الغرب والدول العربية/محمد هديرس

Fri, 29 Nov 2013 الساعة : 2:02

عندما نرجع قليلا الى التأريخ فلو تحدثنا عن العصر البابلي وما هي طبيعة الاستعمار الذي يكون فيه لوجدنا أساسها الزراعة وعندما نأتي الى العهد الاسلامي لوجدنا أساسها العقيدة واستمر هذا الحال الى الثورات الفرنسية التنويرية ضد الكنيسة بعدها الثورة الصناعية الكبرى التي تغير العالم الغربي في نظرته الى الحياة من العلوم اللاهوتية والفلسفية الى العلوم الطبيعية فأصبح العلم هو االاساس الذي على أساسه يتكون الاقتصاد.

لعل الكثير من المحللين وخصوصا المتدينين منهم لازالوا يعقتدون ان دول الغرب تتحارب معهم حربا عقائدية بمنظورها العام , نعم نحن لا نغفل هذه كانت ردة فعل طبيعية من قبل رجال حملات التنوير التي انطلقت من فرنسا حتى انتشرت على دول الغرب هي كانت ضد تعسف سلطة الكنيسة والتي كانت هي السائدة في تلك البلدان ومن خالفها يعدم أو يحتجز ويعزون كل أوامرهم هي من الرب ومن خالفها يخالف الرب الى أن وصلت الكنيسة الى مرحلة تبيع صكوك الغفران في الجنة وجاء أحدهم واستغفل رجالات الكنيسة آنذاك واشترى النار وأنهى مؤامرتهم لكسب الاموال.

نحن في عصر الاقتصاد فكل الحروب والاحتلالات والفتن يكون أساسها الاقصاد , ولعله لا يخفى على الكثير ان البلدان العربية تمتلك كميات من المادة الاولية لا تملكها دول الغرب فلو استقرت الدول العربية أمنيا وهدأت الفتن بها سيكون حتما التوجه نحو العلم والتكنلوجيا , فالان كما نعلم ان دول الغرب هي التي تتحكم في الاسواق على الرغم من أن النفط هو حيازة الخليج العربي.

فتصور لو أن الدول العربية كانت مستقرة أمنيا ومتئآلفة فيما بينها وبيدها المادة الاولية بعدها يكون العلم أيضا بمتناولها ماذا سيكون حال دول الغرب؟
التي تستورد المادة الاولية من دول اخرى لا نقول العرب فقط النفط , فمن سيكون أكثر انتاجا وبأقل ثمن من يستورد المادة الاولية أو من يستخرجها من أرضه وينتج المنتوج.

كانت أكبر نقطة ضعف لدى العرب هي انشقاقتهم العقائدية التي تولدت منذ انبثاق الاسلام التي تعتبر جوهر الخلاف بينهم حيث بدأت بعد وفاة الرسول " ص " مباشرة هنا انشقت الصفوف وبدأت تتعاظم هذه الانشقاقات الى ان تولدت الفرق الكلامية حتى وصلنا الى نهايات القرن التاسع عشر حيث بدأت الحركة التكفيرية الوهابية التي كانت هي السلاح الاول الذي سيدخل تلك الدول من دون خسائر مادية أو بشرية.

وها نحن الان نتصارع فيما بيننا ويبيد أحدنا الاخر ونتسابق على العلاقات مع الغرب للحماية ليس للدعم التقني والعلمي , فالعالم منشق الى قسمين رئيسين هما الرأسمالية والشيوعية كلاهما حركتان اقتصاديان والصراع بينهما بان منذ 1922م من سيثبت وجوده وما نحن العرب الا أدوات الى هذا الصراع , فهنيئا لنا بالقتال ووهن القومية , وهنيئا لنا بتمزيق ديننا بأنفسنا , وهنيئا لنا بهدر اقتصادنا.

Share |