عمالقةالفكر وأقزام الظلام!../كاظم الخطيب
Wed, 4 Dec 2013 الساعة : 23:07

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) ..الحسد خلق ذميم، طالما كان مرافقاً للإنسان، وإن الذين يمارسون هــذه العادة السيئة، هــم من المحرومين من نعم تفضل الله بها على غيرهم، والحاسد: هـو مـن يتمنى زوال نعمـة الغيـر، حنقاً وغيضاً وبغضاً، لما يرى فيـه غيره من النعم التي خصـه الله بها.. لذلك نجـد الكثير من الحاسديــن، على الرغم من ضئالة شأنهم، وقزمية أحجامهم، يتطاولون بين الفينة والأخرى، على عمالقة يعلونهم شأنا، ويفوقونهم قدراً، ولم يعلم هؤلاء الأقزام، بعد الفرق الشاسع بينهـم، وبيـن من لايصدق عليهم القول، إلا أن يكونوا عمالقة، في النضال، والفكــر، والأدب، والنسب، كما هــو شأن آل الحكيــم، الذين خصهـم الله، بفضيلـة الريادة فـي العلـم، والأسبقيـة في الجهاد، والكفاءة فـي القيادة، والشرفيـة في النسب، فقــد أغاضت هـذه الخصال الحميــدة- والتي إمتاز بها آل الحكيـم- الكثير من قصار القامات، ومطأطئي الهامات، والذيـن تخلـو أفعالهم من الكرامات، وملامحهم من العلامات، ممـن لايصدق القـول عليهـم، إلا إنهم أقزاما في دنيا الرجال، وما(هدام) عنا ببعيـد، ولا من تصدى لأفعـاله بثوب جديــد، أمثال من هـو إسم على غير مسمى، والذي طمع في رضا أسياده، من خلال تقديم الدليل على إستعداده لفعل أي شئ، في سبيل كسب ودهم ورضاهم،فقبل زيارته للولايات المتحدة الأميركية ومن خلال ما قرأته في إحدى الصحف ..نصه«يذكر ان الاديب صادق على قرار هيئة الراي قبل سفره الى واشنطن بثلاثة ايام في رسالة الى المعنيين بالادارة الامريكية بتخليه عن بعض ثوابته وإستعداده للذهاب مع الامريكان الى مايريدون.» و ما قرار هيئة الرأي، إلا إستبدال أسماءاً لقاعتين، كانتا تحملان إسم السيد الشهيد محمد باقر الحكيم، بأسماءاً أخرى، ولا عجب في أن يتخذ وزير التعليم العالي وهيئة الرأي - ممن لا رأي لهم – مثل هذا القرار، إذ لا بد من إثبات ولائهم لأسيادهم، من خلال ضرب كل ماهو وطني، وفقا للضوابط المعمول بها في البيت الأبيض، عسى، أن يمنوا عليهم بولاية ثالثة، لما أثبتوه من الولاء المطلق والتبعية السياسية التي لاتعترف بالثوابت الوطنية،من خلال الإستخفاف بالرموز الوطنية، والقفز على كافة الإتفاقات والتوافقات مع شركائهم في العملية السياسية ، فالمهم ، وبالدرجة الأولى، رضا واشنطن، والبقاء في السلطة، وليذهب كل تحتويه كتلة الأرض الممتدة من زاخو حتى الفاو، إلى الجحيم، ولو أنهم إحتكموا الى العقل وإلى ضمائرهم لوجدوا أنه لم يكن هناك من داع لكل ذلك،فلو إنهم عملوا بما وعدوا،وإلتزموا بما ألزموا أنفسهم به أمام شعبهم،لما إحتاجوا ألى الإستعانة برعاة البقر،وأنا على يقين بأن الشعب العراقي، لما يمتاز به من النباهة، والدراية، والقدرة على التحليل،لو رأى منهم حرصاً على مصالحه،ونزاهة في إدارة موارده،وجدية في تحقيق أمنه، وضمان سلامته،لما تخلى عنهم ولأولاهم ثقتة مطلقة،ودعما يفوق أي دعم خارجي حتى وإن كان أمريكيا،ولكنهم خسروا ثقته،إذ لم يكن أمن ولا أمان،ولا نزاهة ولا عمران،ونتيجة لما إرتكبوه من الأخطاء الجسيمة، أصبحوا في حال لا يسمح لهم البقاء في السلظة من خلال الدعم الشعبي،مما دفعهم إلى شراء الذمم، والعمل على تسقيط الآخرين، وطلب الدعم من قوى خارجية- كان لها الدور الأكبر والأساسي لما يعانيه العراق من حالة الفوضى- والعمل على إستهداف الرموز الوطنية، فلو إنهم كانوا قد أنصفوا أنفسهم، قبل غيرهم، وكانوا خصما شريفا، وتحلوا بذرةٍ من نبل، لكان خيراً لهم، ولكنه الحقد القديم ذاته، فلم أنسى شماتة الأقزام، حين إستشهد ذلك العملاق، ليرتمي بين أحضان جده أمير المؤمنين عليه السلام.. إذ تمثلتُ حينها لشامت قزم بالبيت الشعري القائل ..
أيا شامتا بالمــــوت لاتشمتن بهم .. حياتهــــم فخــــر وموتهـــــم ذكـــــر
أقامـوا بظهـر الأرض فإخضـر عودها .. وصاروا ببطن الأرض فإستوحش الظهر
نعم، فهم من يستحق أن يكون رمزا للعراق و وساما لكل الشرفاء، وقد فات هؤلاء بأن الأقزام من شأنهم أن يتكاثرون، أما العمالقة فإنهم يتجددون؛ وإن من يحاولون تغيير إسمه باق؛ ولايظن أحدهم إن رفع إسمه من على واجهة قاعة أو مؤسسة، هو حط من شأنه – حاشاه – بل أقولها لكم وبكل قناعة..! حسنا فعلتم،فلا يليق بكم غير مافعلتم،وأما إسم الحكيم فهو أكبر من أن يحمل إسمه قاعة أو مؤسسة صغيرة .فلا يليق به إلا أن يحمل إسم العراق كما يليق بالعراق أن يفتخر بأمثاله من العمالقة المتجددين .
فقد كان الحكيم محسناً وصار محمد باقراً وتألق عزيزاً وأشرق عماراً ..فإين أنسابكم التي تدعون ؟...


