداً و لا يُمكنكَ آلبقاء معهم أكثر من هذا و تودّعهم بأدبٍ و ثبات إلى لقاءٍ آخر قريب.

و بهذا آلسّلوك ألطبيعي ألثابت ألمُقتدر تكتسب إحتراماً خاصّاً حتّى في نظر أصدقائكَ, بآلأضافة إلى كسبِ جولتكَ للحضور في موعدك ألمُقرّر صباحاً, لتُحقّق برامجك طبقاً لأرادتك و أهدافك آلمرسومة مُسبقاً, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله ألعليّ ألعظيم.
عزيز الخزرجي 

Share |