المالكي يلتقي روحاني وخامنئي اليوم
Thu, 5 Dec 2013 الساعة : 9:11

وكالات:
تكتسب زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى طهران، التي وصلها امس، على رأس وفد ضم مستشار الامن القومي، اهمية قصوى، لاسيما انها تأتي في اعقاب الاتفاق الدولي بشأن الملف النووي الايراني، الذي بمقدوره ان يسهم في تسوية العديد من الملفات في المنطقة، لاسيما الملف السوري، الذي يتوقع ان يسلك ذات الطريق، الذي اتبعته المباحثات الايرانية مع مجموعة 5+1، في اعتماد مبدأ الحوار، للتوصل الى حلول سريعة في انهاء الازمة.
والتقى رئيس الوزراء نوري المالكي في طهران امس نائب الرئيس الإيراني السيد اسحق جهانغيري ، في اليوم الاول لزيارته لجمهورية ايران الاسلامية ، وبعد اجراء مراسيم الاستقبال الرسمي ، بدأ اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، جرى خلاله بحث تطوير علاقات التعاون وبالأخص في مجالات الطاقة والغاز والاعمار والنقل بالاضافة الى شؤون البيئة ومكافحة التصحر، كما تم بحث موضوع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وقضايا المنطقة.
واكد رئيس الوزراء وفق بيان تلقت "الصباح" نسخة منه امس اهمية التعاون الاقتصادي، داعيا في الوقت نفسه الى أن يقف العالم متوحدا لمكافحة الإرهاب، وتجنيب المنطقة خطر الجماعات التي تحاول إشعال العنف الطائفي، وصولا الى تحقيق الاستقرار الذي يخدم جميع شعوب المنطقة. وأكد الجانبان على ضرورة ان يكون الحل في سوريا سلميا، والتعاون من خلال مؤتمر جنيف2 لحل هذه الأزمة.ويلتقي رئيس الوزراء، بحسب البيان، اليوم بالرئيس الإيراني السيد حسن روحاني والمرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيد علي خامنئي.
وعلى الرغم من ان الهدف الابرز من الزيارة، هو بحث السبل الرامية الى تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيزها في جميع المجالات، الى جانب بحث قضايا المنطقة، وتقديم التهنئة للرئيس الايراني الجديد حسن روحاني، بحسب ما اشار اليه بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، تلقت"الصباح" نسخة منه، غير ان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين امير عبد الله يان، ذكر خلال استقباله المالكي في مطار مهر آباد الدولي بطهران، امكانية توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وبحث الملفات المشتركة والعلاقات الستراتيجية التي تجمع العراق وايران.
ويحظى لقاء قادة البلدين، بالعديد من الايجابيات، لاسيما مع اقتراب موعد عقد مؤتمر جنيف2، الذي يتوقع ان يجد مخرجا نهائيا للازمة السورية، عقب نجاح الحوارات الايرانية-الغربية، في تسوية الملف النووي، وهو الامر الذي اكده السفير العراقي في طهران محمد مجید الشیخ، حينما اشار الى ان زیارة المالكي الی ايران "تحظی بأهمية بالغة في ظل الظروف الحساسة الراهنة في المنطقة، لاسيما انها تعد الأولى منذ انتخاب روحاني رئیسا للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة"، مضیفا ان "التفاهم بین دول الجوار في المنطقة، خاصة ایران والعراق، یحظی باهمیة بالغة فی ظل الظروف الحساسة الراهنة في المنطقة".
ووسط تلك الصورة، رحب برلمانيون بزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى ايران، مؤكدين ان الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في اطار تفعيل عدد من الملفات المشتركة، لاسيما الاقتصادية والسياسية والتجارية، فضلا عن الملف السوري، الذي اعتبروه من ابرز الملفات التي ستتم مناقشتها خلال زيارة رئيس الوزراء. النائب عن دولة القانون عباس البياتي، اكد ان زيارة المالكي الى ايران تأتي لأغراض تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين الجانبين، ومن اجل انفتاح العراق على جميع دول الجوار دون استثناء، لاسيما بعد الانفتاح مع الجانب التركي، وازالة العقبات من العلاقات بين الجانبين، وهو الامر الذي سيعمل على خلق علاقة متوازنة للعراق مع جميع دول المنطقة. وقال البياتي في حديث لـ" الصباح" ان هذه الزيارة تأتي في اعقاب تطورات داخلية واخرى خارجية مؤثرة، خاصة بعد انتخاب روحاني رئيساً لايران، وكذلك توصل طهران الى اتفاق مع اطراف 5+1 بشأن الملف النووي"، مشيراً الى ان العنوان الرئيسي لهذه الزيارة هو تفعيل الجانب الاقتصادي، وتبادل وجهات النظر والاراء في ما يتعلق بالملفات السياسية الاقليمية، لاسيما الازمة السورية، مضيفاً ان الانفراج بين اميركا وايران سيخدم بلا شك السلم في المنطقة. ولم يستبعد البياتي ان توجه دعوة الى الرئيس الايراني روحاني لزيارة العراق، مؤكداً ان علاقة العراق مع ايران لن تكون على حساب علاقتنا الاقليمية مع تركيا والسعودية، وليس على حساب علاقتنا مع اميركا واوروبا، وانما للعراق مفهوم للمسارات المتوازنة بالتعامل مع جميع الاطراف.الى ذلك، اوضح النائب عن الكتلة الوطنية البيضاء كاظم الشمري ان هذه الزيارة تاتي في ظروف خطيرة تمر بها المنطقة، مؤكداً على ضرورة انفتاح العراق على المجتمع الدولي بشكل عام وعلى دول الجوار بشكل خاص. وقال الشمري في حديث لـ" الصباح" ان الدول لايمكن ان تعيش بشكل منعزل عن الاحداث التي تحيط بها، والعراق بلد كبير ومؤثر ويستطيع ان يلعب دورا مهما في استقرار الامن في منطقة الشرق الاوسط"، مبيناً ان التقارب الايراني الاميركي الاخير كان للعراق دور فيه لحل مسألة الملف النووي الذي انعكست خطورته على المنطقة برمتها قبل ان يتم تسويته.
المصدر:الصباح