المواطن بين الكهرباء والمسؤول -حمودي مصطفى جمال الدين
Mon, 8 Aug 2011 الساعة : 17:12

درجة الحراره تجاوزت الخمسين في يوم البصره الرمضاني هذا والكهرباء الوطني فارقتنا قبل عشرة ساعات بعد ان قلبتنا على ضرم وصطراع عصبي ونفسي هتك بكل كياننا في الساعتين المزعومتين والتي اجتزأت بنصف ساعة فقط لا غير فلم تترك لنا الا بيتا يضج وهجا وسخونة تنفثها جدرانه فتحيله الى قدر يطبخ ما فيه على نارهادئه. ونحن امام امتحان واختبار صعب يضعنا الخالق فيه فاما المعصيه والخروج عن وصاياه بارتشاف ( مجعة) من ماء فاتر ان وجد تطفئ لضى هذا الغليل المتوهج الذي يعتلج في الصدور واما الطاعه والرضوخ لتعاليمه باتمام يوم صيامنا وفيها مكسب وفوزا عضيما ليوم موعود ليس كمثله يوم .
قد يتهمني البعض باني ضعيف الايمان ولا طاقة لي على الصبر والتحمل بهذه المقارنة الفجه وكانني احاجج بها ربي واضعه بين خيارين .ابدا انا لا اشك قط بذرة من تعلقي بربي وايماني المفرط بكل تعاليمه ووصاياه لكن دون أي وسيط او تكليف هذه هي سليقتي ونهجي العبادي الذي فطرت عليهما دون أي مغالاة او مرآت تحجب ما بيني وبين الاهي الواحد الاحد الذي لاشريك له .
لم تكن هذه المقدمه تهريجا وهذياننا بخرته سخونة الجو والارتفاع المذهل لدرجات الحراره وانما دافعا لا اراديا حفزني على كتابة هذا الموضوع وسط هذا الجو الخانق المشحون بالزيف والرياء والنفاق الذي تنفثه سموم هؤلاء الساسه والقاده اللذين اعتلو صهوة المجد والشهره في لي عنق الحقيقه واستغفال الزمن فادمغوها بكذبهم وريائهم ومكرهم الذي جبلت طينتهم عليه فتسربلو بلباس الدين وتبرقعو بعياءة المذهب واوسعو من سواد جباههم بكثرة السجود وزينو اصابعهم بمحابس التقوى والبركه واطالو السبح واكثرو من الحوقله والاستغفار وتهجدت نبرات اصواتهم خشوعا وتقربا لله في مواعضهم وخطبهم لاستدرار عطف اتباعهم ومريديهم ومنهم من استبدلو زيتونهم وسحنة وجوههم بالامس ايام قائدهم الضروره مرتدين جبة الايمان وزبون الفضيله معتمرين عمامة ناصعة البياض او السواد حسب الادعاء المرجعي ,,معطرين بالخبث واللؤم والضغينه نادبين متأأسين للضحايا والدماء التي اريقت على مذبح حرية العراق وانعتاقه من جلاديه ومتجبريه .
وتحت هذا الزيف والخديعه والادعاء الكاذب الذي يتسترون خلفه ويتخذوه ملاذا وظلا لتمشية مصالحهم ومنافعهم الشخصيه في السرقه والتزوير والسلب والنهب والتلاعب بالمال العام والعقود مع شركات ومستثمرين وهمين وبملاين الدولارات وبعد ثمان من السنوات المثقلات بالماسي والهموم و المغمسات بدماء الابرياء والثكالى والايتام والعراق من سيئ الى اسوء رغم ميزانياته الخياليه التي تفوق التصور .وبالاخص ما انفق منها على قطاع الكهرباء والذي حسب ما صرح به وزير الماليه الحالي بان ما صرف على الكهرباء لمدة ثمان سنوات تعدى الثمانون مليار دولار ولكي يعزز قوله تاكيدا بان هذه المبالغ تكفي العراق بكامل شعبه للعيش بمنتجعات اوربا باحلى الشقق الفاره و المؤثثه بالكامل تمليكا خالصا )
اليس هذه استهانه بمقدرات وثروات الشعب الذي ااتمنهم ومنح الثقه لهم لادارة دفة الحكم ,, فما كانو عند حسن الضن بهم وخيبو كل آماله التي كان يصبو لها فلا غرابة من ان يلوذ البعض في هذه الليالي الرمضانيه من الشهر الفضيل والمفعمه بالخشوع والابتهال ان يلهجو بالتوسل والدعاء من انقاذهم وتخليصهم من هذا الواقع المزري المنقع بالفساد والحرمان لابسط ما يتمناه أي مخلوق على وجه الارض ابتلى بما ابتلى به هذا الشعب الصابر المثابر الممتحن على البلوى والرزايا .
لكن الانكى والامر من كل ذلك ان تصل دنائة المسؤول بعد ان كوش على الجمل بما حمل في سرقة كل خيرات هذا الشعب ورزق ابنائه .. ان يتطاول وبكل لئم وخسه على النفس الباقي والمتهالك من الكهرباء المخصص لابناء الشعب والذي يفتقر الى ابسط مقومات التبريد والتهويه . وامعانا منه في الاستهتار والاستهانه والاستفزاز لمشاعر الناس واحاسيسهم والتلاعب باعصابهم وهم يحترقون بلهب وحرارة جو اب الخانقه والسيد المسؤول ينعم هو وعائلته في بخيخ التكيف والماء المثلج حيث لا ترمش الكهرباء حسب المصطلح العراقي لحظة في بيته علما انه يسكن في قصور وفلل فارهه بين بيوتات هذا الشعب المغلوب على امره وهو يستمع لضجيج مكيفاته ومولداته التي هي غالبا ملكا صرفا للدائره التي ينتمي اليها اذا لم يكن لديه خط طوارئ خاص ,,ناهيك ان الكاز مجانا له يستلمه على نفقة دائرته وان المشغلين للمولد ورجال الصيانه من شرطة او جنود الحمايه الخاصه بالمسؤول فضلا عن سيارات النقل وسيارات الدفع الرباعي المسخره جميعها لعائلة المسؤول ومتطلباتها والتي تضج بها شوارع المواطنين .
واستعارة من قول مولانا امير المؤمنين ( عجبت من لا يجد القوت في بيته ان لا يخرج شاهرا سيفه) .ز
الكهرباء وبهذه الايام الملتهبه والمثيره للاعصاب افضل للمواطن منها على الغذاء فعجبت لمن لا يجد الكهرباء في بيته ان لا يخرج شاهرا صوته وهو اضعف الايمان .
ولمن المشتكى ياشعب العراق .... فالصبر مفتاح الفرج.