الأنتخابات ويوم السعد/طاهر مسلم البكاء
Sun, 1 Dec 2013 الساعة : 2:36

تنقل الحكايات الشعبية القديمة ان ملكا ً واسع الملك كان له يوم سعد كل عام يخرج فيه تحيطه الحشم والخدم فيغدق العطاء والهدايا لكل من يلتقيه ،وبنفس العام فأن له يوم نحس وفيه الويل كل الويل لمن يقابله ، تذكرت هذه الحكاية القديمة وانا اشاهد ساسة العراق وقادته وهم يغطون في سبات طويل لايرون فيه احد من الناس ولايراهم فيه ،ولكنهم يخرجون من سباتهم ويهبون على اعلى المستويات اذا قربت ايام الأنتخابات وبدات حاجتهم لكسب اصوات العامة .
انهم يهبون هبة رجل واحد فهذا يصرح تصريحات نارية من انه سوف يعمل ويبني ويقوم بكذا وكذا ،والآخر من توفر له السلطة امكانية التصرف تجده يتذكر الفقراء والمعوزين ويتمنى لهم ايام سعيدة واوقات هانئة ،والأخر يوزع البطانيات خوف ان يشعرون بالبرد القارص ،وغيره يبدأ بأنتقاد زملاءه من الساسة ليبرز وكأنه الوحيد القادر على حل مشاكل العراق .
من حق العراقي ان يقول لهم اين كنتم في الأربعة سنوات الماضية ولماذا وقد كنتم في سدة الحكم والتشريع أهملتوا البلاد فأصبحت مرتعا ً للأرهاب والأرهابين وأصبح قتل العراقيين امرا ً عاديا ً تتناقله انباء العالم يوميا ً وكأنه مباريات دوري كرة القدم ،لماذا في عهودكم اصبح الدم العراقي رخيصا ً دون رد حازم ودون اجراءات فعّالة رغم التكنلوجيا الحديثة المتوفرة اليوم التي تسهل كشف القتلة وفضحهم ، كم محافظة عراقية اليوم تنتشر كاميرات المراقبة في شوارعها وساحاتها العامة ،وكم منها يتوفر فيها اجهزة سونار متطورة لكشف المتفجرات ،ورغم ان هذه المستلزمات هي اهم بكثير من السيارات الفارهة المظللة التي توزع للسادة المسؤولين ولكن السيارات متوفرة ولكن الكاميرات لاوجود لها واجهزة السونار لم تحدث لحد الأن حيث لايزال الجهاز القديم ،الذي ثبت فشله من قبل الشركة المصنعة ، يستخدم في شوارعنا رغم علم الأرهابيين بأنه لايعمل .
لماذا لايزال العراقييون بدون خدمات بحيث انهم اصبحوا يخافون المطر ،وبدلا ً من صلوات الأستسقاء التي كانوا يؤدونها طلبا ً للمطر اصبحوا يتوجهون بصلواتهم يبتهلون كي لاتمطر ،ولماذا لاتزال الشوارع والجسور القديمة لاتتناسب مع اعداد السيارات التي دخلت عشوائيا ً وبدون تخطيط ،وبذلك بدأت تسبب موت الناس في حوادث الطرق بأعداد لاتقل عن الأعداد التي ينالها الأرهاب ،لماذا رغم الميزانيات الأنفجارية لاتزال نسب كبيرة من العراقيين تعيش تحت خط الفقر ولايجد العراقي الوظيفة المناسبة التي يعيش منها رغم انه يتخرج من كليات معتبرة ،واصبحت مدن العراق وبضمنها بغداد خرائب قد سبقها وفاتها الزمان ،ولماذا اصبحت قطعة الأرض من اكبر امنيات العراقي ،الذي أخذ يسكن مناطق الطمر الصحي مجبرا ً او يسكن في تجمعات غير نظامية ،حيث تسكن كل اربع او خمس عوائل في دار واحدة وان كل من يحكم العراق يؤخذه طابو صرف له ولحاشيته يتصرف به كيف يشاء ،ولماذا ولماذا ...
ان وصول العنصر النزيه والكفوء سوف يوفر الكثير على البلاد وعلى الشعب ، فلن تكون هناك قرارات ارتجالية ، لن يكون هناك فساد مالي وأداري ، لن تكون هناك خصومات سياسية لامبرر لها تعود على امن البلاد ومصلحة العامة ، وستعود بالنفع على العلاقات الخارجية وأستغلال أمثل للأمكانيات والثروات المتوفرة وتحسين الأقتصاد وارتفاع المستوى المعاشي وتحسن الوضع الأجتماعي ، و ستنخفض الجريمة الى أدنى مستوياتها وينعدم الفقر ويتحسن المستوى الصحي ،وبالمقابل يحلم من هم بالحكم بالبقاء والأستمرار ،وعليه لتحقيق ذلك ان يساءل نفسه قبل ان يبدأ حملة انتخابية جديدة ليكون صادقا ً مع نفسه ومع الناس ،هل يتمكن فعلا ً من تقديم الخدمة لعموم المواطنين ام انها سنوات يقضيها كالسنوات السابقة وكفى .
مع ان السياسيون الحاليون لايزالون يمتلكون جزء كبير من التأثير في العملية الأنتخابية وفي الطرق الأنتخابية المتبعة بما يخدم عودتهم ثانية ، غير ان من المتوقع ان تكون للشعب كلمة وصدى واسع وقد تختفي كتل وأحزاب كبيرة وتبرز شخصيات أخرى لم تكن معروفة على مسرح الحياة السياسية العراقية ، ولكن يجب على الجميع ، السياسيون والناخبون ان يضعوا مصلحة العراق وشعب العراق فوق كل أعتبار ، وعدم الركض وراء المصالح والأمتيازات الخاصة ،ومن اولى الأعتبارات وضع ضوابط متينة تتيح للمرشحين الكفوئيين بالترشح بعيد عن الحزبية والشخصانية التي لم تجلب للعراق سوى الأحتراب والتفكك في الوحدة الداخلية والأنشغال عن الهموم الحقيقية للمواطن العراقي .