العراق على نار هادئة!/قيس النجم

Tue, 3 Dec 2013 الساعة : 5:01

دائماً ما يدعي, اصحاب الفخامة والكياسة, في حكومتنا اننا بنينا دولة, ولكن هل نجحوا حقاً في بنائها؟
الدولة المتكاملة والصحيحة, لابد أن تمتلك كل المقاييس والمعايير, وينطبق عليها مواصفات الحقيقية المكملة لها, والاسس المتينة, وإلا ستكون ناقصة, واذا كانت كاملة, وينطبق عليها كل هذا, أذن الى اين سوف نصل؟ وماهي مردوداتها علينا؟ واذا لم تنطبق ماذا نفعل؟ ونحن في زمن الديمقراطية!

الحقيقة مرة, لابد علينا أن نتجرعها؛ لأننا لمسنا الاخفاق, وكان كبيراً جداً, لاسيما ونحن خرجنا من دولة دكتاتورية, الى دولة فاشلة!

الفساد هو المتسيد, وينخر جسدها الضعيف, والتقصير الحاصل واللا مبالاة, سمات واضحة للجميع, في كل مفاصلها, وفقداننا للحرية في ابداء الرأي و أيصال أصواتنا, ولا نملك ابسط حقوقنا الشرعية, التي تجعلنا نشعر اننا بشر, نعيش في هذه الدولة (بعزة وكرامة), والفشل داء يصعب معالجته, بهذه الشخصيات التي تجلس على رأس الهرم, وما تتمتع به من ضعف في القيادة, بيد ان اسباب كثيرة جعلت هذه الدولة فاشلة؛ ومنها العلاقات الغير جيدة مع المجتمع الدولي, وكذلك سرقة اموال الشعب عن طريق الصفقات المشبوه, وعدم الاهتمام بتنمية المؤسسات, لتكون دولة مؤسساتية, والخلل الكبير في تطوير البنى التحتية, بسبب مافيات الفساد المستشري فيها؛ مما جعلها فارغة من كل محتواها الحقيقي, وفقدت بكل امتياز تسميتها كنظام متكامل, لدولة قائمة بمستوى العراق؛ كل هذا نتاج الاخفاق الصريح في ادارتها, وحصاد الفشل من قادتها الفاشلين.
هناك اكثر من سبب يجعل من الدول تتفكك؛ منها الاحتلال من قبل دول اخرى, وفرض سيطرتها وتفكيكها, وايضاً الاتحاد مع أخرى, يجعلها ضعيفة وسهلة الهدم, وهناك اخطر الانواع: هو الخلل الداخلي_ الاساس الضعيف_ تعدد الاطياف_ التضارب في الافكار_ الاختلاف في الاديان, والمصداق على هذا, السودان من افريقيا _ ويوغسلافية من اوربا, بعد ان تبين إن فايروس يعيش داخل أسس هذه الدول, والعراق مهدد بقوة للإصابة بهذا الوباء.

وهذه كارثة عندما لوحظت ملامح التفكك, وهي ترسم بريشة السياسيين؛ في مناداتهم العقيمة باسم المذهب أوالطائفة, متناسين أن قوته في وحدته.

عليهم أن يتصرفوا بصورة صحيحة, والتركيز على دولة المؤسسات, لكونه الحل الاوفر حظاً, للخروج من هذا المأزق, وعدم الكيل بمكيالين, ومحاسبة المقصرين, والتصدي لكل الهتافات المنادية بالطائفية, وكذلك محاسبة الساسة, الذين يسعون للاستفادة المادية, على حساب البلد, وإلا سيكونون نموذجاً فاشلاً بكل المعاير العالمية, ويقدمون العراق على طبق من ذهب, وهو مفكك ومشتت, الى الدول التي تتربص وتسعى منذ سنين الى تحطيمه. 

Share |