اسئله حول تشابيه الاسد !/فراس الحساني
Wed, 4 Dec 2013 الساعة : 0:51

الشعائر هي مجموعة من الممارسات والاعمال التي تهدف الى تذكير الانسان المسلم بثوابته الاسلامية. فالمسلم المؤمن بقضية ما تكون الشعيره هي الجانب الظاهر و المحسوس لهذا الايمان. فالطواف حول بيت الله الحرام شعيره يعبر فيها المسلم عن تعظيمه لله عزوجل بينما الشعائر الحسينيه يقوم بها المسلم كتعبير ظاهر على نصرة الامام الحسين (ع) وال بيته واصحابه عليهم السلام اجمعين.
هذا العام في محرم الحرام عرضت قناة الانوار الفضائيه عزاء "تشابيه" لجثمان الامام الحسين عليه السلام وقد وقف أسد على جثمانه يقوم بحركات اللطم والجزع كما يقوم بها البشر. ورغم اعتقادي ان تشبيه الاسد ليس من القسوه كما التطبير او الزنجيل او المشي على الجمر او حتى استخدام ادوات الموسيقى والطرب الصاخبه اثناء العزاء, الا انه يبقى غريبا بعض الشيء لمن لا يعرف "اصله". ومن حقنا ان نتسائل ،ما هو الاصل الشرعي لهذه الشعيرة - ان كانت شعيرة - و هل لهذا النوع من التشابيه اصل قرأني او روائي؟
الجواب - نعم لمن يعتقد به - استنادا الى روايات تحدثت عن ظهور اسد في كربلاء بعد يوم العاشر من محرم. اخترت منها اثنين - ذكرها المدافعين - للتعرف على نوعية هذه الروايات.
الرواية الاولى منقولة من كتاب (مشارق انوار اليقين في اسرار أمير المؤمنين عليه السلام ) للحافظ رجب البرسي ونص الرواية ان فضة رضوان الله تعالى عليها وهي خادمة السيده الزهراء عليها السلام قد تعلمت دعاء عن الأمام امير المؤمنين عليه السلام ودعت بهذا الدعاء في ليلة الحادي عشر من محرم فجاء أسد لحماية الاجساد الطاهرة لحين وصول الامام السجاد عليه السلام ودفن اجساد الشهداء[1].
الاسئله حول هذه الرواية تبدا بمصدر الروايه وهو البرسي، فمن هو الحافظ البرسي الذي توفي عام ٨١٣؟ هل هو فقيه ام شاعر واديب؟ وان كان فقيه فمن هم اساتذته؟ واين تعلم ؟ وهل هو شيعي اصولي ام شيخي؟ ثم ما هي طريقة الحافظ رجب البرسي في الكتابة وهل علم الحروف والارقام واستخراج الشفرات عن طريق الحروف علم اسلامي اصيل ام فكر صوفي او غنوصي كما يقول الاستاذ حيدر حب الله؟ ما هو رأي علماء الشيعه المخالفين للبرسي؟ امثال السيد محسن الامين وما هو رأي المؤيدين له كالشيخ عبدالحسين الاميني ؟ ولماذا شن عليه السيد هاشم معروف الحسني هذه الهجمة الشرسة في كتابه الموضوعات في الاحاديث والاخبار ؟ و هل الكتاب ( مشارق انوار اليقين) من تاليف البرسي اصلا ام منسوب اليه؟ ثم هل الرواية اعلاه مذكورة في احد الكتب الروائية الاربعة ( الكافي ، الاستبصار..) ؟وهل لها سند هنالك؟ واذا كانت كذلك فمن هم رجال السند وما قوتهم؟ وان كانت بدون سند فكيف وصلت الى القرن السابع - للبرسي- وهل يجوز العمل برواية من دون سند؟
ولو سلمنا جدلا ان السند صحيح يبقى المتن يثير جملة من التسأولات. فهل ان السيدة فضه رضوان الله تعالى عليها من بنات ملوك الهند ام من النوبة؟ ولو قطعنا انها من الهند وتعلمت الكيمياء هناك فما علاقة الكيمياء بعلم الحديث مع الحيوانات كما في سياق الرواية؟ و هل ثبت ان السيدة فضه كانت في كربلاء يوم الطف؟ وهل كانت في عام ٦١ على قيد الحياة؟ هل كانت لوحدها ام مع ابنائها وزوجها؟ وهل الاشاره التي ذكره الكليني رحمه الله عن حقيقة وجودها في الطف حقيقة تاريخية ام مجرد استنتاج؟ وهل هنالك حوار قد جرى بين السيدة فضة و احد من اهل البيت عليهم السلام خلال رحلتهم الطويلة؟ ثم لماذا اختلف اسلوب السيدة فضة في هذا الروية عن اسلوبها القرأني المعتاد في روايات اخرى نقلها الكليني؟
اما الروايه الثانيه في منقوله في كتاب بحار الانوار الجزء ٤٥ وتقول ( عندما بقيت جثث الحسين واهل بيته وأصحابه في كربلاء بعد رحيل الجيوش يحكي رجل أسدي حادثة قدوم أسد الى منطقة الشهداء فانتظر هذا الشخص ليتأكد إن كان الأسد سيأكل الجثث فتخطى القتلى حتى وقف على جسد كأنه الشمس إذا طلعت فبرك عليه فقلت يأكل منه وإذا به يمرغ وجهه عليه، وهو يهمهم ويدمدم، فقلت: الله أكبر، ما هذه إلا أعجوبة، فجعلت أحرسه حتى اعتكر الظلام، وإذا بشموع معلقة ملأت الأرض، وإذا ببكاء ونحيب ولطم مفجع، فقصدت تلك الأصوات فإذا هي تحت الأرض ففهمت من ناع فيهم يقول: وا حسيناه! وا إماماه! فاقشعر جلدي فقربت من الباكي وأقسمت عليه بالله وبرسوله من تكون؟ فقال: إنا نساء من الجن فقلت: وما شأنكن؟ فقلن: في كل يوم وليلة هذا عزاؤنا على الحسين الذبيح العطشان. فقلت: هذا الحسين الذي يجلس عنده الأسد؟ قلن: نعم، أتعرف هذا الأسد؟ قلت: لا، قلن: هذا أبوه علي بن أبي طالب، فرجعت ودموعي تجري على خدي!)[2].
هذه الرواية ليست اقل غموضا من سابقتها.منقوله عن مجهول "رجل من بني اسد" ومتنها عجيب احتوى حديث مع نساء من الجن تحت الارض كما تقدم عقيدة تناسخ الارواح وانتقال روح الامام عليه السلام الى اسد!. فهل اصبحنا نؤمن بانتقال الروح الى الحيوانات؟ وهل تستقيم هذه الروايه مع ايات من كتاب الله الحكيم مثل {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} او قوله {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}.
في النهاية، لا امتلك الاجابه على الاسئله المطروحه حول الرواية الاولى ولا اعلم تفسير للرواية الثانيه وما تعني. لكن ليس لدي شك ان من قدم هذا النوع من التشابيه كشعيرة وبثها على الفضائيات لديه الحجج والبراهين للدفاع عنها ولديه اجابات لمنتقديها نتمنى سماعها.. وبعدها ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.
والسلام
[1] http://www.alshirazi.net/karbala/amaken/03.htm
[2] http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/1476 … الصفحة_196


