الاستثمار بالاستئثار/كريم السيد
Thu, 28 Nov 2013 الساعة : 1:58

باتت الامم تعرف بمفكريها وثوارها ورجالاتها, ورُبّ أمة عرفت برجل, اذ أن الانساني يختصر المفاهيم ويختزل الرموز بفكره, فيجعل الامم تسمى محمدية وماركسية زرادشتية وهكذا.
ولأننا حسينيون, وهو ما نقوله هذه الايام المباركة ونحن نعيش ذكرى عاشوراء الثورة والانتصار, لابد لنا من الاقتداء بالحسين أولا والاستلهام منه ثانيا. ثم الاستثمار بهذا الاستئثار.
الاستثمار الحسيني يبدا من تنويره لحاجات المجتمع وقولبتها في تلك المناسبات التي تشهد إقبالا غير قليل, حملات ومبادرات من شأنها أن تجعل من الشهر مناسبة للتصحيح وهو بإعتقادي الهدف الأسمى لهذه الثورة.
مثلا, قبل عام على ما أتذكر كانت هناك حملة أطلقتها الامانة العامة للعتبة الحسينية تقضي بجمع تواقيع من زوار مرقد الامام الحسين بالتعهد أمام الله والامام الحسين ع بعدم التعامل مع الرشوة وكافة أوجه الفساد الاداري والمالي, اقبال كبير شهدته الحضرة الحسينية واستغلال أمثل للمناسبة وهي الداعية لإجتثاث الفساد والظلم والإفساد.
إحياء منظومة القيم المعطلة التي يحتاجها المجتمع; لهي من أكبر مكاسب استغلال عاشوراء الحسين, يمكننا أيضا ان نجعل يوما للنظافة وآخر لنبذ منكر الفعل والقول, يمكن ان توزع تلك على أيام العزاء العشر, ليكون كل يوم بشعار معين هدفه الصلاح.
واحدة من تلك الافكار, تخصيص يوم لنشر مبادئ الحسين وفكره والحث على الإجتهاد في العلم والمعرفة, أتذكر في العام الماضي, وفي مدينة الكاظمية تحديدا, أن موكبا كان يقوم ببيع وإعارة الكتب للزوار فرحت في سري كثيرا, وبرغم قلة الاقبال قياسا بالشعائر الى أن مجرد تكرار الامر والتوجيه له يجعل منه منهجا بالإمكان استغلاله بالمستقبل.
الزنجيل مثلا, يمكن أن يكون كتابا, أعني الاستثمار بالاستئثار, قليل من الجرأة والجنون فقط ستحول الافتراض حقيقة, هنا لا أشك بأننا سنغدو خير أمة بالفعل, الحسين بحاجة لكثير أفكارنا وأقلامنا وقليل زناجيلنا وقاماتنا.