قرارات تقود إلى التدمير/محمد خالد السبهان
Thu, 28 Nov 2013 الساعة : 2:08

إن مشكلة التعليم في العراق ليست بمشكلة جديدة , بل هي مشكلة قديمة , ولكنها تفاقمت اليوم بشكل كبير جدا، كون قطاع التعليم عانى ويعاني ما يعاني منه البلد برمته وكافة قطاعاته من غياب للمؤسسات و من حالة أمنية متدهورة وفوضى يؤطرها الفساد الأداري والمالي والذاتي بشكل لم يسبق له مثيل .
فالتدهور الذي أصاب التعليم العالي في العراق منذ عقود خلت نتيجة السياسات الخاطئة للنظام السابق والمتمثلة بتسخير هذا القطاع لمآرب سياسية ، ناهيك عن الحروب وفترة الحصار الذي تأثر به هذا القطاع بشكل كبير ، حيث انقطع عن العالم تماما وبات يعيش في عزلة خانقة ويعاني من مشاكل جمة انعكست على المستوى العلمي والأجتماعي لطرفي المعادلة الرئيسية لهذا القطاع، الأستاذ والطالب . وبعد سقوط النظام السابق وأنهيار مؤسسات الدولة تعرض هذا القطاع بمؤسساته المختلفة المدارس والجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث والمكتبات الى عملية نهب وسلب وتدمير ليضيف الى اعبائه عبأً آخر لا يقل خطورة عن السابق، من تفشي الفساد الأداري والمالي وانخفاض المستوى العلمي وغياب المعايير الموضوعية لعملية التعليم، ومحاولة بعض اطراف المعادلة السياسية في البلد الى تسيس هذا القطاع وكنتيجة للمحاصصة الطائفية والحزبية التي تتسم بها مظاهر الحياة العراقية اليوم أقتصاديا وأجتماعيا وثقافيا وسياسيا. ورغم سعي الوزارة الى الأصلاح بما لديها من امكانات والحث على عدم تحويل المدارس والجامعات والمعاهد الى مقرات حزبية وطائفية , والنأي بهذا القطاع عن الصراعات والتجاذبات السياسية والدينية والعرقية، إلا أن المشكلة أصبحت ألآن مشكلة مصير، على المستويين الداخلي والخارجي |