رجل الدولة/ علي العدنان الشمري
Sat, 7 Dec 2013 الساعة : 1:12

كثيراً ما كتبوا عن السياسية ورجل السياسة, وأن الدولة تحتاج الى رجل سياسي قوي يتصدى لموقع الرئاسة, لكنهم لم يفرقوا بين رجل السياسة ورجل الدولة, فالأول يعمل على أن الدولة ملكً له ولأتباعه ويسخر الدولة لمصلحته الشخصية .
أما رجل الدولة فيكون مخلص لبلده وشعبه وتكون سياسته ناعمة أي يستخدم العقل وليس القوة ولديه عقل استراتيجي يخطط به لبناء البلد .
ومانشاهده اليوم في بلدنا العزيز رجالاً للسياسة وليس رجالاً للدولة, فمصلحتهم ومنافعهم الشخصية فوق كل أعتبار, فحولوا الدولة ومؤسساتها الى خنادق عائلية وحزبية وطائفية وعشائرية , وكأنها ملك اَبائهم ورثوها عنهم وتناسوا الشعب الذي كان يتأمل بهم خيراً , فنجد من ينعتهم بأنهم رجالات الدولة , والدولة تحتاج لشخص ذو جرئة وصوت مرتفع وتزمت في الرأي لا يعرفون بأن الدولة تحتاج , الى سياسة معتدلة هادئة من أجل الأرتقاء بالوطن والشعب وكيف بأستطاعة رجل الدولة أن يقود فريق ناجح ويجعل لدولته مكانة كبيرة بين الدول .
هذا عكس مانشاهده فكثير من الساسة تحولوا الى مفسدين وسارقين , جُل همهم أكتناز الدولارات و وضعها في مصارف سويسرا , وشراء عقارات في لندن و نيويورك وغيرها من البلدان , لا بل أصبحوا يتنافسون فيما بينهم من يسرق أكثر , فرطوا بالبلاد و بالشعب من أجل مكاسبهم الشخصية وعندما تأتي الانتخابات يظهرون بمظهر الحمل الوديع , وتبدأ تحركاتهم الداخلية والدولية والأقليمية .
لكن ظهر رجال دولة نتفاخر بهم ذو تاريخ عرق ومشرف يقودون البلاد بالحنكة والسياسة الهادئة لبناء البلد , واليوم نفرح كثيراً عندما نرى نموذج لرجل الدولة في عراقنا الحبيب عندما سمعنا بأن محافظ البصرة , أستطاع أن يتعاقد مع شركة أمريكية كبيرة , تعمل في أكثر دول العالم وتمتلك ميزانيات هائلة , تدير المشاريع في العراق وتقوم بكتابة صيغة العقود التي تبرم مع الشركات المستثمرة , أو التي تقوم بأعمار البصرة وتراقب عملهم , أضافةً الى ذلك تقوم بتدريب كوادر عراقية .
نبارك هذه الخطوة الجريئة الصادقة للعراق ولأبناء البصرة الفيحاء تحديداً , نبارك في أتخاذهم هذا القرار المناسب في الوقت والمكان المناسب , وهي الأولى من نوعها لبناء دولة مؤسسات , وسد الطريق على الفاسد والمفسدين والنهوض بالواقع البصري , فنجاح تجربتهم نجاح كل العراقيين , وكنا بأمس الحاجة لرجال دولة لبناء الوطن وخدمة الشعب (والله من وراء القصد) .


