احداث النقب تعيد ذكرى اغتصاب فلسطين/طاهر مسلم البكاء
Thu, 5 Dec 2013 الساعة : 0:52

تناقلت الفضائيات صور مباشرة للجنود الصهاينة ،راجلة وخيالة ،وهي تنهال بالضرب بوحشية وقسوة على المتظاهرين الفلسطينين العزل ،وقد ذكرت وكالات الأنباء أعتقال احد عشر فلسطينيا ً من جراء المواجهات ولم يعرف على وجه الدقة الخسائر الحقيقية في صفوف المتظاهرين .
ويهدف الصهاينة الى هدم 40 قرية ومصادرة 700 الف دونم من الأراضي وتهجير ما لايقل عن 30 – 40 الف من سكان النقب .
والنقب صحراء فلسطينية واسعة وتشغل مساحتها اكثر من نصف الأرض الفلسطينية الواقعة تحت الأحتلال ،وقد اهتم بها منظري دويلة الصهاينة الأوائل واعتبروها الملاذ الرئيس لدويلة اسرائيل المستقبلية ،حيث يمكنها استيعاب اعدادهم التي ستهاجر لأستيطان ارض فلسطين،وكان اول رئيس وزراء اسرائيلي ( ديفيد بن غوريون ) يربط قيام دويلة الصهاينة بمقدار استغلالها لصحراء النقب .
وهكذا يجند الصهاينة اليوم حركات ومنظمات مسندة بتخطيط ودعم من الحكومة لأستيطان هذه المنطقة وطرد العرب الذين يشغلونها منذ زمن يسبق اغتصاب الصهاينة لفلسطين ، ومن اهم هذه الحركات هي حركة آياليم والتي تعني بالعربية الغزلان والتي تعمل على توطين الشباب من الصهاينة في النقب أما الحجة التي يسوقها الصهاينة لتهجير العرب وهدم بيوتهم وطردهم ،انها تقوم بتنظيمهم في مدن ،غيران ما يدحض ادعاءاتهم هو سماحهم للصهاينة من استغلال تلك الأراضي بعد طرد اهلها منها .
ويدل على اهتمام الصهاينة بالموضوع زيارة نتنياهولأكثر من مرة الى الحركات الصهيونية في النقب،و التي تعزز الدعم الحكومي بمجهودات ذاتية ،حيث ان اغلب البناء قد نفذ من قبل اولئك المتطوعون .
بتحريف التاريخ اغتصبت فلسطين :
. يدعي اليهود ومن ورائهم الصهيونية العالمية أن الله تعالى قد ملكهم الأرض بوعده لأبراهيم ( ع ) :
( لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات )
ولو صدقنا هذا الكلام فأن الله تعالى قد أعطى هذه الأرض الواسعة من النيل الى الفرات الى نسل نبي الله ابراهيم ( ع) ، وكما نعرف ان نبينا محمد (ص) هو صفوة نسل النبي ابراهيم من ولده اسماعيل والذي مكن له الأرض بخاتم الأديان السماوية :
( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)} [آل عمران [
وسائل الصهاينة لتغيير العالم :
تشير بروتوكولات صهيون التي وضعت في العام 1879 في اجتماع عتاة الصهاينة في بال في سويسرا ،الى ان وسائل الفتنة التي يسير على خطاها الصهاينة متعددة تمهد لتغيير النظام العالمي وتتمثل بأشاعة الفوضى والأباحية بين شعوبه وتقوية المذاهب الفاسدة وتقويض دعائم الدين والوطنية والأخلاق .
وعلى الرغم من عدم منطقية هذه الاهداف وتنافيها مع الشرائع السماوية والارضية ومع كل خلق غير أن الصهاينة بدأو بالعمل الدؤوب لتحقيقه وبذلوا الاموال الطائلة للدول المتنفذة انذاك ،وقد رفض السلطان العثماني رفضا ً قاطعا ً كل تعاون معهم بعكس بريطانيا التي مهدت الطريق لهم .
اين العرب مما يجري :
خير ما يوضح حال العرب اليوم هو مراجعتنا لأراء اليهودي برنارد لويس والتي تتصف بالسلبية تجاه العرب والمسلمين، حيث عزى تأخرهم عن أوروبا لأسباب ثقافية ودينية. كما رأى بأن العالم الإسلامي في حالة صراع مستمرة مع المسيحية وإن فترات السلم ليست إلا استعداد لفترات حرب قادمة.
عام 1948م نشر لويس دراسة في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية يقترح فيها تفتيت العالم الأسلامي من باكستان الى المغرب ،حيث يتحول العالم الأسلامي ،الذي يخيف اسرائيل الى فسيفساء ورقية تقوم فيها ما يقرب من مئة دولة ،ان هذا التقسيم سيولد صراعات وشقاق وحروب وآلام تزيد هذه الكيانات هزالا" فوق هزالها ،مما يجعل بأس هذه الكيانات شديدا" مع بعضها البعض وبالمقابل فأنها ستضطر لمسالمة أعداءها الحقيقين والتعاون معهم ،وسيجعل من دويلة اسرائيل هي الدولة القائدة في المنطقة .
كان برنارد لويس يبرر ذلك بأن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو استثمار التناقضات العرقية، والعصبيات المذهبية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها،ولكنه كان يخفي وراء ذلك عصبيته للصهيونية ،ومحاولته تدمير العالم الأسلامي ،حماية لدويلة الصهاينة ،ومع شديد الأسف أن هذا ما يحصل اليوم في الواقع ننفذه نحن المسلمون بأيدينا وأموالنا ،مع بعض المشورة والتخطيط و الدعم البسيط من اعداء الأسلام .


